تسرّب أم تخريب؟.. معركة الغاز ترسم مسار حرب أوكرانيا
تسرب شبه متزامن في موقعيْن من خط أنابيب يربط روسيا بألمانيا يرسم منعطفا حاسما بمعركة الغاز بين موسكو وأوروبا ومسار الحرب في أوكرانيا.
تسرب غامض في موقعيْن من خط أنابيب "نورد ستريم 1" ببحر البلطيق يبعث بأكثر من رسالة أبرزها أن مدة انقطاع إمدادات الغاز الروسي عن القارة العجوز سيطول أكثر من المتوقع، خصوصا أن التدفقات متوقفة منذ فترة للصيانة دون صدور أي إعلان باستئنافها حتى الآن.
وفي غضون ذلك، لم تستبعد موسكو "أي فرضية" حول ما حدث، بما في ذلك إمكانية حدوث أعمال تخريب، فيما رأت فيه كييف"هجومًا إرهابيًا مخططًا له" من موسكو.
وعلى الخط نفسه، دخلت واشنطن، ليعلق المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض على تسرب الغاز، بقول إن "شركاءنا الأوروبيين يجرون تحقيقًا.. نحن مستعدون لدعم جهودهم".
واللافت أن المسؤول الأمريكي رفض -على غير العادة- التكهن بأسباب هذا التسرب، مكتفيا بقول إن ما حدث "يعكس أهمية جهودنا المشتركة لإيجاد إمدادات غاز بديلة لأوروبا".
الحرب تتوسع؟
تطورات متزامنة تراكم كثافتها من مخاوف العالم في وقت يطرق فيه شتاء عصيب أبواب أوروبا العاجزة عن تأمين بدائل للغاز الروسي، وبالتزامن مع تلويح القارة بفرض عقوبات إضافية على موسكو على خلفية استفتاءات الضم بأربع مناطق أوكرانية.
توقيت قاتل يؤكد خبراء أنه يرسم منعطفا حادا بمسار الحرب الروسية الأوكرانية، وقد يوسع نطاقها في شرقي أوروبا، أي على خط التماس مع معركة أخرى تخوضها القارة العجوز مع موسكو بشأن أمنها الطاقي.
ومما يزيد من الضبابية حول حقيقة ما يجري هو أن رئيسة وزراء الدنمارك ميتي فريدريكسن، قالت اليوم الثلاثاء، إنه "من الصعب التصور" بأن تسرب الغاز في ثلاث مواقع من خطي الأنابيب نورد ستريم 1 ونورد ستريم 2 بصورة متزامنة أمر "عرضي"، دون أن تستبعد حدوث "عملية تخريب".
من جانبه، أعرب المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف عن قلق موسكو البالغ حيال أنباء التسرب، وقال ردا على سؤال عن احتمال أن يكون ذلك ناجما عن عملية تخريب "لا يمكن استبعاد أي فرضية".