«معركة القرم».. هل يثمر «الحصار الصاروخي» انسحابا روسيا؟
اعتمدت أوكرانيا مؤخرا استراتيجية "الحصار" الصاروخي، باستهداف خطوط الإمداد الروسي ما يعقد إمكانية احتفاظ موسكو بشبه جزيرة القرم.
وكان أحدث تجليات هذه الاستراتيجية، استهداف البحرية والجيش الأوكرانيين معبر عبّارات ومحطة نفط في ميناء قفقاس، الواقع على الجانب الروسي من مضيق كيرتش، الذي يفصل القرم عن روسيا، وفق بيان نشرته كييف قبل يومين.
وقبل ذلك بساعات، ضرب الأوكرانيون الجانب القرمي من معبر العبارات في كيرتش - مما ألحق الضرر بعبارتين، هما ”أفانغارد“ و”كونرو تريدر“، اللتان تعتبران أساسيتان لقدرة روسيا على إمداد القرم بالوقود.
ووفق مجلة بوليتيكو الأمريكية، تضرر جسر مضيق كيرتش بشكل كبير بعد سلسلة من الهجمات الأوكرانية في عامي 2022 و2023، مما جعله غير قادر على تحمل حركة القطارات الثقيلة.
هذا يعني أن روسيا لا تستطيع أيضا استخدامه في الخدمات اللوجستية العسكرية مثل نقل المركبات المدرعة الثقيلة، حسبما قال المتحدث باسم البحرية الأوكرانية دميترو بليتنشوك لـ”بوليتيكو“.
وضع صعب يجبر روسيا على الاعتماد على الطرق البرية والسكك الحديدية عبر الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها، مما يضع القطارات والشاحنات في نطاق أسهل للهجمات الأوكرانية.
وقال بليتنشوك: “بالنظر إلى حقيقة أن خط السكك الحديدية الذي يبنيه الروس عبر الأراضي الأوكرانية لم يكتمل بعد، فإن العبارات المدنية كانت الطريق اللوجستية الرئيسية لجيشهم".
وأضاف: ”كما أن لوجستيات الروس البحرية قد انتهت منذ فترة طويلة بعد أن دمرت أوكرانيا أربع سفن إنزال تابعة للجيش الروسي، وألحقت الضرر بخمس سفن إنزال أخرى“.
وهجوم الجمعة، هو أحدث مرحلة من العملية الأوكرانية المعقدة التي تهدف إلى جعل روسيا غير قادرة على الدفاع عن شبه جزيرة القرم، عبر استهداف خطوط الامداد اللوجستية.
واستخدم الأوكرانيون الطائرات بدون طيار والصواريخ لتدمير أو إلحاق الضرر بما لا يقل عن 27 سفينة حربية روسية وغواصة واحدة. كما هاجمت كييف أيضًا المطارات والقواعد البحرية الروسية، مما أجبر موسكو على تحريك أسطولها شرقًا على طول ساحل البحر الأسود إلى ميناء نوفوروسيسك.
كما تدهورت الدفاعات الجوية الروسية بشبه جزيرة القرم بسبب الهجمات المستمرة، وفق بوليتيكو.
بليتنشوك قال ”طالما أن الروس موجودون في شبه جزيرة القرم الأوكرانية، فإن شيئًا ما سينفجر هناك بشكل دوري“.
واستخدم الأوكرانيون طائرات بدون طيار محلية الصنع وصواريخ نبتون بعيدة المدى لضرب كراسنودار الروسية في الساعات الأولى من يوم الجمعة الماضي، فيما استخدموا صواريخ أتاسمز أمريكية الصنع، لضرب الجزء الآخر من كيرتش، وفق بوليتيكو.
ويتوافق ذلك مع قواعد واشنطن لأوكرانيا بقصر استخدام الأسلحة التي زودتها الولايات المتحدة على الأراضي الروسية على المنطقة الواقعة شمال مدينة خاركيف.
وتعليقا على الهجوم، قال الجيش الأوكراني: ”أثبتت الدفاعات الجوية الروسية الحديثة والفعالة مرة أخرى عجزها أمام صواريخنا وأنظمتنا غير المأهولة ولم تستطع حماية المنشآت الهامة المستخدمة في الخدمات اللوجستية وإمدادات الجيش الروسي“.
في المقابل، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أنها "أسقطت خمسة صواريخ مضادة للسفن من طراز نبتون و29 طائرة بدون طيار فوق منطقة كراسنودار"، مضيفة أنها تمكنت من منع ”هجوم إرهابي أوكراني“.
وترفض كييف اتهامات روسيا بشن هجمات إرهابية على أهداف غير عسكرية، إذ يقول بليتنشوك: “أوكرانيا لا تضرب أهدافًا مدنية، بل أهدافًا تستخدمها روسيا لأغراض عسكرية فقط".
ووفق مراقبين، فإن الروس يبدون تمكسا بشبه جزيرة القرم رغم الهجمات، ويطورون طرقا بديلة للوجستيات في محاولة لتقليل تأثير الهجمات الأوكرانية، وتجاوز الوضع الصعب الحالي.
aXA6IDE4LjIyNC41NC42MSA= جزيرة ام اند امز