ديمتري بيسكوف قال إن روسيا غير قادرة حاليا على التوضيح ما إذا كانت ستوجه دعوة لأمريكا للمشاركة في محادثات السلام أستانة
دعت روسيا فريق الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى حضور محادثات السلام حول سوريا المقرر عقدها في 23 يناير/كانون الثاني بأستانة عاصمة كازاخستان، متجاوزة بذلك ادارة الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما، حسب ما أفادت صحيفة واشنطن بوست الجمعة.
ووفقا لصحيفة واشنطن بوست، فإن السفير الروسي في واشنطن سيرجي كيسلياك دعا الولايات المتحدة إلى اجتماع أستانة، خلال محادثة هاتفية أجراها في 29 ديسمبر/كانون الأول مع المستشار المقبل للأمن القومي في البيت الأبيض مايكل فلين.
وفي هذا الشأن، أكد مسؤول من الفريق الانتقالي لترامب، الجمعة، أن فلين تحدث عبر الهاتف مع السفير الروسي يوم 29 ديسمبر/كانون الأول، وهو اليوم الذي أعلنت فيه الولايات المتحدة فرض عقوبات على موسكو.
وكان فريق ترامب قد قال في وقت سابق، إن المكالمة الهاتفية جرت يوم 28 ديسمبر/كانون الأول، وأن فلين "لم يتخذ أي قرار خلال المكالمة".
وقال المسؤول إنهم تفهموا أن رد الولايات المتحدة على تدخل روسيا في انتخابات الرئاسة، لم يطرح خلال المكالمة بين فلين وسيرجي كيسلياك.
ومن جهته، أكد المتحدث المقبل باسم البيت الأبيض شون سبيسر، الجمعة، حدوث المحادثة الهاتفية، لكنه قال إنها "تطرقت إلى الأمور اللوجستية للتحضير لمكالمة هاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وترامب بعد تنصيبه".
لكن ورغم عدم دعوة واشنطن رسميا حتى الآن؛ أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، الجمعة، تأييدها مشاركة الولايات المتحدة في محادثات أستانة، ونصحت إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب بالمشاركة فيها.
وقال مارك تونر، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، "لم نتلقَ دعوة رسمية للمشاركة في الاجتماع" قبل أن يضيف أنه "ليس لدى الحكومة الحالية أي اعتراض" على المشاركة في هذه المحادثات.
وتابع تونر أن "الموعد ليس مثالياً، لكننا في حال تلقينا دعوة سنوصي بالتأكيد بتلبيتها".
وأضاف "لسنا مشاركين مباشرة في هذه المبادرة إلا أننا كنا على اتصال وثيق بالروس والأتراك ونشجع إدارة ترامب على مواصلة هذه الجهود".
واختتم تونر قائلاً، إن "توصيتنا هي في دعم كل الجهود لضمان تحريك المفاوضات السياسية في جنيف بهدف تعزيز وقف إطلاق النار في سوريا".
من جهته أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الجمعة، أن روسيا غير قادرة حالياً على التوضيح ما إذا كانت ستوجه دعوة إلى الولايات المتحدة، للمشاركة في محادثات السلام حول سوريا المقررة في أستانة في قازاخستان في 23 من الشهر الحالي.
وقال بيسكوف في تصريح صحفي "أنا غير قادر على توضيح الأمر، بالتأكيد، نحن نؤيد أكبر تمثيل ممكن لكل الأطراف" المعنية بالملف السوري في محادثات أستانة.
وأضاف "لكنني لا أستطيع أن أجيب بشكل ملموس الآن".
ورداً على سؤال حول احتمال مشاركة الولايات المتحدة في هذه المحادثات، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن "شكل المفاوضات لا يزال في طور النقاش".
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية بعدها في بيان أنه جرت الجمعة "مشاورات ثلاثية على مستوى وزاري بين روسيا وإيران وتركيا" حول هذه المحادثات.
وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو قال، مساء الخميس، إن الدعوات إلى المفاوضات ستوجه على الأرجح الأسبوع المقبل، مضيفاً "يجب بالتأكيد أن تتم دعوة الولايات المتحدة، وهذا ما اتفقنا عليه مع روسيا".
وستعقد المفاوضات برعاية كل من روسيا وتركيا، وأعلن عنها أواخر يناير/ كانون الثاني بعد التوصل إلى وقف جديد لإطلاق النار في سوريا، للمرة الأولى من دون مشاركة الولايات المتحدة التي رعت كل المحادثات التي أدت إلى هدنات سابقة وكل جولات التفاوض الماضية حول مستقبل البلاد.
وفي 29 ديسمبر/كانون الأول، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في حضور الرئيس فلاديمير بوتين استعداد موسكو، لتوسيع محادثات السلام بحيث تشارك فيها مصر وبلدان عربية أخرى، والحرص على مشاركة الأمم المتحدة.
وقال لافروف "آمل في أن تتمكن ادارة دونالد ترامب عندما تتسلم مهامها من أن تشارك أيضاً في هذه الجهود حتى نتمكن من العمل في اتجاه واحد بطريقة ودية وجماعية". لكنه لم يحدد إن كان يقصد محادثات أستانة أو عملية التسوية بأكملها.
ويتسلم دونالد ترامب في 20 يناير/كانون الثاني مهام منصبه، أي قبل 3 أيام على لقاء أستانة.
وهو يخلف باراك اوباما الذي تراجع اهتمامه في الأشهر الأخيرة بالملف السوري مقابل ازدياد النفوذ الروسي، فيما قامت موسكو أيضاً بدور عسكري مهم إلى جانب النظام السوري.
وتأمل موسكو في تطبيع العلاقات مع واشنطن في سياق وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وفي تعاون أفضل في الملف السوري.
ويفترض أن يمهد اجتماع أستانة لجولة مفاوضات سلام في جنيف برعاية الأمم المتحدة حدد موعدها موفد الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دو ميستورا في الثامن فبراير/شباط.