"الشيطان" الروسي قريبا في المعركة
"شيطان" روسي مرعب يدخل "قريبا" رحى المعركة، في مسار جديد قد يغيّر من موازين القوى على الأرض.
إنه صاروخ "سارمات" الباليستي، أو "الشيطان 2" كما يسميه حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذي أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، عن دخوله الخدمة "قريبا".
إعلان بوتين عن "ملك الصواريخ" جاء في اجتماع موسع عقده اليوم مع كبار القادة العسكريين في الجيش، لتحديد مهام الأخير في العام المقبل.
اجتماعٌ جاء بالتزامن مع زيارة يقوم بها اليوم، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى الولايات المتحدة، في أولى رحلاته الخارجية منذ بداية الحرب، في خطوة ينشد من خلالها دعما أمريكيا أكبر.
وفيما لم يحدد بوتين موعد دخول "سارمات" الخدمة بالتحديد، سبق له أن تحدث عن نهاية العام الجاري.
فما هو "سارمات"؟
قبل ثلاثة أعوام ونيف، وصفه بوتين بأنه "لا حدود له"، وفي وقت سابق من هذا العام قال عنه خلال اختباره: "سيدفع أولئك الذين يحاولون تهديد روسيا إلى التفكير مرتين".
ويعتبر الصاروخ سلاحا من الجيل الخامس ويزيد وزنه على 500 طن، وجرى تطويره منذ ما يقرب من عقد من الزمان، ويشكل جوهر الردع النووي الروسي.
سُمي على اسم شعب سارماتيا في القرنين الرابع والخامس قبل الميلاد، ويشار إليه في الغرب باسم "الشيطان 2"، ويعتقد أنه أقوى صاروخ باليستي عابر للقارات لدى روسيا، ويمكنه التفوق على جميع الأنظمة الحديثة المضادة للطائرات.
حين تتحدث عن حدوده، فمداه يبلغ حوالي 18 ألف كيلومتر، فيما قطره ثلاثة أمتار ويمكنه أن ينطلق بسرعة قصوى تبلغ 25.500 كيلومتر في الساعة.
ويقال إن الصاروخ آر إس-28 سارمات قادر على حمل حمولة نووية كبيرة بما يكفي لمحو منطقة بحجم تكساس.
كما يُعد واحدا من بين ستة أسلحة روسية استراتيجية كشف عنها بوتين عام 2018.
ويعمل الصاروخ العابر للقارات بالوقود ويتكون من ثلاث مراحل.
حماية روسيا لـ50 عاما مقبلة
الصاروخ المرعب يمكنه حماية روسيا لـ50 عاما مقبلة، بحسب فلاديمير دغتيار المدير العام لمركز "ماكييف" الروسي لصناعة الصواريخ.
وقال دغتيار في حديث سابق لصحيفة "روسيسكايا غازيتا"، إن صواريخ "سارمات" الباليستية الاستراتيجية العابرة للقارات، ستضمن أمن روسيا لعقود.
وعدد الخبير مميزات تجعل من "سارمات" الروسي "متفوقا على الأسلحة التي تطورها دول الناتو"، بحسب قوله.
مميزات لا تقتصر على أدائه غير المسبوق في مجال الطيران فحسب، بل على ما تم التوصل إليه من حلول علمية وتقنية حديثة تم استخدامها في تطويره، بحسب دغتيار الذي ذكر بأن هذا النوع من الصواريخ مزود بوسائل خاصة تجعل من الصعب رصد رؤوسه الحربية في أثناء تحليقها سواء في الغلاف الجوي للأرض أو خارجه.