المغرب يجلي مواطنيه من أوكرانيا.. مخاوف الطرد تحاصر الطلبة
بين الخوف من هجوم عسكري روسي، والخشية من ضياع مستقبلهم الدراسي، يسيطر القلق على الطلاب المغاربة في أوكرانيا.
وخصصت المملكة المغربية رحلات خاصة لإجلاء رعاياها في أوكرانيا، وتسهيل عودتهم إلى أرض الوطن، مع تزايد المخاوف من غزو روسي للبلاد.
وحرصت السلطات المغربية على تحديد سعر ثابت للرحلات، وذلك تفادياً لأي غلاء مُحتمل أو أسعار مبالغ فيها من طرف شركات الطيران، خاصة في ظل الطلب المرتفع على رحلات العودة إلى المغرب.
وانطلقت، الثلاثاء، عمليات إجلاء المغاربة المُقيمين بأوكرانيا، عبر رحلات جوية مباشرة نحو مختلف مدن المملكة، وأقلت العربية للطيران، الناقل الإماراتي، 99 طالباً مغربياً من كييف، نحو مطار بن بطوطة بمدينة طنجة، شمال المملكة.
وفي نفس اليوم، نقلت طائرة تابعة للخطوط الملكية المغربية 174 مواطناً، أغلبهم من الطلبة، نحو مطار محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء، وسط البلاد. ويُنتظر أن تتواصل الرحلات؛ لإجلاء ما تبقى من المغاربة الراغبين في مغادرة الأراضي الأوكرانية.
إلى ذلك، استنفرت التمثيلية الدبلوماسية المغربية في أوكرانيا جهودها للإجابة عن تساؤلات المغاربة هناك، وذلك عبر موظفي السفارة، أو من خلال مجموعة من الأرقام الهاتفية التي تم وضعها رهن إشارة الجالية وذويهم.
وبحسب معطيات حصلت عليها "العين الإخبارية"، من مصادر متطابقة، فإن الأرقام التي وضعتها السفارة تلقت خلال يوم واحد 250 مكالمة محلية، مقابل 4000 مكالمة تلقتها السفارة المغربية في كييف.
وعلى مستوى مقر السفارة المغربية في كييف، تم استقبال أكثر من 200 معاملة على مستوى مصلحة الخدمات القنصلية، وفق المصدر ذاته.
وأشار المصدر إلى أنه تتم مناقشة استمرارية الدراسة "ولكن سلامة الطلاب تأتي في المقام الأول".
وتسود حالة من التوتر والخوف لدى الأسر المغربية، بشأن مصير أبنائهم الدراسي، خاصة أن المؤسسات التعليمية هُناك لم تعتمد أي نمط للتعليم عن بعد، كما لم تُقرر توقيف الدراسة.
وقال منصف، وهو مغربي يدرس الصيدلة بأوكرانيا، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن الطلبة يُعانون الأمرين، ما بين الخوف من الحرب، والخوف من الانقطاع عن الدراسة وتضييع عام كامل.
ولفت إلى أن رئيس الكُلية التي يتابع فيها دراسته رفقة العديد من المغاربة، رفض منحهم ضمانات بعدم طردهم أو معاقبتهم إدارياً، في حالة تغيبهم عن المحاضرات أو الامتحانات.
وأضاف أن الكلية لم توفر حتى خاصية التعليم عن بعد، مُعللة ذلك بكون هذا القرار يصدر عن وزارة التعليم الأوكرانية، التي لم تتخذ أي خطوة بهذا الشأن.
وأوضح منصف الذي قرر مع آخرين العودة إلى أرض الوطن، أن بعض زملائه اختاروا المجازفة والبقاء هُناك خوفاً على مسارهم الدراسي، وفي انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع بين روسيا وأوكرانيا.
في المقابل، اشترطت جامعات أوكرانية أخرى على الراغبين في مغادرة البلاد، تأدية كامل الرسوم الدراسية لما تبقى من العام، مقابل الاستفادة من أنماط التعليم عن بعد. ويتجاوز عدد المغاربة المقيمين بأوكرانيا عتبة العشرة آلاف فرد، أغلبهم طلبة، وهم يُشكلون ثاني أكبر جالية أجنبية هُناك.