الإمارات وروسيا.. قصة 51 عاماً من علاقات متينة الجذور
بحوار سياسي مستقر وموثوق، توجت الإمارات وروسيا مسيرة 51 عاما من علاقات دبلوماسية، عُدت ركيزة لحفظ السلام والأمن دوليًا وعربيًا.
تلك العلاقات الدبلوماسية انطلقت بين موسكو (اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية آنذاك) وأبوظبي، بعد إعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في ديسمبر/كانون الأول 1971.
وبحسب موقع وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، فإنه بعد شهر من قيام دولة الإمارات، وتحديدًا في يناير/كانون الثاني 1972، زار وفد من اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية الإمارات، للاتفاق على إنشاء بعثات دبلوماسية للدولتين على مستوى السفراء.
إلا أنه رغم ذلك، لم يتم تنفيذ هذه الاتفاقيات حتى نوفمبر/تشرين الثاني 1985، عندما أعلنت موسكو وأبوظبي إقامة علاقات ثنائية على مستوى السفارتين، بحسب وزارة الخارجية الإماراتية، التي قالت إنه تم افتتاح البعثة الدبلوماسية لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية في مارس/آذار 1986.
شريك موثوق
وبعد عام وتحديدًا في أبريل/نيسان 1987، افتتحت سفارة الإمارات العربية المتحدة في موسكو، فيما أعلنت دولة الإمارات رسمياً الاعتراف بروسيا خلفاً قانونياً لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية السابق.
وتعمل القنصلية العامة للاتحاد الروسي في دبي منذ العام 2002، فيما تنظر روسيا إلى دولة الإمارات كشريك ودود وموثوق على الصعيدين الإقليمي والعالمي، بحسب الخارجية الإماراتية، التي قالت إن التفاعل السياسي الروسي الإماراتي يعد أحد العناصر المهمة للحفاظ على السلام والأمن على الساحة الدولية والمنطقة العربية، بما في ذلك منطقة الخليج العربي.
وفيما يتبنى البلدان مواقف متقاربة بشأن مجموعة واسعة من القضايا على جدول الأعمال الدولي والإقليمي، يلتزمان بنظام عالمي قائم على المبادئ المتعددة الأطراف، والرغبة في التسوية السياسية والدبلوماسية لحالات النزاع، ودعم الحوار والتفاهم المتبادل بين الأديان والثقافات المختلفة، واحترام قواعد ومبادئ القانون الدولي ونبذ التطرف والإرهاب.
وتحافظ روسيا ودولة الإمارات تقليدياً على حوار سياسي مستقر وموثوق، تدعمه مجالات تعاون متعددة الأوجه على أعلى المستويات، ترجم في العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين.
علاقات مزدهرة
وتخضع روسيا ودولة الإمارات للاتفاقية الحكومية الدولية بشأن التعاون التجاري والاقتصادي والفني، فيما دخلت اتفاقية التعاون حيز التنفيذ بين غرفة التجارة الروسية واتحاد غرف التجارة في دولة الإمارات في العام 2013.
كما دخلت الاتفاقيات الحكومية الدولية حيز التنفيذ بشأن فرض الضرائب على دخل الاستثمار للدول المتعاقدة ومؤسساتها المالية والاستثمارية، وكذلك بشأن التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمار.
وفي العام 2013، وصلت التجارة الثنائية بين روسيا ودولة الإمارات العربية المتحدة إلى الحد الأقصى التاريخي البالغ 2.5 مليار دولار، إلا أن الرقم انخفض إلى حوالي 1.2 مليار دولار عام 2015، في السنوات اللاحقة، بسبب الوضع المالي والاقتصادي العالمي، ولا سيما انخفاض قيمة الروبل.
وتهيمن المعادن والأحجار الكريمة والمعادن غير الحديدية والمعادن الحديدية ومنتجات النحاس والآلات والمعدات والمركبات والمنتجات الكيماوية والأخشاب والورق والكرتون والمنتجات الزراعية على الصادرات الروسية إلى دولة الإمارات، فيما تزود أبوظبي روسيا بالقوارب والأثاث ومعدات الإضاءة والقهوة والشاي والتوابل.
وبحسب السفارة الإماراتية في موسكو، فإنه يوجد حالياً أكثر من 40 مكتباً تمثيلياً لشركات روسية محلية مسجلة في دولة الإمارات، مشيرة إلى أن حوالي 100 شركة روسية أخرى تعمل في المناطق الاقتصادية الحرة في دولة الإمارات، بالإضافة إلى أكثر من 400 مشروع مشترك قيد التشغيل، خاصة في مجال التجارة والضيافة والعقارات والسياحة.
السياحة بين البلدين
حافظت دولة الإمارات على صدارة الوجهات المفضلة لدى السائحين الروس عربياً، بعد أن قفزت أعدادهم بنسبة 37% في العام 2018 بنحو 1.1 مليون سائح مقارنة بـ العام 2017، فيما شهدت الأعوام الأخيرة نمواً متصاعداً لأعداد السائحين الإماراتيين إلى روسيا، وسط توقعات بأن يتنامى ترتيبها على قائمة أفضل الوجهات السياحية للإماراتيين.
وتقول السفارة الإماراتية في موسكو، إن عدد الرحلات الجوية الأسبوعية بين البلدين يبلغ 84 رحلة، تُسيّرها الناقلات الوطنية الإماراتية؛ مشيرة إلى أن طيران الاتحاد يسير 7 رحلات ركاب، وطيران الإمارات 28 رحلة ركاب، وفلاي دبي 35 رحلة ركاب، والعربية للطيران 14 رحلة ركاب.
تطوير علمي
وأشارت السفارة الإماراتية، إلى أنه منذ يوليو/تموز 2018، وقع البلدان اتفاقية حول الإلغاء المتبادل لنظام تأشيرات الدخول، رغم أن الزوار الروس كان بإمكانهم منذ بداية العام 2017 الحصول على تأشيرة الدخول السياحية إلى دولة الإمارات لمدة 30 يوماً بعد وصولهم إلى البلد.
طفرة كبيرة في أعداد الزوار الروس الذين استقبلتهم دولة الإمارات خلال العامين الماضيين، تزامنت مع التفاعل بين الدولتين في المجال الإنساني، وجاءت بالتوازي مع الاتجاه العام نحو التطور التدريجي للعلاقات الروسية الإماراتية.
وتنظر دولة الإمارات إلى روسيا على أنها شريك موثوق وطويل الأجل يتمتع بإمكانات ثقافية وعلمية وتقنية وتعليمية عالية، مما دفع البلدان إلى توقيع في أكتوبر/تشرين الأول 2014، على مذكرة تفاهم بين وزارة التعليم والعلوم في الاتحاد الروسي ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي في دولة الإمارات.
aXA6IDE4LjExOC4xNDQuOTgg
جزيرة ام اند امز