أول تعليق روسي على فوز زيلينسكي برئاسة أوكرانيا: فرصة لعلاقات أفضل
مدفيديف سجل، عبر تعليق على حسابه بفيسبوك، أول رد فعل لمسؤول روسي كبير على الفوز الساحق لـ"زيلينسكي" برئاسة أوكرانيا.
اعتبر رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف، الإثنين، أن فوز فولوديمير زيلينسكي بالرئاسة في أوكرانيا يعطي فرصة لموسكو في تحسين علاقاتها مع كييف؛ لكنه أكد أنه ليس لديه أوهام في هذا الشأن.
وأصبح الممثل الكوميدي زيلينسكي، الذي بدأ حياته الفنية كرئيس "وهمي" لأوكرانيا في مسلسل تلفزيوني، رئيسا للبلاد رسميا بعدما حصل على 73.2% من أصوات الناخبين في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
وعبر تعليق على صفحته على فيسبوك، سجل مدفيديف أول رد فعل لمسؤول روسي كبير في أعقاب الفوز الساحق لـ"زيلينسكي"، قائلا: "هناك فرصة لتحسين العلاقات مع بلدنا.. تظهر حاجة واضحة لمقاربة جديدة لحل مشكلات أوكرانيا".
والعلاقات بين أوكرانيا وروسيا متوترة منذ أحداث 2014 التي أطاحت بالرئيس الموالي للكرملين. وقامت موسكو ذاك العام بضم القرم ودعمت انفصاليين في نزاع في الشرق الأوكراني أودى بحياة نحو 13 ألف شخص.
وخلال الحملة، قال الرئيس المنتهية ولايته بترو بوروشنكو إن زيلينسكي زعيم يفتقد بشكل كبير الخبرة التي تمكنه من الوقوف أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأوضح رئيس الوزراء الروسي أنه "ليس لديه أوهام" بشأن زيلينسكي، مضيفاً: "لا شك بأن الرئيس الجديد للدولة سيستخدم نفس الخطاب تجاه روسيا كالذي استخدمه في حملته".
وبعد 4 أشهر من إعلان زيلينسكي ترشحه رسميا لانتخابات الرئاسة في ليلة رأس السنة الماضية، تحول الدور الخيالي كرئيس والذي جسده في بداية حياته الفنية إلى حقيقة بعدما أعلن، مساء الأحد، المركز الوطني للاقتراع فوزه بالرئاسة.
وهزم زيلينسكي (41 عاما) منافسه الرئيس المنتهية ولايته بترو بوروشنكو (53 عاما) بحصوله على 73,2% من مقابل 25,3% لبوروشنكو الذي أقر بهزيمته.
ويعرف الرئيس الممثل زيلينسكي بأدواره في المسلسلات الساخرة والأفلام التي تستقطب جمهورا كبيرا، ولم يخض حملةً انتخابية اعتيادية، مفضلاً الظهور على خشبة المسرح مع فرقة "ستاند أب" الخاصة به، واختياره مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن آرائه بدل التلفزيون والصحف.
واستطاع رئيس أوكرانيا الجديد أن يستقطب الكثير من المؤيدين خلال فترة الانتخابات، مستغلا رفض المواطنين للنخب السياسية التقليدية في البلاد في ظل تنامي الفساد.
يتحدّر الممثل الذي وعد الأوكرانيين "بحياة جديدة بدون فساد" من مدينة كريفي ريخ الصناعية في وسط أوكرانيا، وهو أبٌ لولدين، كما يحمل شهادة في الحقوق، لكنه صنع مهنةً لنفسه على خشبة المسرح.
ويتولى زيلينسكي الإدارة الفنية لشركة إنتاج "كفارتال 95"، وهو، بحسب وسائل إعلام، المؤسس المشارك لتكتل شركات متخصصة بالترفيه معروفة في أوكرانيا وروسيا ببرامجها وعروضها.
ويعاني الشعب الأوكراني من الفساد الذي لا يتوقف في بلاده، ومن حرب مع الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد، قتل فيها الآلاف خلال خمس سنوات، كما يعاني بجانب ذلك من صعوبات اقتصادية شديدة.
ويحيط بزيلينسكي العديد من الإصلاحيين، وأكد أنه سيواصل تقارب بلاده مع الغرب إلى جانب إجراء مفاوضات مع روسيا، تضمّ الولايات المتحدة وبريطانيا، لإيجاد حل للنزاع في الشرق.
وشدد زيلينسكي نبرته حول روسيا، بقوله إنه يريد من الكرملين تعويضات عن ضمّ القرم في مارس/آذار 2014 وعن النزاع الدامي في الشرق مع الانفصاليين الموالين لروسيا والذين تتهمهم كييف والغرب بتلقي دعم عسكري منها.
وبعد ضمّ القرم وبدء الحرب في الشرق بوقت قصير، بدا زيلينسكي أكثر رغبة في التصالح مع قوله إنه جاهز "للركوع" من أجل تفادي "نزاع عسكري" بين "الشعبين الشقيقين".
aXA6IDE4LjIyNC41My4yNDYg جزيرة ام اند امز