وساطة روسية.. مطالب سوريا من تركيا لإتمام المصالحة
تسير عملية المصالحة بين سوريا وتركيا ببطء، رغم وساطة روسية مباشرة، وتصريحات إيجابية من أنقرة، فيما تملك دمشق مطالب محددة لدفع المسار.
وقالت 3 مصادر لـ"رويترز"، إن دمشق تقاوم جهود الوساطة الروسية لعقد قمة بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، والسوري، بشار الأسد، بعد عداء مرير على مدى أكثر من عقد منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا.
وعلى مدار عقد كامل، دعمت حكومة أردوغان مقاتلي المعارضة الذين حاولوا الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، وقالت في وقت سابق من الصراع إن جهود السلام لا يمكن أن تستمر في ظل حكمه.
فيما رد الأسد بأن تركيا هي من يدعم الإرهاب من خلال مساعدة مجموعة من المقاتلين بينهم فصائل إسلاموية متطرفة، فضلا عن تنفيذ توغلات عسكرية متكررة في شمال سوريا.
وفي الوقت الحالي، تستعد أنقرة لعملية محتملة أخرى في شمال سوريا، بعد إلقاء اللوم على مقاتلين أكراد سوريين في تفجير في إسطنبول وقع الشهر الماضي وأسفر عن 8 قتلى.
أما الوسيط، روسيا، فقد دعمت بشار الأسد خلال سنوات الحرب الأهلية، وتقول في الوقت الحالي، إنها تحاول وضع نهاية سياسية للصراع وتريد عقد محادثات مباشرة بين رئيسي سوريا وتركيا.
مواقف متباينة
تركيا، حفزت مسار التقارب خلال الفترة الماضية بتصريحات إيجابية متكررة لأردوغان، كان آخرها قبل أيام، حين قال إن تركيا يمكن أن "تضع الأمور في مسارها الصحيح مع سوريا".
أردوغان مضى موضحا في نقاش نقله التلفزيون في نهاية الأسبوع "لا يمكن أن يكون هناك ضغينة في السياسة"، فاتحا الباب أمام لقاء الأسد.
لكن 3 مصادر مطلعة على موقف دمشق، قالت لـ"رويترز"، إن الأسد رفض اقتراحا لمقابلة أردوغان في وجود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
مصدران من الثلاثة، أوضحا أن أن سوريا تعتقد بأن مثل هذا اللقاء قد يعزز موقف أردوغان قبل الانتخابات التركية في العام المقبل، خاصة إذا تناول هدف الحكومة بإعادة بعض من 3.6 مليون لاجئ إلى سوربا.
بل قال أحدهما لـ"رويترز": "لماذا نمنح أردوغان نصرا مجانيا؟ لن يحدث أي تقارب قبل الانتخابات"، متابعا أن سوريا رفضت أيضا فكرة عقد اجتماع لوزيري الخارجية.
نتيجة ملموسة
المصدر الثالث، وهو دبلوماسي مطلع على الاقتراح الروسي، قال إن دمشق "ترى أن هذا الاجتماع عديم الجدوى إذا لم يأت بشيء ملموس، وما يطالبون به الآن هو الانسحاب الكامل للقوات التركية".
وكان مسؤولون أتراك قالوا هذا الأسبوع إن القوات التركية تحتاج إلى أيام قليلة فقط لتكون جاهزة لتوغل بري في شمال سوريا، حيث نفذت بالفعل قصفا مدفعيا وجويا مؤخرا.
لكن الحكومة التركية قالت أيضا إنها مستعدة لإجراء محادثات مع دمشق إذا ركزت على أمن الحدود، حيث تريد أنقرة إبعاد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية عن الحدود ونقل اللاجئين إلى "مناطق آمنة".
وقال مصدر مطلع على نهج تركيا في التعامل مع هذا الملف، إن عقد اجتماع بين الأسد وأردوغان قد يكون ممكنا "في المستقبل غير البعيد".
وأضاف المصدر "بوتين يمهد ببطء لذلك.. ستكون بداية تغيير كبير في سوريا وستكون لها آثار إيجابية للغاية على تركيا. ستستفيد روسيا أيضا... نظرا لأنها مشغولة في العديد من المناطق".