أوكرانيا على صفيح ساخن.. هل أزفت الحرب النووية؟
بعد 8 أشهر من العملية العسكرية الروسية، تبتعد أوكرانيا عن الهدوء، وينذر الوضع بتصعيد يتجاوز الحيز الجغرافي للدولة السوفياتية السابقة.
وخلال الشهور الثمانية تأرجحت التوقعات في بعض الأحيان بنجاح الجهود الدبلوماسية في إقناع الطرفين بتوقيع اتفاق سلام يوقف وقف إطلاق النار، وبين نسف الأمل بالسلام، حيث أسقط جنين التسوية في شهره السابع، لتدخل البلاد مع التصعيد الروسي، والإصرار الغربي من حلفاء كييف مرحلة الوداع مع نهاية سعيدة للحرب الدائرة.
والآن ومع نجاح استفتاء للانفصال عن أوكرانيا في 4 مناطق أوكرانية، أجراه موالون لموسكو، تبدو الساحة مرشحة لمزيد من المخاطر أقصاها الدخول في حرب نووية، هدد المسؤولون الروس أكثر من مرة بأنها خيار وارد إذا هددت هيبة روسيا.
ماذا تقول العقيدة النووية الروسية؟
ويستند التشاؤم من اندلاع أولى مراحل الحرب النووية في أوكرانيا على مؤشرات منطقية، وتصريحات جادة من جانب المسؤولين الروس، الذين أشاروا إلى أن العقيدة النووية الروسية، قد تسمح باستخدام الأسلحة النووية إذا شعرت موسكو أنها تواجه "تهديدا وجوديا".
ويتخوف مراقبون من أن نجاح الاستفتاءات التي أجريت على عجل، في الأيام الخمسة الماضية، في أربع مناطق أوكرانية يسيطر عليها انفصاليون، هي دونيتسك ولوهانسك في الشرق، وزابوريجيا وخيرسون في الجنوب، والانخراط في إجراءات ضمها إلى روسيا، قد تكون القشة التي ستقصم ظهر أوكرانيا.
ما معنى انضمام مناطق جديدة لروسيا؟
وإذا ضمت روسيا المناطق الأوكرانية الأربع، يمكن لبوتين أن يصور أي محاولة أوكرانية لاستعادتها على أنها هجوم على روسيا نفسها.
أوكرانيا التي تبدو في وارد الاستسلام وهي تفقد بنتائج الاستفتاء الأخير نحو 15 بالمئة من أراضيها، وبالمقابل فإن موسكو التي ستصادق على الضم، ستعتبر نفسها مع أي هجوم على المناطق الأربعة، تحت التهديد العسكري، الذي توعدت بمواجهته أكثر من مرة، بالأسلحة النووية.
وقالت أوكرانيا اليوم الأربعاء إن التصويت الذي أجرته موسكو في أربع مناطق أوكرانية بشأن الانضمام لروسيا "باطل ولا قيمة له"، مشددة على "مواصلة جهودها لتحرير أراضيها التي تحتلها القوات الروسية".
بوتين هدد الغرب بحرب نووية
بينما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الأسبوع للغرب إنه "لم يكن يخادع" عندما قال إنه سيستخدم الأسلحة النووية إذا تعرضت وحدة أراضي بلاده للتهديد، فماذا سيحدث وقد أصبحت 4 مناطق جديدة من الحوزة الترابية لموسكو؟.
وفي وقت سباق أيد بوتين التحرك نحو إجراء الاستفتاءات الأربعة، فيما قال مسؤولون روس، من بينهم الرئيس السابق دميتري ميدفيديف، إن أي هجوم للقوات الأوكرانية على تلك المناطق بعد ضمها لروسيا، سيعتبر هجوما على بلادهم.، مشددا على أن "روسيا لديها خيار استخدام أسلحة نووية استراتيجية بعيدة المدى".
نتائج الاستفتاءات في المناطق الانفصالية
وتراوحت نتائج التصويت في المناطق الأربع بعد فرز جميع الأصوات يوم الثلاثاء بين 87 بالمئة و99.2 بالمئة لصالح الانضمام إلى روسيا، وذلك حسبما أعلن مسؤولون عينتهم موسكو، ويتوقع الآن ضم تلك المناطق في الرابع من أكتوبر تشرين الأول/ المقبل، حسبما قالت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي (الغرفة العليا بالبرلمان).
ردود الفعل الغربية تناغمت مع تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي وصف في خطاب مصور في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء الاستفتاءات الأخيرة بأنها "مهزلة لا يمكن حتى وصفها بأنها محاكاة لاستفتاء".
مسار تدويل الأزمة الأوكرانية
وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، خلال اجتماع لمجلس الأمن إن بلادها ستقدم قرارا في المجلس يحث الدول الأعضاء على عدم الاعتراف بأي تغيير في وضع أوكرانيا وإلزام موسكو بسحب قواتها.
لكن يمكن لروسيا استخدام حق النقض "الفيتو" ضد أي قرار في مجلس الأمن، غير المبعوثة الأمريكية قالت إن ذلك سيدفع واشنطن إلى إحالة القضية إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال سفير روسيا لدى المنظمة، فاسيلي نيبينزيا، في الاجتماع إن الاستفتاءات أجريت بشفافية وبما يتماشى مع المعايير الانتخابية، مضيفا: "ستستمر هذه العملية إذا لم تدرك كييف هفواتها وأخطاءها الاستراتيجية ولم تبدأ الاسترشاد بمصالح شعبها وألا تنفذ بشكل أعمى رغبة الذين يتلاعبون بها".
aXA6IDMuMTQ1LjguMiA= جزيرة ام اند امز