روسيا وبيلاروسيا.. "شبح الوحدة" يهدد نفوذ "الناتو"
وحدة بأفق روسيا وبيلاروسيا تزيد من تهديدات قد يمثّلها وجود موسكو على حدود بولندا وليتوانيا العضوين بحلف شمال الأطلسي "الناتو".
اتحاد قد يجسد معاهدة "دولة الوحدة" التي وقعها، العام 1996، الرئيس الروسي حينها بوريس يلتسين، مع رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، ودخل الاتفاق حيز التنفيذ عام 1999.
ومنذ ذلك الحين، تطورت العلاقة بين موسكو ومينسك إلى أعلى درجة لها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وبلغ الأمر حد إعلان لوكاشينكو بأن بيلاروسيا مستعدة للاتحاد مع روسيا في دولة واحدة.
وحاليا، تسير الأمور إلى "دمج" روسيا وبيلاروسيا، وهو ما تؤكده الأنشطة الاقتصادية المشتركة والتدريبات العسكرية المشتركة بين البلدين، في مسار سيشكل، حال تفعيله، ضغطا مكثفا على دول أعضاء بالناتو تقع في شرق أوروبا، ممن تواجه تهديدات من وحدات من الجيش الروسي ترابط في منطقة كالينينجراد.
الغرب يحبس أنفاسه
يحبس الغرب وآلته الحربية (الناتو) أنفاسه خوفا من الوحدة بين روسيا وبيلاروسيا، وما يعنيه ذلك من حصول موسكو على موطئ قدم على الحدود بين دول أعضاء بالحلف، حيث جاء في مقال نشر على موقع "19 فورتي فايف"، أن تحقيق الوحدة سيدفع بالناتو إلى التقهقر من شرق أوروبا إلى الغرب بعيدا عن روسيا.
الموقع نفسه أشار إلى أن الخطر الذي تشكله الوحدة بين روسيا وبيلاروسيا سيتضاعف عندما تحصل بيلاروسيا على منظومات صواريخ "إس-400" من موسكو، ما سيطرح بجدية سيناريوهات بدت في الماضي البعيد تخيلية.
ففي الفترة السابقة، زحف الناتو إلى شرق أوروبا من خلال ضم بلدان كانت أعضاء في حلف وارسو، واستبعد مخططو التوسع الأطلسي وقتها احتمال بعث "الخطر" من جديد عبر استعادة الوحدة بين روسيا وجمهوريات سوفيتية سابقة أخرى وخاصة بيلاروسيا.
رعب يرتسم في أفق المشهد ويزرع مخاطر جمة سيكون على دول "الناتو" مواجهتها حال تجسد الوحدة بين موسكو ومينسك.
"دولة الوحدة"
تنتهي فترة رئاسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 2024، ويمنعه الدستور الحالي من الترشح مرة أخرى، لكنه اقترح أنه يمكنه تجاوز هذه القيود عبر إنشاء دولة جديدة من خلال اتحاد مع بيلاروسيا.
فكرة لاقت، منذ 2011، تجاوبا ودعما من الرئيس البيلاروسي بقوله إن "الاتحاد ممكن ومرغوب ويعتمد كليا على إرادة الشعب البيلاروسي".
وفي تصريحات أدلى بها قبل سنوات، قال لوكاشينكو إن اتفاقية "دولة الوحدة" أثبتت نجاحها، مضيفا أن "إرادة البيلاروسيين والروس نحو الوحدة ستكون بمثابة أساس صلب للتكامل والتعاون متعدد الأوجه وتشكيل تاريخ جديد مشترك".
لكن رغم ذلك، لم يرضخ لوكاشينكو أبدا لرغبة موسكو في بناء قاعدة عسكرية روسية أكبر في بيلاروسيا، وأبدى تمسكه الدائم بالاستقلالية، في نهج مترنح يبدو أنه دفع، في النهاية، نحو حسم باتجاه موسكو.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، باشرت روسيا وبيلاروسيا مناورات عسكرية ضخمة نددت بها بولندا المجاورة، وسط توتر متواصل بين موسكو والغرب المرعوب من فكرة وحدة البلدين.
وجرت المناورات التي أُطلق عليها اسم "زاباد 2021" في تسع قواعد عسكرية روسية وخمس قواعد بيلاروسية وفي بحر البلطيق، في تدريبات راقبها الغرب بحذر فرضته الرسائل غير المباشرة الناضحة منها.
aXA6IDMuMTcuNzUuMTM4IA== جزيرة ام اند امز