روسيا وأوكرانيا.. الصين تضغط بـ«الحوار» وأمريكا تتعهد بـ«أسلحة»
مع تصاعد الحرب في أوكرانيا، اختلفت ردود فعل القوى الكبرى وخاصة الصين وأمريكا، فالأولى ترى الضغط نحو حوار مباشر هو السبيل للحل، في حين تتمسك واشنطن بمد كييف بمزيد من الأسلحة.
وكانت روسيا أطلقت هجمات صاروخية، الإثنين، على مدن أوكرانية أسفرت عن 36 قتيلًا على الأقلّ وعشرات الجرحى، ما أثار استياء كييف وداعميها عشية انعقاد قمة لحلف شمال الأطلسي "الناتو".
- أول زيارة منذ حرب أوكرانيا.. مودي في موسكو وأمريكا تلاحقه بالمطالب
- وساطة خارج السرب الأوروبي.. المجر تتجه شرقا لحل أزمة أوكرانيا
وأثارت هذه الضربات تساؤلات حول وضع الدفاعات الجوية الأوكرانية في مواجهة الصواريخ، بعد قصف روسي سابق استهدف خصوصا محطات لتوليد الطاقة ومطارات عسكرية.
تنديد وتعهد أمريكي
والإثنين، ندّد الرئيس الأمريكي جو بايدن، بالضربات الجوية الروسية على أوكرانيا، متعهّداً باتّخاذ "إجراءات جديدة" لتعزيز الدفاعات الجوية لكييف.
وتستضيف واشنطن، اعتباراً من الثلاثاء، قمّة لدول حلف شمال الأطلسي يشارك فيها خصوصاً الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وقال بايدن، في بيان: "سنعلن مع حلفائنا عن إجراءات جديدة لتعزيز دفاعات أوكرانيا الجوية للمساعدة في حماية مدنها ومدنييها من الضربات الروسية".
وأضاف أنّ "الضربات الصاروخية الروسية التي أدّت اليوم إلى مقتل عشرات المدنيين الأوكرانيين وتسبّبت بأضرار وإصابات في أكبر مستشفى بكييف هي تذكير مروّع بوحشية روسيا"، بحسب قوله.
وتابع الرئيس الأمريكي في بيانه: "من المهمّ أن يواصل العالم الوقوف مع أوكرانيا في هذه اللحظة المهمّة وألا نتجاهل العدوان الروسي".
وإذ أكّد بايدن أنّ "الولايات المتّحدة تقف إلى جانب الشعب الأوكراني"، أوضح أنّه سيلتقي هذا الأسبوع زيلينسكي "لتوضيح أنّ دعمنا لأوكرانيا لا يتزعزع".
الصين.. دعوة لـ"حوار مباشر"
من جانبه، دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ، الإثنين، إلى "تهيئة الظروف" لإجراء "حوار مباشر" بين كييف وموسكو.
جاء ذلك خلال اجتماع في بكين مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذي يجري زيارة غير معلنة مسبقًا لبكين، بعد زيارة لموسكو، الجمعة، أثارت جدلًا وبحث خلالها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحرب في أوكرانيا.
وأثار أوربان الذي تولت بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي لـ6 أشهر، استياء شركائه الأوروبيين الذين يقدمون دعما ثابتا لكييف وقطعوا الجسور مع روسيا منذ بدء عمليتها العسكرية بأوكرانيا في فبراير/ شباط 2022.
وأوربان هو الوحيد بين قادة الاتحاد الأوروبي الذي بقي قريبا من الكرملين.
وخلال استقباله المسؤول المجري، دعا شي جين بينغ إلى "تهيئة الظروف" لإجراء "حوار مباشر" بين أوكرانيا وروسيا، بحسب تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي.
وقال شي: "فقط عندما تُظهر القوى العظمى طاقة إيجابية بدلًا من الطاقة السلبية، سيشهد هذا الصراع ظهور بصيص أمل في وقف لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن"، مؤكدا أن "الصين والمجر تتقاسمان الأفكار نفسها في الجوهر".
وسبق أن أجرى أوربان وشي محادثات خاصة في مايو/أيار خلال زيارة دولة للرئيس الصيني إلى المجر.
وأثنى شي في هذه المناسبة على "شراكة استراتيجية" مثالية داخل الاتحاد الأوروبي، داعيًا المجر إلى لعب "دور أكبر" في "تطوير" العلاقات بين بكين وبروكسل.
وفي وقت لاحق، أعلن على حسابه على أنستغرام "المحطة التالية: واشنطن" حيث سيحضر قمة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) تُعقد من الثلاثاء حتى الخميس بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الحلف ومن المتوقع أن تهيمن عليها مرة جديدة مسألة الحرب في أوكرانيا.
قلق أمريكي
لكنّ الولايات المتحدة أعربت، الإثنين، عن قلقها إزاء اللقاء الذي عقده أوربان مع شي.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي إنّ رحلة أوربان "بالتأكيد لا تبدو بنّاءة على صعيد تحقيق نتائج في أوكرانيا"، مضيفاً "إنّه أمر مثير للقلق".
وقبل بكين وموسكو، زار أوربان في الثاني من يوليو/تموز أوكرانيا، في أول رحلة له إلى هذا البلد منذ اندلاع الحرب، والتقى الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
ودعا أوربان إلى "وقف إطلاق نار"، خلافا لمواقف الأوكرانيين وحلفائهم الأوروبيين.
كاميرا مراقبة بأحد المحلات التجارية ترصد لحظة وقوع قصف روسي على العاصمة الأوكرانية #كييف#عينك_على_العالم #الحرب_الروسية_الأوكرانية pic.twitter.com/ONnvwExNyh
— العين الإخبارية (@AlAinNews) July 9, 2024
ورفض الرئيس الأوكراني هذه الفكرة معتبرا أن موسكو ستستغلها لتعزيز موقعها.
وتطالب أوكرانيا بالانسحاب الكامل للقوات الروسية من أراضيها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، وبتسديد تعويضات عن الأضرار التي لحقت بالبلاد منذ بدء الغزو الروسي.
وأعلنت واشنطن، الداعم الأساسي لها، عن مساعدة إضافية بقيمة 2,3 مليار دولار ولا سيما لتأمين أنظمة دفاع جوي لكييف.
ويعارض رئيس الوزراء المجري هذه المساعدة، خلافا لموقف شركائه الأوروبيين، وعرقل مطلع السنة مساعدة أوروبية بقيمة 50 مليار دولار لأوكرانيا، جرت المصادقة عليها لاحقا بعد تأخير.