غرق «روبي مار».. إرهاب الحوثي يدمّر التنوع البيئي في البحر الأحمر
شكّل غرق سفينة روبي مار بالبحر الأحمر، إثر تعرضها لقصف حوثي، تهديداً بوقوع كارثة بيئية وأضرار بالغة بالتنوع الحيوي في المياه اليمنية.
وتسبب غرق السفينة بآثار بيئية وصحية كبيرة، إذ ألحق الضرر بأهم الأنواع الحيوانية البحرية النادرة، والمهددة بالانقراض، في البحر الأحمر والسواحل المرتبطة به، والتي تعتبر ذات أهمية كبيرة في النظام البيئي اليمني.
أضرار براً وبحراً
ويهدد غرق سفينة "روبي مار" في البحر الأحمر، إثر هجوم صاروخي من قبل الحوثيين في 18 فبراير/شباط، التنوع البيولوجي الفريد للمنطقة، خاصة الشعاب المرجانية والموائل البحرية الحساسة.
وتحمل السفينة على متنها 41 طنًا من الأسمدة المصنعة، تشكل خطراً بيئيًا كبيرًا على الكائنات البحرية والنظم البيئية في المنطقة.
ويُعد البحر الأحمر موطنًا للعديد من الكائنات البحرية، بما في ذلك الشعاب المرجانية المميزة والأنواع البحرية المستوطنة.
وتلعب الشعاب المرجانية دورًا حيويًا في الحفاظ على التوازن البيئي، حيث توفر موطنًا للعديد من الكائنات البحرية وتساعد في امتصاص ثاني أكسيد الكربون.
ويُعد القطاع البحري والبيئي من أكثر القطاعات تأثرًا بغرق "روبي مار".
وحذرت القيادة المركزية الأمريكية من أن غرق السفينة يُشكل خطرًا بيئيًا على البحر الأحمر، وخطراً تحت سطح الماء على السفن الأخرى التي تبحر في مسارات الشحن المزدحمة عبر الممر المائي.
وأكد البيان أن مليشيات الحوثي المدعومة من إيران تشكل تهديدًا متزايدًا للأنشطة البحرية العالمية.
نفوق الأسماك
ويعد استهداف المليشيات الحوثية للسفينة روبي مار والتي تحمل أسمدة مصنعة بالمواد الكيميائية، خطراً يؤثر على خصائص مياه البحر، وعلى نسبة الأوكسجين الذائب بالماء، وسوف تؤدي إلى نفوق أسماك وكائنات بحرية عديدة.
ووفقاً لأستاذ تقييم الأثر البيئي المشارك بجامعة الحديدة والخبير البيئي، الدكتور عبدالقادر الخراز، فإن غرق روبي مار، بعد استهدافها من قبل مليشيات الحوثي في البحر الأحمر، يشكل تهديداً على المديين البعيد والقريب له آثار بيئية وحيوانية.
وأضاف لـ"العين الإخبارية" أن المليشيات الحوثية تستهدف السفن المارة دون اعتبار لما تحمله وكيف سينعكس ذلك سلباً على الأحياء البحرية، كما حصل في الباخرة روبي مار، والتي أدى استهدافها من قبل الحوثيين وقبل غرقها إلى تسرب بقعة زيتية بطول 18 ميلاً بحرياً.
وأكد أن غرق السفينة "كارثة بيئية حقيقية" وأن أجزاء منها سوف تختلط مع مياه البحر وتؤدي إلى تلوث المياه، والذي بدوره يؤثر على جميع الكائنات البحرية من أسماك وسلاحف وأعشاب بحرية.
وكانت السفينة تقل 41 طناً من أسمدة الأمونيا (فوسفات الأمونيوم)، والتي تعد مخاطرها كبيرة جداً، فهي أسمدة مصنعة، وليست أسمدة طبيعية، وبالتالي مضاف لها مواد كيميائية. وفقاً للخراز.
وأوضح أن الباخرة روبي مار بنيت منذ عام 1997، أي أن عمرها أصبح 27 سنة، وعادة السفن التي تنقل مواد كيميائية عمرها الافتراضي بين 25 إلى 30 وبالتالي حتى السفينة تعتبر نفايات، وهو ما يضاعف كارثة غرقُها.
وتكمن المشكلة الأخطر أن هناك كائنات بحرية مثل الرخويات، وبعض أنواع الأسماك، تحمل هذه السموم بجسمها ولا تنفق، وبالتالي ستكون تحت أيادي الصيادين الذين سينقلونها إلى الأسواق في المجتمعات الساحلية، والمناطق الداخلية والمدن، وسوف ينتقل تأثيرها إلى جميع السكان عبر السلسلة الغذائية، والتي تعد من أكبر المخاطر التي تسببها السفينة روبي مار بعد غرقها، بحسب الخراز.
وأشار إلى أن اليمن تعد من أكثر الدول متأثرة بغرق السفينة، واستمرار هجمات المليشيات وعسكرة البحر الأحمر وباب المندب، ومن بعدها الدول المشاطئة لهذه البحار.
كما أن حركة التيارات البحرية، والرياح، والتي ستحمل الملوثات الناتجة عن استهداف السفينة وغرقها، سوف تنقل التهديدات البيئية إلى مناطق أخرى.
وأشار إلى أنه يجب أن يدق جرس الإنذار، وأن تكون هناك إجراءات لحماية السكان، من التسمم بهذه المواد التي كانت على متن السفينة، وإجراءات رقابية صارمة محلية ودولية ضد المليشيات وما تخلفه من تلوث في المياه البحرية.
وأوضح أنه يتطلب أيضاً تحديد مناطق آمنة للصيد، ورقابة في أسواق الصيد على الكائنات البحرية وأخذ عينات وتحليلها، ويجب تقييم الوضع بشكل عام في البيئة البحرية اليمنية.
ويعد البحر الأحمر، ذات قيمة تنوع بيئي عالية، حيث تتواجد فيه الموائل الطبيعية والنباتات والحيوانات، والذي شمل أنواع من الأحياء البحرية المهددة بالانقراض على غرار أسماك الحلاوي، والسلحفاة صقرية المنقار البحرية وصقر الغروب (الأسخم)، بالإضافة إلى الشعب المرجانية، إذ يؤثر غرق السفينة روبي مار على جميع هذه الكائنات.
ويقدر العلماء وجود حوالي 29 نوعًا من أسماك القرش، و17 نوعًا من الحيتان والدلافين، و5 أنواعٍ من السلاحف البحرية، و1078 نوعًا من الأسماك، و359 نوعًا من الشعاب المرجانية الصلبة، فضلا عن الكثير من اللافقاريات في مياه البحر الأحمر.