تغييرات في «عربة قيادة» الجيش الروسي للوصول لطريق النصر بأوكرانيا
تغييرات أجراها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على قادة بالجيش، فتحت باب التساؤلات عن أسبابها.
فقد استبدل بوتين مجددا أحد نواب وزير دفاع بلاده، وذلك بعد مرور أكثر من عامين على بدء الحرب الروسية الأوكرانية، وقبل أيام من الانتخابات الرئاسية الروسية التي ستبدأ يوم الجمعة المقبل وتستمر 3 أيام.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تعيين الجنرال أندريه بوليغا نائبا لوزير الدفاع ومسؤولا عن الإمدادات المادية والتقنية للجيش الروسي خلفا للكولونيل جنرال أليكسي كوزمينكوف، الذي كان قد تولى مهام منصبه قبل أقل من عام.
وكان بوليغا يشغل منصب نائب قائد منطقة الدفاع الغربية.
ولم تذكر وزارة الدفاع الروسية الأسباب وراء قرار تغيير أحد نواب وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الـ12.
ويأتي هذا التغيير بعد يوم من استبدال الكرملين قائد البحرية الروسية.
وكانت صحيفة "تليغراف" البريطانية قد نقلت عن تقارير إعلامية، أن الكرملين "أقال القائد الأعلى للبحرية الروسية"، وذلك بعد سلسلة من الانتكاسات والخسائر في البحر الأسود، حيث تعرضت سفن روسية لقصف أوكراني بطائرات بدون طيار وصواريخ.
ونقلت كل من صحيفة "إزفستيا"، وهي صحيفة مقرها موسكو ومرتبطة بالكرملين، ووكالة أنباء سان بطرسبرغ، عن مصادر لم تذكر اسمها، أنه تم تغيير القيادة في قمة البحرية الروسية.
وقال الموقعان الإخباريان، إن الأدميرال نيكولاي إيفمينوف (61 عاما)، الذي يتولى منصب القائد الأعلى للبحرية الروسية منذ مايو/أيار 2019، قد أُقيل وحل محله الأدميرال ألكسندر مويسيف.
القائد الجديد للبحرية الروسية عمل في سلاح الغوص بالبحرية الروسية وفي عام 1998، كان له الفضل في إطلاق أول أقمار اصطناعية تجارية صغيرة إلى الفضاء، من خلال غواصة تعمل بالطاقة النووية، كان يقودها.
ولم تعلق وزارة الدفاع الروسية ولا الكرملين على خبر إقالة إيفمينوف، الذي قاد البحرية الروسية لنحو 5 سنوات، وسبق له العمل قائدا لأسطول الشمال.
وفي فبراير/شباط الماضي، أقالت وزارة الدفاع الروسية قائد أسطول البحر الأسود للمرة الثالثة منذ بداية الحرب.
الأدميرال فيكتور سوكولوف أقيل من قيادة أسطول البحر الأسود جاء نتيجة إغراق أوكرانيا لسفينة الإنزال الروسية |سيزار كوتيكوف، بالإضافة إلى أسلوب قيادته الذي لم يعجب الكرملين، بحسب وسائل إعلام غربية.
تغييرات مستمرة
ومنذ بدء الحرب في أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022، دأب الرئيس الروسي بوتين على إجراء تغييرات في صفوف قادة جيشه.
وشملت التغييرات التي أجراها بوتين منذ بداية الحرب تعيين سيرغي كوزوفليف قائد المنطقة العسكرية الجنوبية، ورستم مرادوف قائدا للمنطقة العسكرية الشرقية، فيما حل يفغيني نيكيفوروف في منصب قائد المنطقة العسكرية الغربية، وتعيين الجنرال آندرى موردفيتشيف قائدا للمنطقة العسكرية المركزية، إذ عين قائداً لها، مكان ألكسندر لابين الذي تمت تعيينه رئيساً لأركان القوات البرية رغم الانتقادات الشديدة من كبار القادة بشأن أدائه في أوكرانيا.
التغييرات طالت أيضا قائد الجيش الروسي في أوكرانيا، وهو المنصب الذي تعاقب عليه 3 جنرالات منذ بداية الأزمة.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في يناير/كانون الثاني 2023 تعيين الجنرال فاليري غيراسيموف، قائدا عاما للمعركة في أوكرانيا ليخلف الجنرال سيرغي سوروفيكين الذي تم تعيينه نائبا غيراسيموف.
ومنذ بداية الحرب في فبراير/شباط 2022، لم تعلن روسيا رسميا عن اسم قائد عمليتها العسكرية في أوكرانيا، غير أن وسائل إعلام محلية أشارت إلى أن الجنرال ألكسندر دفورنيكوف هو الذي يقود المعارك، ليتم في أكتوبر/تشرين الأول 2022 الإعلان عن تولي سوروفيكين قيادة العمليات في أوكرانيا.
وبحسب مراقبين، فإن التغييرات التي تجريها موسكو على قادة جيشها، تهدف للمحافظة على سير العمليات العسكرية في أوكرانيا.
وتمكنت القوات الروسية من صد هجوم أوكراني مضاد بدأته كييف الصيف الماضي، رغم الدعم الغربي المتوالي للقوات الأوكرانية عسكريا وماديا.