عازف أكورديون وهاو للطبخ.. أوكرانيا تفرق بين بوتين وشويغو
طاهٍ هاو وعد قائده بإخضاع كييف في 3 أيام، لكن حياته انقلبت رأسا على عقب بعد أن تعثرت طموحاته في أوحال الربيع في أوكرانيا.
إنه سيرغي شويغو الشخصية الفريدة في السياسة الروسية، الذي تغيرت حياته في غضون عامين، من أفق لخلافة الرئيس فلاديمير بوتين، إلى إبعاد عن وزارة الدفاع في قرار مفاجئ في توقيته لكنه متوقع منذ فترة طويلة.
وعندما بدأت الحرب في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، أراد شويغو على ما يبدو أن يرسخ نفسه بشكل أكبر في دائرة الحكم في روسيا، من خلال وعده للرئيس فلاديمير بوتين بالاستيلاء على كييف في غضون 3 أيام.
لكن هذا الوعد لم يتحقق، وطوت الحرب عامها الأول ثم الثاني، دون أفق واضح لحسم الجيش الروسي للصراع، ما كثف التكهنات حول مصيره وبقائه في منصبه، حتى بات الأمر رسميا أمس، مع استبعاد اسمه من الحكومة الجديدة.
وخلال تمرد مرتزقة فاغنر الصيف الماضي، قال رئيس المجموعة الراحل، يفغيني بريغوجين، إنه لم يكن يريد الإطاحة ببوتين، بل أراد "تسلم شويغو وفاليري غيراسيموف، كبير الجنرالات الروس ورئيس هيئة الأركان العامة".
واتهم زعيم فاغنر، الرجلين، بإفساد المجهود الحربي والتسبب في مقتل ”عشرات الآلاف“ من الجنود بأوامرهما التي تهدف إلى إرضاء بوتين وليس كسب المعارك الفعلية.
لكن من هو شويغو؟
يملك شويغو أصولا غير روسية، إذ إنه من أصول توفانية نسبة إلى والديه المنحدرين من توفا، وهي جمهورية في سيبيريا، مما يجعله أحد الأعضاء القلائل غير الروس في النخبة السياسية العليا الروسية.
تعود بداية شويغو في دوائر السلطة في موسكو إلى عام 1991، عندما أصبح مدير البناء السابق والمسؤول الشيوعي الصغير، رئيسًا لوزارة الطوارئ.
في غضون سنوات، حوّل الوزارة إلى واحدة من أكثر الوكالات الحكومية الروسية فعالية وشعبية حيث استجابت على الفور للكوارث الطبيعية والكوارث التي من صنع الإنسان، بما في ذلك التفجيرات والهجمات الأخرى.
وخلال فترة قيادته لوزارة الطوارئ التي امتدت عقدين، ابتكر شويغو استراتيجيات مبتكرة للتعامل مع الكوارث الطبيعية والحالات الطارئة، مما زاد من شعبيته بين الشعب الروسي.
وفي عام 2012، أي قبل عامين من ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية، عُيّن شويغو وزيراً للدفاع، على الرغم من أنه لم يخدم في الجيش أبداً.
ومنحه بوتين ثقته لإجراء إصلاحات في القوات المسلحة، من المفترض أنها جعلت الجيش الروسي ”ثاني أقوى جيش في العالم“ بعد الجيش الأمريكي، على حد تعبير المقربين من الكرملين.
وخلال السنوات الماضية، توثقت علاقة شويغو، ببوتين بشكل كبير، وبات وزير الدفاع المترجل من منصبه، من المقربين للرئيس الروسي، ووصفت علاقتهما بأنها قوية ومتينة، ما مكن الأول من الحفاظ على موقعه في وزارة الدفاع لفترة طويلة.
وما يضيف جانبا شخصيا وإنسانيا على شخصية وزير الدفاع الذي يبدو متجهما في معظم الأوقات، أنه شغوف بالثقافة والفن، حيث يجمع الأعمال الفنية وله اهتمام خاص بالتاريخ والآثار. كما أن شويغو يعزف الأكورديون وهاوٍ للطبخ.
سياسيا، يُعتبر شويغو محافظاً، وداعما بشكل علني سياسات بوتين، خاصة فيما يتعلق بالعمليات العسكرية الروسية، بما في ذلك الحملة العسكرية في سوريا والتدخل في أوكرانيا، ما أظهر التزامه بتعزيز القوة الروسية على الساحة العالمية
aXA6IDMuMTQ1LjcyLjQ0IA==
جزيرة ام اند امز