روسيا تُعين دفورنيكوف لقيادة قواتها بأوكرانيا.. أبرز الأسباب
لا يزال استدعاء قائد الحملة الروسية في سوريا، لقيادة العملية العسكرية في أوكرانيا مثار تساؤلات في دوائر القيادة الغربية.
ووفقا لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، يعتقد مسؤولون أمريكيون وأوروبيون أن تعيين الجنرال الروسي المخضرم، ألكسندر دفورنيكوف، لقيادة الحملة الروسية في أوكرانيا، "محاولة واضحة من الرئيس فلاديمير بوتين، لحل التحديات اللوجستية ومركزية القيادة في الحرب الأوكرانية"، في وقت تستعد فيه موسكو لشن هجوم جديد في شرق أوكرانيا.
ورأت المجلة أن تعيين دفورنيكوف -الضابط الكبير المتمرس– الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه خليفة محتمل للجنرال فاليري جيراسيموف، رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، هو "اعتراف ضمني من موسكو بأن الهجوم الروسي لم يسر وفقًا للخطة، حيث يحذر المسؤولون الأوكرانيون والغربيون من أن المعركة المقبلة في دونباس ستكون أكثر صعوبة".
ويُعتقد أن اختيار دفورنيكوف، الذي كان قائد المنطقة العسكرية الجنوبية لروسيا، كان بسبب النجاح الأكبر الذي حققته القوات الروسية في جنوب أوكرانيا على عكس الشمال، إضافة إلى مهارة دفورنيكوف في القيادة والسيطرة.
وترى المجلة أنه بالرغم من إعادة تنظيم القوات الروسية صفوفها لشن حملة برية مكثفة لعزل القوات الأوكرانية في دونباس، مع انتقال بعض الوحدات من أوكرانيا لإعادة الإمداد والتجهيز في غرب روسيا وبيلاروسيا، لا يتوقع المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون الحاليون والسابقون أن يتمكن تعيين دفورنيكوف في "حل المشكلات القيادية واللوجستية التي أعاقت الغزو المستمر لأشهر".
كما نقلت صحيفة "التايمز " البريطانية، عن قائد عسكري بريطاني سابق قوله: ”سيحاول الروس وضع المزيد من القوات البرية في مواجهة الأوكرانيين في الحال لتصحيح نسب القوة، مع العلم أن الأوكرانيين في الشرق في حالة تدريبية وجاهزية جيدة جدًا“.
وأضاف أن "الروس سيحاولون على الأرجح تطويق القوات الأوكرانية لإجبارها على ترك مواقع تتمتع بحماية جيدة"، مشيرًا إلى أن الدبابات الروسية ”يجب أن تكون قادرة على التحرك بسرعة عبر المساحات المفتوحة والانتشار، مما يجعل من الصعب استهدافها“، مشددًا على أنه ”في المقابل، سيحتاج الأوكرانيون إلى أسلحة ذات مدى كبير وفتاك“.
وولد الجنرال الروسي المخضرم، ألكسندر دفورنيكوف في 22 أغسطس/آب عام 1961 في مدينة أوسوريسك الروسية، وفي 1978 أنهى دراسته الثانوية من مدرسة أوسوري سوفوروف العسكرية.
وفي سنة 1982 تخرج في مدرسة موسكو العليا للقيادة المسلحة المشتركة، ليُكمل مشواره الأكاديمي في عدة مؤسسات أبرزها الأكاديمية العسكرية لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة للاتحاد السوفيتي.
ارتقى دفورنيكوف (60 عاما)، بشكل مطّرد في الرتب منذ أن بدأ كقائد فصيلة عام 1982، ثم قائد سرية، ورئيس أركان كتيبة.
وقاتل خلال الحرب الثانية في الشيشان، قبل أن يتم تعيينه مسؤولا عن القوات الروسية في سوريا عام 2015، حين قلبت موسكو موازين المعركة لصالح دمشق.
وخلال نشاطه في سوريا، أنشئ دفورنيكوف بسرعة قاعدة جوية بالقرب من الساحل الشمالي الغربي، وكان مسؤولا أيضا عن الحملة الروسية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في شرق سوريا.
لكن في أوكرانيا، قد تختلف التحديات والإحداثيات على الأرض، أمام الرجل الذي وصفه مسؤول أمريكي رفيع المستوى لصحيفة "واشنطن بوست"، بـ"شخصية بارزة".
وفيما لا يزال هناك الكثير غير المعروف عن القائد العسكري الروسي الجديد، تظل تجربته في شرق أوكرانيا ومهمته في سوريا هما عنصران أساسيان في خلفية الرجل الذي مُنح في 16 مارس/آذار 2016، لقب بطل الاتحاد السوفيتي للشجاعة، والذي حصل بموجبه على النجمة الذهبية.
فهل سيقلب ألكسندر دفورنيكوف موازين ساحة الحرب في أوكرانيا، قبل يوم النصر الذي تحتفل به روسيا سنويا، في 9 مايو/أيار؟