الأسلحة النووية.. روسيا تلقي ورقة المساومة «الحاسمة»
في اليوم الألف، استغلت أوكرانيا الضوء الأخضر الأمريكي واستهدفت العمق الروسي بصواريخ بعيدة المدى، فيما أعلنت موسكو عقيدة نووية جديدة.
وحتى أيام قليلة، كان الرئيس الأمريكي جو بايدن، يرفض السماح لكييف باستخدام الصواريخ بعيدة المدى في ضرب عمق روسيا خوفا من اندلاع حرب عالمية ثالثة.
وبمجرد منح الإذن، أطلقت أوكرانيا عددا من الصواريخ باتجاه روسيا، وبالتزامن، أعلنت روسيا رسميا عن عقيدة نووية جديدة كانت قد أشارت إليها قبل شهرين، حيث أعلنت لأول مرة أنها ستستخدم الأسلحة النووية ليس فقط ردا على هجوم يهدد بقاءها، ولكن أيضا ردا على أي هجوم يشكل "تهديدا خطيرا" لسيادتها وسلامة أراضيها وهو وضع يشبه استهداف الصواريخ الأمريكية لمنطقة كورسك.
وللمرة الأولى، أعلنت روسيا أن لها الحق في استخدام الأسلحة النووية ضد دولة تمتلك أسلحة تقليدية فقط إذا كانت مدعومة بقوة نووية ويبدو أن أوكرانيا التي تدعمها 3 دول نووية هي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا هي الدولة التي تشير إليها موسكو.
ومع ذلك، كان رد الفعل في الولايات المتحدة هادئا، فقد رفض المسؤولون العقيدة الجديدة باعتبارها مجرد تهديدات نووية.
ويبدو أن واشنطن اعتادت على استخدام روسيا المتجدد للأسلحة النووية كأداة مساومة نهائية، وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
"محاولة تخويف"
في هذا السياق، قال ماثيو بون، الأستاذ في جامعة هارفارد الأمريكية، إن روسيا "تحاول تخويف الجماهير في أوروبا وإلى حد أقل الولايات المتحدة لإقناعهم بالتراجع عن دعم أوكرانيا".
وأضاف "لم يزد الاحتمال الفعلي لاستخدام روسيا للأسلحة النووية في الأمد القريب.. ربما زادت قليلا احتمالات الحرب النووية في الأمد البعيد لأن استعداد الولايات المتحدة لدعم الضربات في عمق روسيا قد يستفز ردود الفعل الروسية".
وكان قرار بايدن السماح للأوكرانيين باستخدام الصواريخ بعيدة المدى، المعروفة باسم أنظمة الصواريخ التكتيكية للجيش، أو ATACMS، تغييرًا كبيرًا في السياسة الأمريكية.
وجاء القرار بعدما تعهد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الذي يستعد لتولي منصبه في غضون 9 أسابيع، بالحد من دعم أوكرانيا، قائلا إنه سينهي الحرب "في غضون 24 ساعة".
بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإن العقيدة النووية الجديدة هي أحدث محاولاته لتحويل أكبر ترسانة نووية في العالم إلى شيء قد يخشاه العالم بالفعل، مما يمنحه النفوذ العالمي، حسب تعبير "نيويورك تايمز".
ولم تظهر إدارة بايدن أي شعور بالانزعاج لكنها أدانت العقيدة الجديدة في بيان صادر عن مجلس الأمن القومي أشار أيضا إلى أنه "لم يطرأ أي تغيير على الموقف النووي الروسي، وبالتالي فلا حاجة إلى تغيير مستويات التأهب في الولايات المتحدة".
"قوة الردع"
بدوره، قال فيبين نارانج، أستاذ معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا "إن استخدام سلاح نووي غير استراتيجي في أي مكان وفي أي وقت وعلى أي نطاق سيظل يواجه عواقب وخيمة، كما أشار الرئيس بايدن مرارًا وتكرارًا".
وأشار إلى أن "بوتين لا يزال يتعين عليه أن يأخذ في الاعتبار الاستجابات الأمريكية والعالمية وإدارة التصعيد".
وأضاف "حتى مع مراجعة العقيدة الروسية، ما زلت واثقًا جدًا من أن الموقف التقليدي والنووي للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي قادر على ردع روسيا".
وأوضح أنه "لا يتم تحديد العتبة النووية بالكلمات، ولكن بتوازن الردع والمخاطر، والتغييرات في العقيدة التصريحية لا تغيّر على الإطلاق توازن الردع بين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وروسيا".
وكانت الولايات المتحدة تخشى في بعض الأحيان أن يفجر بوتين سلاحًا نوويًا بالفعل خاصة في أكتوبر/تشرين الأول 2022، عندما التقط مسؤولو الاستخبارات الأمريكية محادثات بين الجنرالات الروس أثارت مخاوف من أن استخدام موسكو سلاحًا نوويًا ضد قاعدة عسكرية أوكرانية أو هدف آخر، وفق نيويورك تايمز.
aXA6IDE4LjIxNi4xNzQuMzIg جزيرة ام اند امز