موسكو و"تمرد فاغنر".. "مولودة النهر" تحبس أنفاسها
"وجبة مسمومة" تقدمها قوات فاغنر بإعلان تمردها المسلح ضد وزارة الدفاع الروسية وتلقي بطعم يرفع جميع مؤشرات الإنذار لأقصاها.
ففي تلك المدينة التي تلقب بـ"مولودة النهر"، توقفت معالم الحياة العامة فجأة، واختفى السكان من الشوارع، ليتسمروا خلف شاشات التلفزيون والحواسيب والهواتف يتابعون التطورات.
هناك، على نهر موسكفا المتصل بنهر فولغا، لا تبدو المستجدات مطمئنة وسط أنباء تفيد بأن قوات فاغنر سيطرت على كل المواقع العسكرية في مدينة فورنيج على بعد 500 كم من موسكو.
تمدد سريع -في حال تحقق الأنباء الواردة- ينذر بسيناريوهات خطيرة في مدينة تشكل رمز الدولة الروسية، وفي وقت تخوض فيه حربا طاحنة بأوكرانيا ما يجعل السياق العام بالغ التعقيد والحساسية.
وعقب إعلان عمدة موسكو إلغاء كافة الفعاليات العامة في العاصمة، تم فرض "نظام عملية لمكافحة الإرهاب" بموسكو ومنطقتها، وفق ما أعلنت اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب السبت.
وأوضحت اللجنة في بيان نقلته وكالات الأنباء الروسية "من أجل منع هجمات محتملة" فرض هذا النظام أيضا في منطقة فورونيج الواقعة على الحدود مع أوكرانيا. ويعزز هذا الإجراء صلاحيات الأجهزة الأمنية ويسمح لها بالحد من الحركة.
وأكد قائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين صباح السبت أنه دخل المقر العام لقيادة الجيش في مدينة روستوف الروسية الذي يشكل مركزا أساسيا للهجوم الروسي على أوكرانيا، وسيطر على مواقع عسكرية من ضمنها مطار.
وقال بريغوجين في مقطع فيديو نشر على تلغرام "إننا في المقر العام، إنها الساعة 7,30 صباحا" (4,30 ت غ)، مضيفا أن "المواقع العسكرية في روستوف تحت السيطرة بما فيها المطار" فيما كان رجال ببدلات عسكرية يسيرون خلفه.
وفي مقطع فيديو آخر لم تنشره مجموعة بريغوجين بل قناة على تلغرام مرتبطة بفاغنر، يظهر بريغوجين مع نائب لوزير الدفاع الروسي وهو يونوس-بك يفكوروف ومسؤول كبير في هيئة الأركان العامة الروسية هو فلاديمير ألكسييف، يكلمهما بنبرة شديدة حول طريقة معاملة الجنود.
وفي هذا الفيديو الذي لم يكن ممكنا معرفة تاريخ ومكان تصويره، يؤكّد بريغوجين أن قواته ستغلق مدينة روستوف وهي مستعدة للتقدم نحو موسكو إذا لم يتمّ تسليمه رئيس هيئة الأركان الجنرال فاليري غيراسيموف ووزير الدفاع سيرغي شويغو.
وأشار إلى أن الطائرات العسكرية المشاركة في الهجوم الروسي على أوكرانيا "تقلع بشكل طبيعي" من المطار لتقوم بـ"مهماتها القتالية" مؤكّدا أنه "ليس هناك أي مشكلة".
وأضاف بريغوجين أن "نقطة القيادة الرئيسية تعمل بشكل طبيعي" مؤكدا أن "مساحات كبيرة من الأراضي التي احتُلت في أوكرانيا" تمت خسارتها وأن "الكثير من الجنود قتلوا"، متهما الجيش الروسي مجددا بعدم قول الحقيقة بشأن الوضع على الجبهة.
وقال إن الجيش يخسر "ما يصل إلى ألف رجل يوميا" بين قتلى وجرحى ومفقودين بالإضافة إلى أولئك الذين يرفضون القتال.
ولفت بريغوجين إلى أن رئيس الأركان العامة الروسي فاليري غيراسيموف "هرب من هنا عندما اكتشف أننا نقترب من المبنى".
وطلبت سلطات روستوف من السكان البقاء في المنازل.