لأول مرة.. روسيا تكشف دور جنود كوريا الشمالية في الحرب الأوكرانية

في تحول كبير عن الموقف السابق المتسم بالغموض أكدت مصادر رسمية روسية مشاركة القوات الكورية الشمالية في الحرب الروسية الأوكرانية.
وأشاد رئيس هيئة الأركان العامة الروسية، فاليري غيراسيموف، بمشاركة الجنود الكوريين الشماليين في صد الهجوم الأوكراني على منطقة كورسك، مشددًا على "صلابتهم وبطولتهم"، بحسب مجلة "مليتري ووتش".
وقال غيراسيموف: "أود أن أشير بشكل خاص إلى مشاركة جنود تشوسون في تحرير منطقة كورسك الحدودية، حيث قدموا دعمًا كبيرًا في هزيمة الجيش الأوكراني، وفقًا لـ'اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة (معاهدة الشراكة التكتيكية) بين البلدين.. لقد نفذ جنود وضباط تشوسون المهام القتالية جنبًا إلى جنب مع الجنود الروس، وأظهروا مهنية عالية، وقوة، وشجاعة، وبطولة خلال تصعيد العمليات ضد أوكرانيا."
عقب هذه التصريحات، نشرت قناة "آر تي" الروسية الحكومية مقالًا بعنوان: "لم يحنث أي كوري شمالي بقسمه: كيف ساعدنا حلفاؤنا في تحرير كورسك"، حيث أكدت أن وحدات الجيش الكوري الشمالي "أظهرت انضباطًا عاليًا، وتنسيقًا، واستهانة بالموت، مما ساهم بشكل كبير في هزيمة الجنود الأوكرانيين."
وفي تفاصيل إضافية عن عمليات وحدات كوريا الشمالية في كورسك، ذكرت وسائل الإعلام الروسية أن الجنود الكوريين الشماليين خضعوا أولاً لتدريبات عسكرية في ميادين روسية، حيث تعرّفوا على تكتيكات القتال الحديثة، وتعلموا تشغيل الطائرات المسيّرة، وتكيفوا مع ظروف الميدان.
عقب التدريبات، جرى نقل الجنود الكوريين الشماليين إلى منطقة كورسك، حيث عاشوا في ظروف ميدانية لتجنب جذب الانتباه، حيث بدأوا في خطوط الدفاع الثالثة، ثم الثانية، وفي النهاية شاركوا في الدفاعات الحصينة والهجمات المباشرة.
وأشارت التقارير إلى أن "الجنود الكوريين تميزوا بالتنسيق والانضباط، وعدم الاكتراث بالموت، والقدرة العالية على التحمل"، خاصة أن معظمهم كانوا من الشباب الأقوياء والمدربين جيدًا، خصوصًا من قوات العمليات الخاصة.
وشارك الجنود الكوريون في تحرير منطقة كورينيفسكي وخاضوا معارك قرب ستارايا ونوفايا سوروشينا، واخترقوا الدفاعات حتى كوريلوفكا.
ويبقى من غير المؤكد ما إذا كانت القوات الكورية الشمالية ستواصل عملياتها إلى جانب الجيش الروسي في أراضي منطقة دونباس المتنازع عليها.
فعلى الرغم من اعتبار منطقة كورسك جزءًا معترفًا به دوليًا من الأراضي الروسية، مما يسمح بدعم كوريا الشمالية لروسيا دون إثارة قضايا قانونية، إلا أن المشاركة في معارك الدونباس قد تعرض بيونغ يانغ لاتهامات بالمشاركة في غزو ذي وضع قانوني حساس.
وعلى الرغم من أن المصادر الروسية لم تعترف بذلك رسميًا، إلا أن المعدات العسكرية الكورية الشمالية لعبت دورًا محوريًا في دعم العمليات الروسية. فقد أرسلت كوريا الشمالية أكثر من 6 ملايين قذيفة مدفعية بحلول نهاية عام 2024، مما عزز قدرات المدفعية الروسية.
وتفوقت بعض أنظمة الأسلحة الكورية الشمالية على نظيراتها الروسية، مثل نظام الصواريخ المضادة للدبابات "بولساي-4"، الذي دخل الخدمة في أغسطس/آب 2024، ويمتاز بمدى طويل يبلغ 10 كيلومترات وقدرة على الهجوم من الأعلى لم تكن متوفرة في الأنظمة الروسية المماثلة.
كما أظهرت لقطات مصورة نشر أنظمة صواريخ "بوكوكسيونغ-2" الباليستية متوسطة المدى في روسيا، بالإضافة إلى استخدام صواريخ "KN-23" و"KN-24" التكتيكية، ومدافع هاوتزر عيار 170 ملم، وعدة أنواع من أنظمة المدفعية الصاروخية.
aXA6IDEzLjU5LjE5Ni40MSA= جزيرة ام اند امز