حاملة الطائرات الوحيدة بروسيا.. طوق نجاة صيني لـ«الأدميرال كوزنيتسوف»

"الأدميرال كوزنيتسوف" حاملة الطائرات الوحيدة في الأسطول الروسي، تقف على شفا الإحالة إلى التقاعد، لكن حل "محتمل" يلوح في الأفق.
وكشفت تقارير صحفية روسية عن دراسات جادة داخل المؤسسة العسكرية لإغلاق ملف الحاملة نهائيًا.
وجاءت هذه الخطوة بعد تحويل طاقمها البحري بالكامل إلى كتيبة مشاة بحرية جديدة في سبتمبر/أيلول 2024، في إشارة واضحة إلى انعدام الخطط القريبة لإعادتها للخدمة الفعلية.
وعانت عملية التحديث الطموحة التي بدأت عام 2017 بهدف خفض أعداد الطاقم وتطوير أنظمة الدفع والإلكترونيات، من تأجيلات مستمرة وحوادث مأساوية، أبرزها حريق كبير وحادث انهيار رافعة.
كما أدى شح التمويل إلى شل تقدم العمل بشكل كبير، مما دفع خبراء عسكريين للتساؤل حول جدوى استمرار السفينة ضمن الأسطول.
رغم حالة "كوزنيتسوف" المزرية، تؤكد وثائق التخطيط الاستراتيجي للبحرية الروسية حتى عام 2030 على ضرورة امتلاك أساطيل الشمال والهادئ حاملة طائرات واحدة على الأقل لكل منهما.
لكن واقع صناعة السفن الروسية، الذي تدهور بشدة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، يحول دون تحقيق هذا الطموح محليًا.
شريان حياة محتمل
يبرز التعاون مع الصين كحل استراتيجي عملي لإنقاذ حاملة الطائرات "الأدميرال كوزنيتسوف" من مصير الإحالة للتقاعد، وذلك في ضوء الخبرة العميقة التي تمتلكها بكين في التعامل مع التصميم السوفياتي الأصلي للحاملة.
ونجحت الصين سابقاً في تحويل هيكل الحاملة السوفياتية غير المكتملة "فارياغ" إلى حاملة فاعلة هي "لياونينغ"، ثم طوّرت لاحقاً نسخة متقدمة منها (شاندونغ) تميزت بأداء عالٍ وموثوقية تشغيلية متفوقة.
وتوفر الصناعة البحرية الصينية، بفضل تقدمها التكنولوجي وكفاءتها التنفيذية وسرعة إنجاز المشاريع، فرصةً مثالية لتحديث شامل للحاملة الروسية، مع ضمان تكلفة أقل وجدول زمني واقعي مقارنةً بالمحاولات الروسية المنفردة التي تواجه عقبات مالية وفنية مستمرة.
وفي حال نجاح هذا التعاون، قد تؤدي عملية التحديث إلى تحولات استراتيجية كبيرة، تشمل الانتشار المنتظم للحاملة الروسية في الموانئ الصينية عند انضمامها لأسطول الشمال أو الهادئ، ومشاركتها في تدريبات بحرية مشتركة مع نظيراتها الصينية، خاصة في مناطق المحيط الهادئ والقطب الشمالي الحيوية.
أما فيما يتعلق بتطوير الجناح الجوي، فمن غير المتوقع حصول "كوزنيتسوف" على المقاتلات الصينية المتطورة (كـ"جيه-15بي" أو "جيه-35")، لكن يمكن تعزيز قدراتها عبر تحديث مقاتلات "ميغ-29 كيه" الحالية، أو تطوير نسخة بحرية من مقاتلات "سو-35 إس" أو "سو-57 إس" المتقدمة.
ولا يقتصر هذا التعاون على إنقاذ الأصل البحري الروسي فحسب، بل يمثل فرصةً ذهبيةً للصين لتعزيز نفوذها الجيوسياسي. فمن جهة، تُمكّن الشراكة المحتملة، روسيا من سد الفجوة التقنية مع القوى البحرية الكبرى. ومن جهة أخرى، تتيح للصين تدعيم تحالفها الاستراتيجي مع موسكو، وتخفيف الضغط عن قواتها البحرية في مواجهة التحديات الغربية، فضلاً عن ضمان عقود مربحة لقطاعها الدفاعي المتنامي.