«عوامات إستونيا».. هل تختبر موسكو «الناتو» في نهر نارفا؟
ملامح توتر جديد يتشكل في مياه نهر نارفا الحدودي بين روسيا وإستونيا، في ظل تقارير عن إزالة الأولى عوامات ترسيم الحدود التي تضعها الأخيرة.
وذكر تقرير صادر عن معهد دراسات الحرب (ISW) أن موسكو تحاول اختبار حلف شمال الأطلسي (الناتو) بعد أن أزال حرس الحدود الروسي العوامات التي كانت ترسم الحدود البحرية الروسية مع إستونيا.
وقالت الشرطة وحرس الحدود الإستونية، في بيان، إن قوات إنفاذ القانون الروسية أزالت جزءا من العوامات الحدودية العائمة الموضوعة في نهر نارفا خلال الليل يوم الخميس.
وتابعت أن العوامات تُستخدم لتمييز طرق الشحن، ويتم وضعها كل ربيع كجزء من اتفاقية عام 2022 بين تالين وموسكو.
وقال إيريك بورغل، رئيس مكتب حرس الحدود في المحافظة الشرقية الإستونية، في البيان، إن المسؤولين في تالين قاموا بتركيب أول 50 عوامة من أصل 250 عوامة في 13 مايو/أيار وفقا لاتفاقية 2022، "لأنها ضرورية لتجنب الأخطاء الملاحية، حتى لا يتجول صيادونا وغيرهم من الهواة عن طريق الخطأ في المياه الروسية".
لكن أزالت روسيا 24 من العوامات في وقت مبكر من صباح الخميس الماضي، ولم يرد الكرملين على تقارير إستونيا بشأن النزاع على الحدود البحرية لنهر نارفا.
فيما نددت وزارة الخارجية الإستونية بالتصرف الروسي، قائلة في بيان إن إستونيا على "اتصال وثيق" مع حلفاء وشركاء الناتو، "بينما نواصل التصدي لأنشطة روسيا الخبيثة في جميع أنحاء أوروبا".
ومضت قائلة إن "هذا العمل الذي قامت به روسيا في جنح الظلام، يتناسب مع النمط الأوسع لسلوك روسيا الاستفزازي، بما في ذلك على حدودها مع جيرانها، وآخرها تجاه ليتوانيا وفنلندا".
تصاعد التوتر
وتصاعد التوتر بين حلف الناتو وروسيا على خلفية الحرب في أوكرانيا، ويقول معهد دراسات الحرب في تقييمه للتصرف الروسي الأحدث في إستونيا، إن حرس الحدود الروسي "يحاول على الأرجح خلق خلاف على طول الحدود الدولية بين روسيا وإحدى الدول الأعضاء في الناتو لقياس ردود فعل الناتو على الجهود الروسية المستقبلية لتحدي الحدود القائمة".
كما أثيرت تساؤلات حول الحدود البحرية لروسيا في بحر البلطيق هذا الأسبوع بعد نشر مرسوم على موقع الكرملين على الإنترنت يدعو إلى إعادة تقييم الحدود المرسومة في خليج فنلندا، وحُذفت تلك الوثيقة في وقت لاحق.
فيما نقلت وسائل الإعلام الحكومية الروسية عن مصادر عسكرية ودبلوماسية قولها إن موسكو "ليس لديها أي نوايا لمراجعة خط حدود الدولة" في خليج فنلندا.
لكنّ عددا من أعضاء الناتو سارعوا إلى إعلان رد فعل على الوثيقة قبل حذفها من موقع الكرملين، إذ قالت وزارة الشؤون الخارجية الليتوانية لمجلة "بوليتيكو" الأمريكية، إن تصرفات موسكو "يُنظر إليها على أنها استفزاز متعمد وموجه وتصعيدي لتخويف الدول المجاورة".
بينما قال رئيس الوزراء الفنلندي بيتري أوربو، في بيان، إن السلطات الفنلندية "تحلل التقارير الواردة في وسائل الإعلام الروسية بشأن المناطق البحرية في خليج فنلندا".
وفي موسكو، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف خلال مؤتمر صحفي، يوم الأربعاء، إن حكومة بلاده في حاجة إلى "ضمان أمنها" في ضوء التوترات في بحر البلطيق.
وقال بيسكوف، حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الروسية الرسمية "تاس"، "إن مستوى المواجهة في منطقة البلطيق يتطلب من روسيا اتخاذ خطوات لضمان أمنها"، مضيفا "الوضع في العالم يتطلب حوارا معمقا لإيجاد سبل للخروج من التوتر، لكن الغرب يرفض ذلك".
aXA6IDMuMTQ3LjczLjg1IA== جزيرة ام اند امز