"الشمس الحارقة" تظهر من جديد.. رشقة واحدة تؤلم أوكرانيا
منذ ظهورها في دونباس، اكتسبت راجمات اللهب "سولنتسيبيوك" الروسية أو ما يطلق عليها "الشمس الحارقة" سمعة سريعة في القدرة على الفتك والتدمير.
واليوم تعود بِصَلية واحدة فقط، لتقضي على أكثر من 20 عنصرا قرب كراسني ليمان بجمهورية لوغانسك الشعبية. بحسب ما أوردته وسائل إعلام روسية.
وقال أحد عناصر طاقم منظومة قاذفات اللهب الثقيلة "سولنتسيبيوك" للصحفيين: "تمكن طاقمنا برشقة واحدة فقط من القضاء على أكثر من 20 عنصرا معاديا وتدمير عدة قطع من المعدات الحربية".
وبحسب المتحدث نفسه، تطلب الأمر فقط ثلاثة صواريخ، للقضاء على هذا العدد وعتاده.
و"سولنتسيبيوك" التي صممتها الشركة الروسية "أومسك ترانسماش"، هي نسخة محدثة من الراجمة الثقيلة "توس-1"، التي دخلت الخدمة عام 2001.
وتستخدم روسيا قاذفات الصواريخ الحرارية منذ الأيام الأولى للحرب في أوكرانيا التي اندلعت في فبراير/شباط 2022.
وسبق أن وصفت وزارة الدفاع الروسية، هذا النوع من الراجمات، بأنها سلاح "يسبب الذعر"، حيث تعتبر الأشد فتكا وتدميرا بعد السلاح النووي.
قدرات فائقة
نشأت الأسلحة الحرارية في النصف الأول من القرن العشرين، وبمقدورها أن تحرق خلال دقائق، ما يعادل منطقة تبلغ مساحتها 40 ألف متر مربع.
يمكن لهذه الراجمات إطلاق 24 قذيفة صاروخية خلال 12 ثانية فقط، يتم تثبيتها على هيكل دبابة.
وتحتوي هذه الصواريخ على وقود على شكل رذاذ يكون سحابة تسبب عند احتراقها انفجارا شديدا، خلافا لمزيج النابالم (المادة الحارقة) الذي يلتصق بما يستهدفه.
والنتيجة هي امتصاص الهواء من المناطق المحاصرة بقوة هائلة، مما يؤدي إلى تدمير المباني والكهوف والخنادق والتحصينات الأخرى وإصابة جميع المتواجدين في المنطقة المجاورة بالاختناق.
وبفضل ذلك، يقول خبراء إنها سلاح فتاك لا يمكن الاختباء منه في دبابة أو خندق أو حتى في ملجأ محصن.
وفي استعراض لطبيعة هذا السلاح، أوضح الخبير العسكري الروسي فلاديسلاف شوريغين، أن الذخيرة الحرارية هي السمة الرئيسية لقاذفات اللهب.
وقال في حديث لوسائل إعلام روسية، إن هذه المنظومة ذات قوة تدمير كبيرة ودقة عالية في إصابة الأهداف، والشيء الجديد فيها هي الذخائر الحرارية التي تصيب الأهداف بفعالية عالية".
وفي مارس / آذار 2022، قالت وزارة الدفاع البريطانية، إن هذه الصواريخ الحرارية تخلق "تأثيرات حارقة وانفجارية" تدوم أطول من المتفجرات التقليدية.
وأوضحت أن هذه الصواريخ يمكن أن تدمر البنية التحتية ، وتسبب أضرارا كبيرة في الأعضاء الداخلية وحروقا مفاجئة ، مما يؤدي إلى وفاة من يتعرضون لها.
تم استخدام "توس-1" من قبل القوات السوفيتية في أفغانستان والقوات الروسية في الشيشان وكذلك في أوكرانيا منذ بداية الحرب عام 2022. كما استخدمت الأسلحة الحرارية من قبل الولايات المتحدة في الستينيات.