انتخابات أوكرانيا.. بوروشينكو واثق من الفوز وزلنسكي يرفض المعارضة
القانون الأوكراني يؤكد أن كرسي الرئاسة يظفر به في جولة الإعادة من يحصل على أعلى نسبة من الأصوات.
يتوجه الناخبون الأوكرانيون، الأحد المقبل، إلى صناديق الاقتراع للانتخابات الرئاسية في جولتها الثانية، للتصويت على أحد المرشحين من بين الرئيس الحالي بيوتر بروشينكو الذي احتل المركز الثاني بنسبة 15.95%، والممثل الكوميدي الأوكراني فلاديمير زلنسكي الذي حصل على المركز الأول في انتخابات الجولة الأولى، والتي جرت في الحادي والثلاثين من مارس/آذار الماضي، وترشح لها 39 شخصية سياسية واجتماعية معروفة، بحصوله على نسبة 30.24٪ من أصوات الناخبين.
- "زلنسكي" ممثل كوميدي يقترب من رئاسة أوكرانيا
- روسيا تنتقد العقوبات الدولية الجديدة بشأن أوكرانيا
وبموجب القانون الأوكراني، فإنه في حال عدم حصول أي من المرشحين على نسبة الـ50% من أصوات الناخبين في الانتخابات الرئاسية، فيتم إجراء جولة ثانية من الانتخابات في فترة لا تتجاوز 3 أسابيع، ويظفر بكرسي الرئاسة خلالها من يحصل على أعلى نسبة من الأصوات.
زلنسكي يتجه للفوز
وتؤكد معظم استطلاعات الرأي الأخيرة، ومن بينها الدراسة الاستقصائية التي أجراها معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع أن 72.2٪ من المستطلعين يعتزمون التصويت لصالح فلاديمير زلنسكي و25.4٪ لصالح بوروشينكو، في حين قال 2.4٪ آخرون إنهم سيأتون إلى صناديق الاقتراع لإفساد الاقتراع وإبطال أصواتهم، ووفقا للدراسة فإن 57.2٪ من المستطلعين يعرب عن اعتقادهم بأن زلنسكي سيفوز في الانتخابات بفارق 14.1٪ عن منافسه بوروشنكو.
ولم تسجل في تاريخ الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أوكرانيا أي فوارق كبيرة بين بيانات استطلاع الرأي الوطنية والحسابات النهائية للجنة الانتخابات المركزية بأكثر من 2.5٪، باستثناء حالة وحيدة خلال انتخابات عام 2004.
وبعد الجولة الثانية من الانتخابات، أعطت استطلاعات الرأي الفوز لفيكتور يوشينكو 54٪، وحصول فيكتور يانوكوفيتش على نسبة 43٪ فقط، في حين أن لجنة الانتخابات المركزية اعتبرت أن يوشينكو قد حصل على 46.61٪، ويانوكوفيتش على 49.46٪.
ولم يعترف عدد كبير من الأوكرانيين بنتائج هذه الانتخابات، ما أدى فيما بعد إلى اندلاع "الثورة البرتقالية" واعتراف الرادا الأوكراني (البرلمان) بفوز فيكتور يوشينكو، بسبب المخالفات الكبيرة التي ارتكبها منافسه في الانتخابات.
بوروشينكو.. انتقادات واسعة واتهامات بالفساد
ويتعرض الرئيس الحالي والمرشح للانتخابات الرئاسية إلى انتقادات سياسية وشعبية كبيرة واتهامه بالفساد، وانتقد النائب الأوكراني من حزب "فاتكيفتشيانا" ألكسندر كوزل بشدة الرئيس الحالي للبلاد بترو بوروشينكو، وشدد على أنه "دمر كل شيء في أوكرانيا، ولا أصدق كلمة واحدة منه".
ووعد الرئيس الحالي بإقالة جميع المحافظين في حالة النصر في الانتخابات، وقال: "مباشرة بعد الجولة الثانية، وبعد فوزي في الانتخابات الرئاسية- أريد أن أشير إلى أن هذا الشرط موجود في الدستور- كلهم [أي المحافظين] سيقدمون استقالاتهم، وسيكون هناك الكثير من الشباب الجدد".
وأكد المرشح الأوفر حظا في الانتخابات فلاديمير زلنسكي أنه لا ينوي الاتحاد مع ممثلي "منصة المعارضة - من أجل الحياة" يوري بويكو وفيكتور ميدفيدتشوك أو مع الزعيم الأوكراني الحالي بيترو بوروشينكو، وقال: "لا أحترم الرئيس الحالي للدولة بترو بوروشينكو لأنه لمدة 5 سنوات كرئيس للدولة عمل بكل شيء حتى لا تتطور أوكرانيا".
وانتقد زلنسكي بحدة تصرفات السلطات فيما يتعلق بالأراضي المحتلة (التي تسيطر عليها روسيا)، وأعرب في بياناته استعداده للتوصل إلى اتفاق حتى مع "الشيطان" لإنهاء الحرب، وأعلن عن خطته للتسوية "إجراء مفاوضات مع ممثلي السلطات الروسية، ومقارنة قائمة شروط أوكرانيا وروسيا، من أجل الاجتماع في مكان ما في الوسط"، وما يتم التوصل إليه يود تقديمه إلى الاستفتاء. بالإضافة إلى حديثه الحذر عن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وقال "سنخطو نحو الانضمام، فإن قبلونا فهذا جيد، لكن ليس من الضروري الذهاب إلى حيث هم يريدون".
قطع طريق الناخبين من روسيا
واتخذت السلطات الأوكرانية خطوات عدة، قالت إنها "لاعتبارات أمنية"، ولقطع الطريق أمام الذين يدعون للحوار مع روسيا، ولتجنب إمكانية التدخل الروسي في الانتخابات، فقد أقدمت على غلق جميع المراكز الانتخابية في القنصليات والسفارة الأوكرانية في روسيا، وبذلك سيتعين على الأوكرانيين المقيمين في روسيا مغادرة الاتحاد الروسي من أجل التصويت في الانتخابات الرئاسية، بالإضافة إلى حرمان معظم الصحفيين الروس من فرصة تغطية الانتخابات الرئاسية وكذلك حرمان المراقبين الروس من المشاركة في الإشراف على الانتخابات أسوة بالمراقبين الدوليين.
موسكو تفند وعود المرشحين
روسيا من جانبها وردا على وعود المرشحين بإعادة شبه جزيرة القرم إلى أوكرانيا، أكدت أن هذه الوعود مجرد "أضغاث أحلام وستبقى هذه الأحلام غير قابلة للتحقيق".
وشددت أولجا تيموفيفا، عضو لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي، أنه "يمكن القول بكل تأكيد إن هذه السنوات الخمس أظهرت أن اختيار القرم في عام 2014 بالعودة إلى الحضن الأم كان قرارا صائبا، لأنه كان اختيارا مبنيا على استعادة العدالة التاريخية، ولم الشمل مع وطنهم، وبالتالي فإن أي أحلام لبيترو بوروشينكو وحلفائه ستبقى على مستوى أحلامهم".
تباين آراء الخبراء حول الفائز المتوقع
المراقبون والمحللون السياسيون الروس الأوكرانيون اختلفوا في توقعاتهم، فقد توقع العديد منهم فوز زلنسكي في الجولة الثانية من الانتخابات، وقال رئيس المعهد الأوكراني لتحليل السياسات وإدارتها، رسلان بورتنيك، إن "الناخبين العاديين صوتوا لصالح زلنسكي بسبب خيبة الأمل العميقة لدى السياسيين التقليديين، في برامجهم ووعودهم غير المستوفاة بشكل مزمن، وأن الأوليغارشيين يؤيدون زلنسكي بسبب الخوف من بوروشنكو والأمل في أن يصبح آخر رئيس أوكراني قبل التحول إلى نموذج برلماني للحكومة في أوكرانيا".
وتوقع آخرون أن الفوز الهادئ لزلنسكي في الجولة الثانية هو بالتأكيد أمر غير متوقع، لأن بوروشنكو لن يستسلم بسهولة، ومع ذلك فهذه المرة، ووفقا لنتائج الانتخابات، لا يتوقع المحللون السياسيون الأوكرانيون إعادة فرز الأصوات أو الاحتجاجات الجماهيرية الكبيرة، ولا ينبغي توقع ميدان جديد، ولا انهيار في فرز الأصوات، حيث إن القلة الرئيسية والشركاء الغربيين غير مهتمين بهذا.
ووفقا لخبير المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية أوليج نيمنسكي، فإن بوروشنكو لن يستسلم دون قتال، وإنه من الواضح تماما أن بوروشينكو يقاتل من أجل السلطة بكل قوته ولن يسمح لها بالخروج من يديه طواعية، وأن موسكو تتدخل في العملية الانتخابية، وأن أوكرانيا يجب أن تُنقذ من البلد المعتدي (زلنسكي) وأتباعه.
ويشدد الخبراء على أنه إذا فاز فلاديمير زلنسكي في الانتخابات الرئاسية، فإنه سيقوم مباشرة بعد توليه منصبه بإجراء مفاوضات مع الكرملين حول السلام بين البلدين، ومثل هذا الأمر سيغضب القوميون الأوكرانيون الذين أكدوا أنهم "سيفعلون أي شيء لمنع رجل الاستعراض من القدوم إلى رئاسة الدولة".
وقال رئيس منظمة "القطاع الصحيح" أندريه تاراسينكو، إنه إذا نجح الكوميدي في تولي منصب رئيس ميدان الاستقلال، فإن "أوكرانيا ستواجه خسارة واستسلاما لا مفر منه، وأن الممثل زلنسكي يستخدم لسنوات عديدة الصورة السلبية للأوكراني لكسب المال، ويسخر من كل شيء أوكراني من حيث المبدأ، ويخلق انطباعًا سلبيًا عند الناس".
aXA6IDk4LjgyLjE0MC4xNyA= جزيرة ام اند امز