داخل روسيا.. جانب آخر من الصراع ضد منتقدي الحرب
فتحت السلطات الروسية دعوى جنائية ضد الناشط المعارض البارز فلاديمير كارا مورزا جونيور بزعم نشره "معلومات كاذبة" عن القوات المسلحة في البلاد..
ونقلت وسائل الإعلام الروسية عن محامي جونيور، الجمعة، قوله إنه تم توجيه تهم مماثلة ضد المدير التنفيذي للتكنولوجيا الصريح إيليا كراسيلشيك، الناشر السابق لأكبر موقع إخباري روسي مستقل، ميدوزا.
التحركات ضد اثنين من منتقدي الكرملين هي جانب آخر من الصراع في الأزمة الأوكرانية ولكن داخل روسيا، خاصة ضد الأفراد الذين يتحدثون علانية ضد الحرب الروسية في أوكرانيا.
وتبنت روسيا مؤخرا قانونا يجرم نشر معلومات كاذبة عن جيشها بعد فترة وجيزة من دخول قواتها إلى أوكرانيا في أواخر فبراير المنصرم، ويعاقب على هذه الجريمة بالسجن لمدة تصل إلى 15 عاما.
كارا مورزا صحفي وزميل سابق لزعيم المعارضة الروسي الراحل بوريس نيمتسوف والأوليغارشية التي تحولت إلى معارضة ميخائيل خودوركوفسكي. تم نقله إلى المستشفى مع ظهور أعراض التسمم مرتين، في عامي 2015 و2017.
وقال المحامي فاديم بروخوروف للصحفيين إن قضية المعلومات الكاذبة ضد كارا مورزا استشهدت بخطاب ألقاه في 15 مارس أمام مجلس النواب في أريزونا كأساس للاتهامات الأخيرة الموجهة إليه.
وفي مارس وأوائل أبريل ألقى الناشط سلسلة من الخطابات العامة شجب فيها تصرفات روسيا في أوكرانيا؛ في مقابلة في 11 أبريل مع شبكة الأخبار الأمريكية CNN، وصف الكرملين بأنه "نظام قتلة".
تم اعتقال كارا مورزا بعد ساعات من المقابلة وسجنها لمدة 15 يوما لعصيان ضابط شرطة.
وقال بروخوروف إن موكله كان من المقرر أن يمثل أمام المحكمة لجلسة استئناف يوم الجمعة، ولكن بدلا من ذلك تم نقله للاستجواب في مقر لجنة التحقيق الروسية.
وقال بروخوروف إن كارا-مورزا حافظ على براءته.
وقال المتحدثون باسم محكمة في موسكو إن المحققين تقدموا بالتماس لوضع كارا مورزا في الحبس الاحتياطي لفترة أولية مدتها شهرين.
وقال بروخوروف على "فيسبوك" إنه كان من المقرر عقد جلسة استماع بشأن الالتماس بعد ظهر يوم الجمعة.
وقال كراسيلشيك، المدير التنفيذي للتكنولوجيا الذي غادر روسيا في أوائل مارس، لميدوزا إنه علم بالقضية المرفوعة ضده من التقارير الإخبارية، والتي ظلت بحلول مساء الجمعة غير مؤكدة.
وربطت وسائل إعلام روسية الاتهامات بمنشور على موقع "أنستقرام"، ظهر فيه ما وصفه كراسيلشيك بأنه صورة رفات بشرية متفحمة في ضاحية بوتشا في كييف.
ويصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهجوم على أوكرانيا، الذي بدأ في 24 فبراير/شباط، بأنه "عملية خاصة" تهدف إلى نزع سلاح البلاد واجتثاث الأشخاص الذين يصفهم بالقوميين الخطرين.
وتصف دول غربية الهجوم بأنه حرب اختارت موسكو شنها، وفرضت تلك الدول عقوبات على روسيا بهدف شل اقتصادها.
ومنذ 24 فبراير/شباط الماضي. قتل آلاف الأشخاص، وتشرد قرابة عشرة ملايين أوكراني داخليا وخارجيا، بحسب بيانات الأمم المتحدة.
aXA6IDMuMTQ1LjU3LjQxIA== جزيرة ام اند امز