الأمن الاتحادي الروسي.. من هم حراس القرم الجدد؟
استدعاء خاص تلقاه جهاز الأمن الاتحادي بأمر مباشر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقيام بمهمة خاصة في شبه جزيرة القرم.. فما هي؟
بوتين أسند إلى جهاز الأمن الاتحادي مسؤولية تعزيز تدابير حماية البنية التحتية التي تزود شبه جزيرة القرم بالكهرباء والغاز الطبيعي، بعد تفجير استهدف جسر القرم.
وكانت المسؤولية عن أمن الجسر الذي يعتبر الشريان الرئيسي لإمداد القوات الروسية في أوكرانيا، مقسمة بين 3 أطراف هي وزارة الدفاع التي تقوم بمراقبة المجال الجوي، والحرس الوطني في روسجفارديا الذي يتولى المراقبة البحرية، بينما تراقب وزارة النقل طرق السيارات والسكك الحديدية.
ولكن بعد تفجير قوي طال جسر القرم، السبت، قرر الرئيس بوتين إسناد مسؤولية حراسة وتأمين الجسر والبنى التحتية الأخرى إلى جهاز الأمن الاتحادي، الذي يعد جهازه الأمني المفضل، لضمان عدم تكرار تلك الحوادث.
ما هو جهاز الأمن الاتحادي؟
جهاز الأمن الاتحادي المعروف اختصارا باسم (FSB) هو هيئة الأمن الرئيسية في روسيا، ويتولى مسؤوليات مكافحة التجسس، وأمن الحدود الداخلية ومكافحة الإرهاب والمراقبة، بالإضافة إلى التحقيق في أنواع أخرى من الجرائم الكبرى وخروقات القانون الاتحادي داخل حدود الدولة.
وتشكل الجهاز عام 1995 عندما وقع الرئيس الروسي الأسبق بوريس يلتسن قانونا لإعادة تنظيم خدمة مكافحة التجسس، أدى إلى إنشاء خدمة الأمن الاتحادية، خلفا للجنة أمن الدولة السوفياتية، وكان بوتين وقتها مديراً لأوامر التنفيذ لعمليات دول الاتحاد السوفياتي السابق.
وفي 2003، أضيفت مسؤوليات جديدة للأمن الاتحادي بضم حرس الحدود وجزء كبير من الوكالة الاتحادية للاتصالات والمعلومات له، ليتبقى مكونان رئيسيان من لجنة أمن الدولة السابقة مستقلين إداريا عن خدمة الأمن الاتحادية، وهما المخابرات الخارجية وحرس الدولة.
وتعد الخدمة في الأمن الاتحادي عسكرية مثل القوات المسلحة، والشرطة والأجهزة الأمنية الأخرى، إلا أن ضباطه لا يرتدون زيا عسكريا.
ومنذ تولي بوتين السلطة في روسيا، فإنه يتعامل مع الأمن الاتحادي كذراعه الأمنية المفضلة، باعتباره خليفة لجهاز المخابرات السوفياتي العريق (KGB) الذي كان ينتمي له بوتين نفسه.
دوره في حرب أوكرانيا
ومع بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي، خطط بوتين لاستخدام جهاز الأمن الاتحادي كقوة عمليات خاصة تُعزِّز من جهود التحرك العسكري الروسي.
وبرز منذ بداية الحرب دور فرع الأمن الاتحادي الأجنبي المعروف بالقسم الخامس، وهو القسم الوحيد، من بين 12 قسما في الجهاز، الذي ضلع في مرحلة الإعداد للحرب الأوكرانية، إضافة لمهام أخرى قامت بها أقسام مكافحة الإرهاب، والمكافحة الاستخباراتية، والتحقيقات بالجهاز، فيما تولى قسم الأمن الاقتصادي تطبيق سياسات روسيا الاقتصادية الجديدة.
ويواجه الجهاز اتهامات منذ بداية الحرب، باعتقال معارضيه في الداخل والزج بهم في السجون، وهو ما تنفيه السلطات الروسية.