"زلنسكي" ممثل كوميدي يقترب من رئاسة أوكرانيا
زلنسكي البالغ من العمر 41 عاماً عرف بأدواره في المسلسلات الساخرة والأفلام التي تستقطب جمهورا كبيرا، ولم يخض حملةً انتخابية اعتيادية.
الممثل الكوميدي الأوكراني فولوديمير زلنسكي، الذي بدأ حياته الفنية كرئيس "وهمي" لأوكرانيا في مسلسل تلفزيوني، أصبح قريبا من شغل المنصب حقيقيا.
وأعلن زلنسكي ترشحه للانتخابات الرئاسية ليلة رأس السنة، ولكن بعد ثلاثة أشهر، أظهرت نتائج الدورة الأولى التي نشرت، الاثنين، أن لديه فرصة جدية في الفوز.
وهزم زلنسكي منافسيه بتحقيقه نسبة 30% من الأصوات في الدورة الأولى من الانتخابات، مثيراً دهشة الأوكرانيين حيال هذا النجاح غير المتوقع، مع نسبة تساوي ضعف ما حققه الرئيس المنتهية ولايته بترو بوروشنكو الذي يواجه زلنسكي في الدورة الثانية المقررة في 21 أبريل/ نيسان.
ويعرف زلنسكي البالغ من العمر 41 عاماً بأدواره في المسلسلات الساخرة والأفلام التي تستقطب جمهورا كبيرا، ولم يخض حملةً انتخابية اعتيادية، مفضلاً الظهور على خشبة المسرح مع فرقة "ستاند أب" الخاصة به، واختياره مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن آرائه بدل التلفزيون والصحف.
وبات رفض النخب السياسية التقليدية اتجاهاً عالمياً، وظهر هذا الاتجاه بوضوح في أوكرانيا، حيث عانى الشعب من فضائح الفساد التي لا تتوقف، ومن حرب مع الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد، قتل فيها خلال خمس سنوات 13 ألف شخص، بجانب الصعوبات الاقتصادية الشديدة.
ويتحدّر الممثل الذي وعد الأوكرانيين "بحياة جديدة بدون فساد" من مدينة كريفي ريخ الصناعية في وسط أوكرانيا، وهو أبٌ لولدين، كما يحمل شهادة في الحقوق، لكنه صنع مهنةً لنفسه على خشبة المسرح.
ويتولى زلنسكي الإدارة الفنية لشركة إنتاج "كفارتال 95"، وهو، بحسب وسائل إعلام، المؤسس المشارك لتكتل شركات متخصصة بالترفيه معروفة في أوكرانيا وروسيا ببرامجها وعروضها.
واتهم الممثل من منتقديه ومن الرئيس المنتهية ولايته بترو بوروشنكو أنه "دمية" بيد الأوليغارشي الأوكراني السيئ السمعة إيغور كولومويسكي الذي على خلاف مع الرئيس.
وتخصص القناة الذي يملكها تغطية إيجابية لحملة زلنسكي الذي ينفي كل تلك الاتهامات.
ويسلط معارضوه الضوء خصوصاً على ضبابية برنامجه الانتخابي الذي أعدّه بمساعدة تصويت على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكد زلنسكي في مقابلة في بداية مارس/ آذار مع فرانس برس "ليس لدي خبرة سياسية"، لكن "أملك ما يكفي من القوة والطاقة"، مضيفا أنه جاهز "للتعلم".
ويحيط بزلنسكي العديد من الإصلاحيين، وأكد أنه سيواصل تقارب بلاده مع الغرب إلى جانب إجراء مفاوضات مع روسيا، تضمّ الولايات المتحدة وبريطانيا، لإيجاد حل للنزاع في الشرق.
وشدد زلنسكي نبرته حول روسيا، بقوله إنه يريد من الكرملين تعويضات عن ضمّ القرم في مارس/ آذار 2014 وعن النزاع الدامي في الشرق مع الانفصاليين الموالين لروسيا والذين تتهمهم كييف والغرب بتلقي دعم عسكري منها.
وبعد ضمّ القرم وبدء الحرب في الشرق بوقت قصير، بدأ زلنسكي أكثر رغبة بالتصالح مع قوله إنه جاهز "للركوع" من أجل تفادي "نزاع عسكري" بين "الشعبين الشقيقين".