خطط ردع روسيا.. اجتماعات مكثفة لقادة أوروبا و"الناتو"
في إطار مساعي الغرب لإظهار دعمه لأوكرانيا، والتصدي لأي تدخل روسي، يعقد قادة أوروبا ووزراء دفاع الناتو اجتماعات لبحث خطط الرد والردع.
وقال الناطق باسم الاتحاد الأوروبي، باريند ليتس، إن "قادة الاتحاد الأوروبي سيعقدون محادثات في بروكسل الخميس".
وأضاف ليتس، في تغريدات عبر "تويتر"، أن "المحادثات تستهدف بحث الجهود الدبلوماسية الرامية لتخفيف حدّة أزمة أوكرانيا، قبيل قمة مقررة مع قادة دول أفريقية".
وتابع: "قبل قمة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي المقررة غدا، سيعقد أعضاء المجلس الأوروبي اجتماعاً غير رسمي مدته ساعة بشأن التطورات الأخيرة المرتبطة بروسيا وأوكرانيا".
وزراء دفاع الناتو يتأهبون
وفي سياق متصل، يناقش وزراء دفاع دول حلف الأطلسي (الناتو) خططا للردع الإضافي ضد روسيا في وقت لاحق، الأربعاء، في بروكسل، على خلفية الأزمة الأوكرانية.
ويرسل حلفاء الناتو مزيدا من السفن والطائرات المقاتلة والقوات إلى أوروبا الشرقية، مع وضع قوات أخرى في حالة تأهب.
وكان الحلف قد نشر أربع مجموعات قتالية من القوات متعددة الجنسيات في إستونيا وليتوانيا ولاتفيا وبولندا بعد ضم موسكو لشبه جزيرة القرم عام 2014.
وبالإضافة إلى تعزيز الوحدات الحالية، يخطط الحلف أيضا لإنشاء مجموعات قتالية جديدة على الجناح الجنوبي الشرقي المواجه لروسيا، على الرغم من مطالب موسكو بعكس هذا التوسع باتجاه الشرق. وعرضت فرنسا بالفعل قيادة مجموعة قتالية جديدة في رومانيا.
ولا تزال الخطط الخاصة بوحدات الناتو الجديدة الأخرى غير واضحة، لكن المصادر الدبلوماسية تشير إلى أن الإجراءات الروسية سوف تتطلب على الأرجح تغييرات طويلة الأجل في عمليات نشر قوات الناتو.
ويقول دبلوماسيون إن بعض أعضاء الناتو المتاخمين لروسيا أو أوكرانيا يشعرون بالتهديد.
ومن المتوقع أن يعلن الحلفاء الثلاثون في اجتماع وزراء الدفاع في بروكسل عن نيتهم لإجراء مراجعة ذات صلة في الأسابيع المقبلة.
وقالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينه لامبرشت إن القرار بشأن التعديلات الدائمة يجب أن يتخذ "ليس في الوضع الحالي"، بل في غضون شهور "بعد فحص وتدقيق مكثف للوضع في ذلك الوقت".
اتهامات لروسيا باستمرار الحشد
اتهم حلف شمال الأطلسي روسيا، الأربعاء، بتعزيز حشدها العسكري الضخم على حدود أوكرانيا بالمزيد من القوات في حين تقول موسكو إنها تسحب قوات ومستعدة لحوار دبلوماسي.
وبدا ينس ستولتنبرج الأمين العام لحلف شمال الأطلسي غير مقتنع بأن التهديد بغزو روسي لأوكرانيا قد تراجع في مستهل محادثات تستمر يومين لوزراء دفاع دول الحلف، معبرا عن آمال حذرة إزاء نجاح الدبلوماسية.
وقال ستولتنبرج "لم نشهد أي انسحاب للقوات الروسية. وهذا يتعارض، بالطبع، مع رسالة الجهود الدبلوماسية".
وأضاف "ما نراه هو أنهم زادوا عدد القوات وأن المزيد من القوات في الطريق. لذلك فحتى الآن ليس هناك تخفيف للتصعيد".
وتنخرط القوى الكبرى في واحدة من أعمق الأزمات في العلاقات بين الشرق والغرب منذ عقود، إذ تتنافس على بسط النفوذ في مرحلة ما بعد الحرب الباردة وعلى إمدادات الطاقة في حين تريد موسكو منع أوكرانيا، الجمهورية السوفيتية السابقة، من الانضمام لحلف شمال الأطلسي.
ورفض الحلف للإذعان لهذا المطلب الروسي.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أن "الولايات المتحدة لم تر أدلة على انسحاب كبير للقوات الروسية من الحدود الأوكرانية، رغم إصرار موسكو على أنها قامت بذلك.
وقال لشبكة "إيه بي سي" الإخبارية "ما نراه لا يمثّل انسحاباً ذا معنى"، واصفاً خطر غزو روسيا جارتها الموالية للغرب بأنه "حقيقي".
إدانة أمريكية لروسيا
ودانت الولايات المتحدة بشدة الأربعاء مقترحا للبرلمان الروسي ينص على الاعتراف بجمهوريتين انفصاليتين على أنهما مستقلتان.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، في بيان، إن خطوة كهذه "ستمثّل انتهاكا جسيما للقانون الدولي".
وصوّت مجلس الدوما الروسي، الثلاثاء، لصالح حث الرئيس فلاديمير بوتين على الاعتراف بمنطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا على أنهما "دولتان تتمتعان بالسيادة والاستقلال" في ظل تصاعد التوتر مع الغرب حيال حشد القوات الروسية.
وقال بلينكن في إشارة إلى اتفاق تاريخي أبرم عام 2014 لتسوية النزاع الأوكراني إن "موافقة الكرملين على هذه المناشدة يرقى إلى رفض كامل للحكومة الروسية لالتزاماتها المنصوص عليها في اتفاقيات مينسك".
وأضاف أن اتفاقا من هذا القبيل سيقوّض "التزام (موسكو) المعلن مواصلة الانخراط في المسار الدبلوماسي للوصول إلى حل سلمي لهذه الأزمة، ويزيد من ضرورة صدور رد سريع وحازم من الولايات المتحدة بالتعاون الكامل مع حلفائنا وشركائنا".
aXA6IDE4LjIxNi43MC4yMDUg جزيرة ام اند امز