روسيا تتعقب شبح الغرب.. من «أمّن» توغل أوكرانيا في كورسك؟
كيف تمكنت أوكرانيا من التوغل في الأراضي الروسية إن لم يكن لديها غطاء جوي قوي بما يكفي للقيام بخطوة انتحارية مماثلة؟
فحتى وقت قريب، كانت روسيا تسيطر على إحداثيات حربها مع كييف، وبدا أن الأخيرة عالقة في جبهات القتال وسط نقص العتاد والذخيرة وبانتظار شحنات الدعم الغربي.
لكن فجأة، شنت القوات الأوكرانية في السادس من أغسطس/آب الجاري، هجوما على منطقة كورسك الروسية، وسيطرت على عشرات البلدات في أكبر عملية عسكرية أجنبية داخل الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية.
وبما أن التطورات بدت في قطيعة تامة مع التسلسل المنطقي للحيثيات وموازين القوة على الأرض، لم يكن من الصعب على روسيا التكهن بوجود أياد خفية قد تكون امتدت من دول حلف شمال الأطلسي «الناتو» لتؤمن مسلك العبور لكييف نحو أراضيها.
واليوم الجمعة، قالت الرئاسة الروسية (الكرملين)، إن «الهجوم الأوكراني على كورسك خُطط له بمشاركة الناتو ودول غربية».
ووصف الكرملين ادعاءات الولايات المتحدة بعدم تورطها في الهجوم على كورسك بـ«الكاذبة»، معتبرا أن كييف «لم تكن لتهاجم كورسك من دون دعم ومشاركة غربية».
تقدم جديد
والخميس، أعلنت كييف أن قواتها حققت تقدما جديدا في منطقة كورسك، وذلك في اليوم التاسع من هجومها غير المسبوق داخل الأراضي الروسية.
فيما أكد الجيش الروسي استعادة بلدة في المنطقة والإبقاء على الضغوط جنوبا على جبهة دونباس.
وقال قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي، خلال اجتماع مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي: "تقدمت قواتنا بالإجمال بعمق 35 كيلومترا منذ بدء العمليات في منطقة كورسك".
وذكر أن الجيش يسيطر الآن في منطقة كورسك على 1150 كيلومترا مربعا و85 بلدة، بزيادة ثماني بلدات عن الثلاثاء.
من جانبه، أعلن زيلينسكي أن قواته "حررت" بالكامل مدينة سودجا الواقعة على مسافة 10 كيلومترات تقريبا من الحدود والبالغ عدد سكانها 5500 نسمة، في أكبر "انتصار" للقوات الأوكرانية منذ بدء هجومها.
وفي مؤشر إلى نية أوكرانيا في ترسيخ وجودها، أعلن سيرسكي تشكيل إدارة عسكرية في كورسك تتولى شؤون المنطقة وضمان الأمن فيها، وتشرف على المسائل اللوجستية للقوات الأوكرانية.
وبمواجهة الهجوم المباغت، تحدث الجيش الروسي عن حشد تعزيزات، مؤكدا الخميس استعادة السيطرة على قرية كروبيتس في كورسك.
كذلك، أفاد وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف بـ"تخصيص قوات ووسائل إضافية" لمنطقة بيلغورود المجاورة لكورسك، حيث يخيم وضع "متوتر للغاية" بحسب حاكم المنطقة فياتشيسلاف غلادكوف.
aXA6IDMuMTM1LjE5NC4xMzgg
جزيرة ام اند امز