هل استفادت موسكو من حرب "قره باغ"؟
كشفت موسكو، الأحد، عن أوجه استفادة جيشها من الحرب التي اندلعت بإقليم ناغورني قره باغ بين أرمينيا وأذربيجان.
وقال رئيس الدفاع الجوي للقوات المسلحة الروسية، ألكسندر ليونوف، الأحد، إن هناك عدة دروس مستفادة للجيش الروسي من هذه الحرب في إقليم قره باغ.
وأوضح أن الاستفادة ترجع إلى أن "الجيش الروسي طوّر تكتيكات جديدة لمحاربة الطائرات بدون طيار".
وأضاف ليونوف، في تصريحات أوردتها وكالة "سبوتنيك" الروسية، أنه "خلال المعارك في قره باغ، ظل هجوم الطائرات بدون طيار غير ملحوظ، لكن في لحظة ما وقعت ضربة من السماء فجأة.. ولم ير المقاتلون في الموقع هذا السلاح، لأن القصف كان بجهاز صغير نسبيًا ومعلق على علو شاهق وغير مرئي".
وتابع أن "أنظمة الدفاع الجوي السوفيتية القديمة المضادة للطائرات، على سبيل المثال، "شيلكا" أو "دبور"، التي تعمل في الخدمة مع القوات الأرمينية، لم تتمكن من اكتشاف هذا الهدف صغير الحجم".
وبحسب قوله، فقد أظهرت الحرب دورا متزايدا في معارك الطائرات بدون طيار والطائرات بدون طيار الانتحارية، والتي ألحقت أضرارا بالقوات الأرمينية، في حين أن روسيا لا تمتلك مثل هذه الوسائل بكميات كبيرة، إلا أنها طورت بالفعل تكتيكات جديدة لمواجهتها.
وأضاف أن " لقد قررنا إنشاء مجموعات تكتيكية مختلطة بمشاركة وحدات الأسلحة المشتركة بالجيش الروسي، وكذلك وحدات الدفاع الجوي العسكري والحرب الإلكترونية لتطوير سلاح الطائرات بدون طيار في الجيش".
وتابع:" من المخطط استخدام، مجمع المدفعية الواعد المضاد للطائرات باعتباره مضادًا فعالًا.. يمكن ضمان اكتشاف وتدمير حتى الكاميرات الصغيرة والميكرو في المدى القصير، ومن المقرر الانتهاء من اختبارات المجمع في عام 2022".
وفي 19 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، قتل خبير ألغام روسي بانفجار بإقليم ناغورني قره باغ، الذي كان لأسابيع مسرحا لمعارك بين أذربيجان وأرمينيا.
وكانت الوفاة هى الأولى التي يعلن عنها رسمياً لعضو في قوة حفظ السلام الروسية التي جرى نشرها منذ نوفمبر/تشرين الثاني، بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار وضع حداً لستة أسابيع من المعارك بين باكو ويريفان.
ومطلع نوفمبر/تشرين الثاني، أسقطت أذربيجان عن طريق الخطأ مروحية روسية قرب حدودها مع أرمينيا، ما أدى إلى مقتل عسكريين روسيين.
وانفصل إقليم ناغورني قره باغ، وهو منطقة ذات أغلبية أرمنية في أذربيجان، عن باكو خلال حرب في أوائل تسعينيات القرن الماضي خلفت حوالي 30 ألف قتيل.
وأسفر استئناف الاشتباكات بين سبتمبر/أيلول ونوفمبر/تشرين الثاني عن مقتل أكثر من خمسة آلاف شخص من بينهم عشرات المدنيين.
وشكّل اتفاق وقف إطلاق النار برعاية روسيا الذي دخل حيز التنفيذ في 10 نوفمبر/تشرين الثاني عن هزيمة للقوات الأرمينية وأعطى باكو مكاسب جغرافية مهمة.
وينتشر منذ ذلك الحين في المنطقة نحو ألفي عسكري روسي كجزء من قوة لحفظ السلام.
والجمعة الماضي، طرح رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، فكرة إجراء انتخابات برلمانية مبكرة العام المقبل، بعد احتجاجات حاشدة نتيجة اتفاق السلام الموقع مع أذربيجان.
وسبق ذلك أن أكدت السلطات الأرمينية في إقليم ناغورني قرة باغ، أسر العشرات من جنودها من قبل أذربيجان رغم اتفاق وقف إطلاق النار .