"التايمز": بوتين رفض طلب أردوغان بشأن "منطقة آمنة" بسوريا
بوتين رفض مطالب تركيا بدعم منطقة آمنة في شمال سوريا لإبقاء الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة بعيدا عن الحدود الجنوبية التركية
كشفت صحيفة "التايمز" البريطانية عن أن ثمة خلافا حادا بين الرئيس الروسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان حول مصير الأكراد في سوريا.
وقالت الصحيفة، في تقرير لمراسليها في موسكو ريتشارد سبنسر ومارك بينيتس، إن بوتين رفض مطالب تركيا بدعم "منطقة آمنة" في شمال سوريا لإبقاء المسلحين الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة بعيداً عن الحدود الجنوبية التركية.
وأشارت الصحيفة إلى أن رفض بوتين جاء خلال محادثات في موسكو مع أردوغان، الذي قفز على اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإنشاء المنطقة الآمنة بعد انسحاب القوات الأمريكية من البلاد.
ولفتت إلى أن تركيا تهدد بشن حرب في شمال سوريا ضد قوات "حماية الشعب الكردية"، المدعومة من أمريكا وبريطانيا وفرنسا في الحرب ضد تنظيم "داعش"، وهي فرع لحزب "العمال الكردستاني"، ومقره في تركيا وتعتبره حكومة أردوغان "جماعة إرهابية".
وذكرت أنه بعد الاجتماع، قال الرئيس التركي إنه "سيطهر" شمال سوريا ليس فقط من "داعش"، ولكن أيضا من "وحدات حماية الشعب"، فيما قال بوتين إنه يشجع "الحوار بين الأكراد ودمشق".
ووفقا للصحيفة، بدأت "وحدات حماية الشعب" المفاوضات مع دمشق بمجرد إعلان ترامب، الشهر الماضي، سحب القوات الأمريكية من سوريا، وقالت إنها ستسلم المواقع الحدودية إلى الجيش السوري مقابل نظام حكم ذاتي داخلي، وهو أمر من شأنه أن يجعل الهجوم التركي أكثر خطورة.
وفي الوقت الراهن، تتوسط روسيا في المفاوضات، ما يعني أنه بعد عامين من العمل معاً على القضية السورية، ثمة خلاف بين أردوغان وبوتين.
وأشار بوتين إلى اتفاق عام 1998 بين تركيا وسوريا حول كيفية التعامل مع القضية الكردية، حيث يدعم ضمنياً حق دمشق في استعادة شمال سوريا تحت أي شروط تقررها، قائلا: "أنا متأكد من أن هذا يعالج شواغل تركيا الأمنية".
وبعد هزيمة "داعش" الإرهابي، تتبقى 3 جيوب خارج سيطرة النظام؛ أولها الشرق وهو في أيدي "قوات سوريا الديمقراطية"، ومنطقة تسيطر عليها تركيا اسمياً في أيدي مليشيات كانت تشكل جزءاً من "الجيش السوري الحر"، وأخيرا إدلب شمال غرب، وتديرها "هيئة التحرير الشام"، وهي جماعة كانت موالية للقاعدة.
وكانت دمشق تعهدت باستعادة جميع الأراضي السورية، لكن المنطقة التي تسيطر عليها تركيا، والتي قبلتها ضمنيا موسكو، لا يمكن أن تكون هدفاً في الوقت الحالي.
aXA6IDMuMTQ1LjguMTM5IA==
جزيرة ام اند امز