اقتصاد الموز.. قصة خلافات بين روسيا والإكوادور فما علاقة أمريكا؟
اشتعل خلاف دبلوماسي بين روسيا والإكوادور على خلفية استبدال الدولة اللاتينية لبعض معداتها العسكرية القديمة بأخرى أمريكية.
دفع الأمر روسيا إلى اتخاذ إجراءات عقابية بحق الإكوادور، من خلال حظر بعض واردات الموز من الدولة اللاتينية خلال نهاية الأسبوع الماضي.
وأعلنت الوكالة الفيدرالية الروسية للرقابة البيطرية والصحة النباتية، حظر واردات المواز من خمس شركات إكوادورية، لاكتشاف مرض في الشحنات السابقة.
تعد الإكوادور أكبر مصدر للموز، حيث وصلت مبيعاتها إلى 3.5 مليار دولار في 2022، وتحصل روسيا على نحو خمس المبيعات السنوية، ما يعادل 96% من واردات الموز إلى روسيا.
جاء قرار روسيا بعدما أعلن الرئيس الإكوادوري، دانييل نوبوا، في يناير/كانون الثاني، أن بلاده ستنقل عدة أطنان من المعدات العسكرية القديمة روسية الصنع إلى الولايات المتحدة، مقابل 200 مليون دولار من المعدات العسكرية الجديدة، ما آثار خلافا سياسيا.
وقال الرئيس الإكوادوري إن المعدات لم تعد صالحة للاستخدام، ليصفها بـ"خردة معدنية" سيتم استبدالها بمعدات جديدة ضرورية لمحاربة عصابات المخدرات التي كانت ترهب البلاد.
وأعلنت الولايات المتحدة، أن الأسلحة التي ستحصل عليها من الإكوادور سيتم إرسالها إلى أوكرانيا للمساعدة في تعزيز قواتها في الحرب مع روسيا.
سوق الموز العالمي
من المتوقع أن ينمو حجم سوق الموز من 139.72 مليار دولار في عام 2023 إلى 145.40 مليار دولار بحلول عام 2028، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 0.80٪.
والموز هو فاكهة استوائية تزرع في العديد من المناطق الأكثر دفئا حول العالم. وفقا لإحصاءات منظمة الأغذية والزراعة (FAOSTAT).
تعد الهند أكبر منتج للموز في العالم، حيث تمثل ما يقرب من 26.3٪ من إجمالي الإنتاج في عام 2020.
في السنوات الأخيرة، بعد جائحة كورونا، ركزت معظم البلدان واللاعبين في السوق على تطوير خطوط تسويق ومعالجة مستدامة للموز في جميع أنحاء العالم من أجل منع الأضرار الناجمة عن الاضطرابات التجارية والكوارث التي تؤثر على نمو السوق.
يعتبر الموز رابع أهم محصول غذائي بعد القمح والأرز والذرة من حيث الإنتاج وهو الفاكهة المفضلة في العالم من حيث كمية الاستهلاك، فهو أحد الفواكه الرئيسية المصدرة عالميا وأيضا مصدر مهم لكسب العيش والغذاء.
وفقا لـ ITC Trademap ، بلغت قيمة صادرات الموز العالمية أكثر من 13,049 مليون دولار في عام 2021.
فيما تعد الإكوادور هي أكبر مصدر للموز، وهو ما يمثل 26 ٪ من الصادرات العالمية، بينما تعد الولايات المتحدة هي المستورد الرئيسي للموز، بحصة 16.7٪ من واردات العالم حتى عام 2021.
أكثر الدول إنتاجا للموز في العالم
يُزرع الموز في 135 دولة وإقليم حول العالم، ومعظم الإنتاج يستهلك محليا، بينما لا يصدر سوى 16% من مجموعة الإنتاج العالمي الى الخارج.
أكبر الدول إنتاجا للموز في العالم هي الهند التي يبلغ حجم إنتاج السنوي 29 مليون طن، تليها الصين بـ 13 مليون طن، وإندونيسيا بـ 7 ملايين طن.
تحتل البرازيل المركز الرابع بإنتاج يبلغ 6.7 مليون طن سنويا، تليها الإكوادور في خامسا بـ 6.5 مليون طن، ومن ثم الفلبين سادسا بـ 5.8 مليون طن.
أنجولا هي أكبر منتج أفريقي للموز بـ 3.8 مليون طن، تليها تنزانيا بـ 3.5 مليون طن، وتأتي رواندا ثالثا بـ 3.0 مليون طن.
تتصدر مصر ترتيب الدول العربية من حيث إنتاج الموز، والبالغ 1.3 مليون طن في السنة، وتليها السودان ثانيا بـ 910 ألف طن، والمغرب ثالثا بـ 333 ألف طن.
رد روسيا على قرار الإكوادور
على الجانب الأخر ، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية في موسكو، ماريا زاخاروفا، إن قرار الإكوادور "متهور" واتُّخذ تحت ضغط شديد من قوى خارجية معينة.
وأضافت: "يدرك شركاؤنا جيداً أحكام العقود، التي تنص على الالتزام باستخدام المعدات الموردة للأغراض المحددة، وعدم نقلها لطرف ثالث دون الحصول على موافقة من الجانب الروسي".
وردت الإكوادور، قائلة إن روسيا نصحتها بعدم تبادل الأسلحة، ولكنها تعتقد أن لها الحق في تنفيذه على أي حال.
وذكر نائب وزير الخارجية الإكوادوري السابق، كارلوس استاريلاس، إن قرار روسيا بحظر بعض واردات الموز قد يكون ردًا على قرار إرسال المعدات العسكرية القديمة إلى الولايات المتحدة، معربًا عن أمله في حل هذا المأزق من خلال المحادثات الدبلوماسية".
وأوضح مدير إحدى الجمعيات الرئيسية لمصدري الموز في الإكوادور، ريتشارد سالازار: :روسيا سوق مهمة للغاية بالنسبة لنا، ويصعب استبدالها".
وتابع أن جمعيته لم يتم إخطارها رسميًا بالحظر، لكنها تسعى إلى عقد اجتماع مع السلطات في روسيا لمعالجة المشكلة ومحاولة إلغاء الحظر، كما أن 15 شركة على الأقل تواصل تصدير الموز إلى روسيا، بحسب رويترز.
aXA6IDE4LjIyMS4yMzguMjA0IA== جزيرة ام اند امز