هجوم أوكرانيا يقلق دول البلطيق.. هل تصيبها لعنة ستالين؟
سلطت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية الضوء على الأحداث الجارية في أوكرانيا قائلة إنه إذا نُظر إليها من باريس ولندن وواشنطن فإنها قد تبدو وكأنها حرب باردة جديدة تتشكل في أوروبا، ولكن الأمر يبدو أسوأ بكثير بالنسبة لدول البلطيق.
وأضافت الوكالة، في تقرير نشرته الخميس، أنه بالنسبة للإستونيين واللاتفيين والليتوانيين، لا سيما أولئك الذين عاصروا سيطرة الاتحاد السوفيتي على بلادهم، فإن الهجوم الروسي على أوكرانيا يثير قلق البعض من احتمال أن يكونوا الهدف التالي.
وتابعت: "تم الاستيلاء على دول البلطيق الثلاث وضمها من قبل جوزيف ستالين (قائد الاتحاد السوفيتي السابق) خلال الحرب العالمية الثانية قبل أن تحصل على الاستقلال مرة أخرى مع انهيار الاتحاد في عام 1991".
وانضمت إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) في عام 2004، ووضعت نفسها تحت الحماية العسكرية للولايات المتحدة وحلفائها الغربيين.
وأشارت الوكالة إلى أن دول البلطيق وبولندا، وهي أيضاً عضو في الناتو، كانت من بين أشد المدافعين عن فرض عقوبات قوية ضد موسكو ونشر الحلف لتعزيزات على الجانب الشرقي.
كما قام قادة حكومات دول البلطيق في الأسابيع الأخيرة برحلات متعددة إلى العواصم الأوروبية، محذرين من أن الغرب يجب أن يجعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يدفع ثمن مهاجمة أوكرانيا، وإلا فإن دباباته ستستمر في التحرك نحو أجزاء أخرى من الإمبراطورية السوفيتية السابقة.
ونقلت الوكالة عن وزير الخارجية الليتواني جابريليوس لاندسبيرجيس قوله في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، الأسبوع الماضي، إن "المعركة من أجل أوكرانيا هي معركة من أجل أوروبا كلها، إذ إنه في حال لم يتم إيقاف بوتين هناك، فسيذهب إلى أبعد من ذلك".
ووفقاً للوكالة، فإنه في حين أن بوتين لم يعرب علناً عن أي طموح لإعادة فرض السيطرة الروسية على دول البلطيق، فإن العديد من الإستونيين واللاتفيين والليتوانيين يشعرون بالقلق من أنه يريد استعادة النفوذ في جميع جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة، والذي وصف انهياره ذات مرة بأنه "أكبر كارثة جيوسياسية في القرن الـ21".
وفي خطابه في وقت سابق من هذا الأسبوع، مهَد الرئيس الروسي الطريق لتدخل بلاده العسكري في أوكرانيا، إذ قال بوتين إنها "ليست مجرد دولة مجاورة لنا، ولكنها جزء لا يتجزأ من تاريخنا وثقافتنا".
ومضت الوكالة تقول: "على الرغم من أن دول البلطيق مختلفة ثقافياً ولغوياً وليس لديها نفس التاريخ والهوية الروسية، إلا أن موسكو حكمتهم معظم السنوات الـ 200 الماضية، وذلك أولاً من قبل الإمبراطورية الروسية، ثم من قبل الاتحاد السوفيتي على مدى نصف القرن الذي أعقب الحرب العالمية الثانية، كما أن جميع البلدان الثلاثة لديها أقليات روسية، والتي تشكل حوالي ربع السكان في لاتفيا وإستونيا".
وذكرت الوكالة أن دول البلطيق أعربت عن دعمها القوي لأوكرانيا، إذ سافر قادة هذه الدول إلى كييف لإظهار تضامنهم معها، كما أرسلوا أسلحة ومساعدات إنسانية إلى البلاد، وعرضت إستونيا، التي أقامت علاقات سياسية واقتصادية وثيقة مع كييف، مساعدة الأخيرة على تعزيز أمنها السيبراني.
ونقلت الوكالة عن رئيسة إستونيا السابقة كيرستي كالجولايد، وهي أول امرأة تتولى هذا المنصب، أن بلادها، التي تحتفل بعيد استقلالها يوم الخميس، تتخذ موقفاً قوياً من الصراع في أوكرانيا، مشيرة إلى أن الدول الأوروبية الأخرى يجب أن تكون قلقة بنفس القدر بشأن الأزمة هناك.
aXA6IDE4LjExOS4xMDguMjMzIA==
جزيرة ام اند امز