الروبل و"مير".. تركيا تتبنى أدوات الاقتصاد الروسي رغم "مصالح الناتو"
تعتزم تركيا التوسع في استخدام بعض أدوات الاقتصاد الروسي في إطار حرصها على تعزيز العلاقات مع موسكو.
وتأتي الخطوة رغم تضاربها مع بعض مصالح حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي تعد تركيا عضوا فيه.
وذكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم السبت، بعد لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أن تركيا سوف تحول جزءا من مدفوعات الغاز الروسي إلى الروبل.
كما تخطط أنقرة لتمديد استخدام نظام الدفع الروسي "مير"، وفقا لأردوغان الذي لفت إلى سعيه لتعميق العلاقات الاقتصادية مع الروس.
الروبل ومير
ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن أردوغان القول إن "خارطة طريق" جديدة لتعزيز التعاون سوف تكون بمثابة "مصدر للقوة بين تركيا وروسيا من الناحية المالية".
وأدلى بذلك للصحفيين على متن رحلة العودة من سوتشي حيث التقى بوتين أمس الجمعة.
وقال أردوغان إن خمسة مصارف تركية تعمل على تمديد استخدام نظام دفع "مير" في تركيا، مضيفا أن هذا سوف يسهل الأوضاع للسياح الروس في تركيا.
وجرى استبعاد المؤسسات المالية الروسية الرئيسية من شبكة الاتصالات المالية العالمية بين البنوك "سويفت" في إطار العقوبات الغربية عقب غزو روسيا لأوكرانيا.
بعيدا عن "الناتو"
وتؤكد خطوة تركيا العضو بحلف شمال الأطلسي (ناتو) لتعزيز التجارة مع روسيا على اعتماد أنقرة على الطاقة والسياحة الروسيتين، بين مجالات أخرى.
وما زالت روسيا تعد موردا رئيسيا للغاز لتركيا وتبنيان معا أول محطة تركية للطاقة النووية.
وأرسلت روسيا أيضا ثاني أكبر عدد من السياح إلى تركيا في النصف الأول من 2022، بعد ألمانيا.
زيارة سوتشي
وبالأمس، زار أردوغان مدينة سوتشي الروسية والتقى الرئيس فلاديمير بوتين وذلك عقب أسابيع قليلة من توصل الطرفين إلى اتفاق يقضي باستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية عبر مضيق البوسفور.
وحسب مراقبين، فإن من بين الملفات التي تناولها الطرفان، تداعيات الحرب في أوكرانيا وإمكانية بلوغ هدنة مستدامة بين موسكو وكييف، ثم مستجدات الأزمة السورية، بعد تحذير الرئيس الروسي بوضوح من أي عمليات عسكرية أخرى داخلها تهدف إلى صد المقاتلين الأكراد في حزب العمال الكردستاني وحلفائه.
ويرى محللون أن هذه الخلافات المتكررة تشكل جزءا من "التعاون التنافسي" الذي حدد العلاقة بين رئيسي البلدين منذ عشرين عاما.
aXA6IDMuMTQ1Ljk3LjIzNSA= جزيرة ام اند امز