زلزال روسيا.. خبير زلازل يكشف لـ«العين الإخبارية» ادعاءات الهولندي هوغربيتس؟ (خاص)

ضرب صباح الثلاثاء 30 يوليو، زلزال هائل قوته 8.8 درجة شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية، ليُسجل كواحد من أقوى الزلازل خلال القرن الجاري.
وبينما كانت الأرض تمزق قشرتها على مدى مئات الكيلومترات، لم تصدر أي تحذيرات من الشخصية التي اعتاد البعض أن يترقب توقعاته في كل هزة أرضية، وهو الهولندي فرانك هوغربيتس.
تسونامي اليابان.. أحد التداعيات
غياب توقع هوغربيتس عن هذا الحدث المزلزل الذي هز اليابسة والمحيط معا، وولد تسونامي عابر للقارات وصل لليابان وهاوي، أثار تساؤلات عن مدى دقة نظرية "الخبير" الذي ملأ منصات التواصل تنبؤات قبل الزلازل الماضية؟ ولماذا لم يصدر عنه هذه المرة أي تحذير قبل الكارثة؟
فمع كل كارثة طبيعية، يظهر هوغربيتس مدعيا أنه "كان يعرف"، ويخرج بخرائط وتواريخ كانت منشورة قبل الزلزال ليدعي صوابا بأثر رجعي، لكن العلماء يحذرون بشدة من هذا النوع من الادعاءات التي لا تستند إلى قواعد علمية واضحة أو أدوات قياس معترف بها.
وفي هذا السياق، يقول د.شريف الهادي رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية لـ"العين الإخبارية": " نتوقع الآن سيلا من الادعاءات القائلة إن هذا الزلزال كان متوقعا، أو أن إشاراته ظهرت في وقت سابق، لكن دعونا نكون واضحين، فالمهلة للتنبؤ بهذا الزلزال قد انتهت، وما يُقال بعد وقوعه لا يخرج عن كونه تفسيرات بأثر رجعي، لا تنبؤات حقيقية."
ويضيف أن التنبؤ العلمي بالزلازل لا يزال أحد أعقد التحديات في الجيولوجيا الحديثة، وأن ما يروّج له البعض من تنبؤات تستند إلى مواقع الكواكب أو اصطدامات الطاقات ليس سوى تأويلات شخصية لا يُعتد بها علميا.
زلزال روسيا .. أسئلة علمية
وفي المقابل، فإن الزلزال العظيم الذي ضرب كامتشاتكا في شرق روسيا يطرح على العلماء أسئلة جوهرية لا تزال بدون إجابات قاطعة.
وتقول عالمة الزلازل في جامعة كورنيل الأمريكية جوديث هوبارد في مدونتها، إن من أبرز هذه الأسئلة :
أولا: لماذا تنمو بعض التصدعات الصغيرة لتتحول إلى زلازل عظيمة بهذا الحجم، بينما يتوقف غيرها عند درجات ضعيفة؟
ثانيا: هل يمكننا التمييز مبكرا بين الزلازل "العادية" وتلك التي ستتحول إلى كارثة كبرى؟
ثالثا: هل توجد إشارات جيولوجية دقيقة يمكن التقاطها قبل الزلزال بساعات أو أيام؟ أم أننا سنظل في دائرة الاحتمالات؟
رابعا: كيف يمكن تحسين نماذج المخاطر الزلزالية لتكون أكثر دقة في توقع المواقع الحرجة؟
خامسا: ما العلاقة بين الزلازل العظيمة ونشاط البراكين المجاورة، خاصة في مناطق مثل كامتشاتكا المليئة بالبراكين النشطة؟
وتشدد هوبارد على أن : "هذه هي الأسئلة الحقيقية التي تشغل العلماء والباحثين في الجامعات والمراكز الجيولوجية حول العالم، وليس تتبّع حركات الكواكب أو قراءة الطاقة الكونية".
وتضيف أن " الزلازل العظيمة مثل ما حدث في كامتشاتكا ليست مجرد أخبار طارئة، بل نقاط تحول علمية تستدعي البحث الدقيق والفهم العميق، وليس الاكتفاء بالخوف أو نشر الخرافة".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg جزيرة ام اند امز