الكرملين لواشنطن: تعزيز الحوار "إيجابي" والعقوبات غير مقبولة
وصفت الرئاسة الروسية (الكرملين) تطابق وجهات النظر بين الرئيسين فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي جو بايدن حول تعزيز الحوار بـ"الإيجابي".
لكنها اعتبرت أن العقوبات الأمريكية المفروضة ضدها قبل يوم "غير مقبولة".
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، إن "الرئيس بوتين تحدث عن ضرورة تطبيع العلاقات وخفض التصعيد (...) وبالتالي فإن تطابق وجهات نظر الرئيسين هو أمر إيجابي".
إلا أنه اعتبر أن العقوبات الأمريكية التي أُعلنت في اليوم السابق "غير مقبولة".
وكشف الكرملين أن الرئيس بوتين سيتخذ قرارا بشأن العقوبات المضادة التي سيفرضها على واشنطن.
وذلك بعد يوم واحد من فرض الرئيس الأمريكي جو بايدن مجموعة من الإجراءات العقابية على موسكو، لكن الكرملين لم يعط أي إشارة على التوقيت.
وأضاف بيسكوف قائلا: "مبدأ المعاملة بالمثل في مثل هذه الأمور لم يتم إلغاؤه، لكن كل شيء متوقف على القرارات التي يتخذها الرئيس بوتين".
والخميس، أعلن البيت الأبيض أن بايدن وقع مرسوما أتبعه بإجراءات فورية تتيح معاقبة روسيا مجددا بشكل يؤدي إلى "عواقب استراتيجية واقتصادية في حال واصلت أو شجعت تصعيد أعمالها المزعزعة للاستقرار الدولي".
وبموجب المرسوم، منعت وزارة الخزانة الأمريكية المؤسسات المالية المحلية من أن تشتري مباشرة سندات خزينة تصدرها روسيا بعد 14 يونيو/ حزيران المقبل.
وفرضت عقوبات أيضا على 6 شركات تكنولوجيا روسية متهمة بدعم أنشطة القرصنة التي تقوم بها استخبارات موسكو، في رد على هجوم معلوماتي في 2020، استخدم ناقل أحد منتجات شركة البرمجيات الأمريكية "سولارويندز" لزرع ثغرة أمنية في أجهزة مستخدميه بينهم هيئات فدرالية أمريكية.
وعقب إعلان العقوبات، أفاد مسؤول أمريكي رفيع بأن بعض التدابير التي اتخذها بايدن الخميس ضد روسيا لم تعلن، دون تفاصيل أكثر.
البيت الأبيض أعلن أيضا أن وزارة الخزانة فرضت عقوبات على 32 كيانا وفردًا بتهمة محاولة "التأثير على الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة عام 2020".
وبالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي وكندا وبريطانيا وأستراليا، فرضت واشنطن أيضا عقوبات على ثمانية أشخاص وكيانات "شريكة في احتلال شبه جزيرة القرم والقمع المستمر فيها".
وعلى نفس الوتيرة، أعلنت الخارجية الأمريكية طرد 10 مسؤولين يعملون في السفارة الروسية، بعضهم متهم بأنهم من أجهزة استخبارات موسكو.
وتضاف هذه العقوبات إلى سلسلة أولى من الإجراءات العقابية المعلنة في مارس/ آذار الماضي، استهدفت سبعة مسؤولين روس بارزين ردا على تسميم المعارض أليكسي نافالني وحبسه، غير أن عقوبات اليوم تعتبر "الأقسى" وفق مراقبين، وذلك منذ طرد العديد من الدبلوماسيين في نهاية ولاية باراك أوباما.
فنلندا تجدد عرضها
جددت فنلندا، الجمعة، عرضها لاستضافة لقاء محتمل بين بايدن وبوتين، وفق ما أعلنت الرئاسة في هلسنكي.
وأعلن مكتب الرئيس الفنلندي سولي نينيستو، في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية، إبلاغ كلًا من واشنطن وموسكو رغبتها في تنظيم" اللقاء.
والأربعاء، أكد مكتب نينيستو استعداد فنلندا لاستضافة القمة المحتملة، وقال ردا على سؤال عما إذا كان بإمكان فنلندا معاودة عرض هلسنكي أو مدينة فنلندية أخرى كمكان لعقد لقاء بين الرئيسين الروسي والأمريكي: "فنلندا كانت دائما تعرض مساعيها الدبلوماسية الحميدة. أما هذا اللقاء المحتمل فقد جرى إبلاغ كلا الطرفين باستعداد (فنلندا) لتنظيمه".
وسبق أن استضافت الدولة الواقعة في شمال أوروبا قمة بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وبوتين في عام 2018.
وعقب إعلان واشنطن فرض العقوبات على موسكو، اعتقد محللون أن الخطوة الأمريكية ستقضي على آمال عقد القمة.
غير أن مسؤولا أمريكيا رفيعا أكد، مساء الخميس، أن مقترح بايدن ما زال قائماً لعقد قمة مع نظيره الروسي "في الأشهر المقبلة"، معتبراً أنّ لقاء مماثلا "بالغ الأهمية" من أجل وقف "التصعيد" قبل "تفاقم" الوضع.
"استفزازات" أوكرانيا
الكرملين أعرب أيضا عن أمله في أن يمارس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اللذان يُفترض أن يتحادثا مع نظيرهما الأوكراني فولوديمير زيلينكسي، ضغطاً على هذا الأخير لوقف "استفزازات" كييف شرق البلاد.
وقال بيسكوف: "سيكون من المهمّ جداً بالنسبة إلينا أن يستخدم ماكرون وميركل تأثيرهما أثناء المؤتمر عبر الفيديو مع زيلينسكي ليشرحا له إمكانية وقف نهائي لكل الاستفزازات" على الجبهة.
وفي وقت لاحق الجمعة، يجري ماكرون وميركل محادثات مع زيلينسكي الذي يطالب بانضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، وسط تصاعد التوترات مع موسكو وحشد قوات روسية على الحدود الأوكرانية.