روسيا تختبر أسلحة مستقبلية في سوريا استعدادا لحرب فضائية
بدأت روسيا في تجهيز جيشها لصراع مستقبلي من المحتمل بصورة كبيرة أن يحدث خارج عالمنا هذا، حسب تصريح لأحد النواب الروس رفيعي المستوى.
بدأت روسيا في تجهيز جيشها لصراع مستقبلي من المحتمل بصورة كبيرة أن يحدث خارج عالمنا هذا، حسب تصريح لأحد النواب الروس رفيعي المستوى.
وفي تقرير نشرته مجلة نيوزويك الأمريكية، قال رئيس لجنة الدفاع في مجلس النواب الروسي (الدوما)، وقائد القوات الجوية الفضائية السابق، فيكتور بونداريف، إن معركة بلاده ضد تنظيم داعش الإرهابي في سوريا أظهرت الأهمية المتزايدة لاستخدام تكنولوجيا الفضاء الخارجي في المعارك.
وأضاف الجنرال المتقاعد أن ريادة الجيش الروسي واستخدامه لصواريخ كروز المتقدمة تجاوز نطاق أرض المعركة التقليدية إلى ما هو خارج الغلاف الجوي الأرضي.
وتابع قائلا: "على مدار العامين الماضيين، تميزنا في مهارة خوض الحروب بطريقة جديدة. تشير الحملة الروسية في سوريا إلى أنه سيتم خوض جميع الحروب المستقبلية ليس فقط عن طريق الجو بل في الفضاء أيضا". مضيفا "ستكون حربا تعتمد على تكنولوجيا هائلة. ومن الواضح الآن أن مقاومة وسائل الحرب الحديثة بالصواريخ والبنادق فقط سيكون مستحيلا عمليا".
وتدخلت روسيا في الحرب السورية دعما للرئيس السوري بشار الأسد في سبتمبر 2015، حيث قدمت المساعدة لقواته المسلحة وحلفائه ضد المعارضة السورية التي تحاول الإطاحة بحكومته منذ 2011.
وعلاوة على منح هذه الحملة العسكرية فرصة لموسكو لتعزيز العلاقة التاريخية مع سوريا حليفتها الشرق أوسطية البارزة، استغلت روسيا الحملة أيضا لاختبار بعض أدواتها الجديدة.
وأعلن نائب وزير الدفاع الروسي، يوري بوريسوف، أغسطس الماضي، أن الجيش الروسي اختبر ما يزيد على 600 سلاح جديد وأنواع أخرى من المعدات الحربية في سوريا. ويشمل ذلك الجيل الجديد من مدرعة الجنود "رانتيك" التي حصلت مؤخرا على خاصية المراقبة النووية وناقلة جنود مدرعة من طراز BMPT-2 التي يطلق عليها أيضا The Terminator أو المنهي.
كما برز في حملة روسيا العسكرية في سوريا ترسانة صواريخ كروز البالستية. وقصف الجيش الروسي مواضع لداعش عبر سوريا باستخدام صواريخ كاليبر من طراز 3M-54 أطلقها من غواصات في البحر المتوسط أو بحر قزوين أو حتى من روسيا نفسها وتحديدا من مدينة إنجلز الجنوبية باستخدام صواريه كروز طويلة المدى من طراز Kh-101 محمولة بواسطة قاذفات استراتيجية طويلة المدى من طراز Tu-95MS.
وتحصل هذه الصواريخ على الإرشادات من شبكة أقمار صناعية متطورة تعرف باسم GLONASS، وهي أساس نظام تحديد المواقع GPS في الولايات المتحدة. وخلال شهرين من دخول موسكو إلى سوريا في 2015، قامت بتثبيت ما لا يقل عن 10 أقمار صناعية في أنحاء البلد لتحديد أرض المعركة.
وعلى الرغم من أن التكلفة الحقيقية التي خلفتها الحملة العسكرية الروسية في سوريا لا تزال موضع جدل، إلا أنها أثبتت فعاليتها على أرض الواقع؛ حيث تمكن الجيش السوري من استعادة معظم الأراضي التي كان قد خسرها في المراحل الأولى من الصراع، كما دخلت حكومة الأسد في محادثات مع الجماعات المعارضة والقوات الكردية أيضا التي تسعى إلى الحكم الذاتي في الشمال.
ونشر مركز ستراتفور الاستراتيجي الأمريكي، الأسبوع الماضي، تقريرا قال فيه إن التدخل الروسي في سوريا ساعد موسكو على الحفاظ على نفوذها ووجودها في سوريا ووسع من نطاقها عبر الشرق الأوسط. كما جاء في التقرير أن المعركة السورية سمحت لروسيا باختبار قواتها ومعداتها وأساليبها الحربية بينما تسعى لتعزيز الكفاءة القتالية لجنودها.
aXA6IDMuMTIuMzQuMjA5IA== جزيرة ام اند امز