حرف غامض يثير تكهنات الحرب بين روسيا وأوكرانيا.. فما قصته؟
بينما يتابع العالم مستجدات الأزمة الأوكرانية الروسية ظهرت مركبات مدرعة على الحدود بين البلدين تحمل علامة أثارت موجة من التكهنات حول السر الذي ترمز له.
فهذه دبابات روسية مدرعة، ومدافع ذاتية الدفع وشاحنات وقود وعربات إمداد، قيل في مقاطع فيديو مصورة إنها من المنطقة العسكرية الحدودية، تم طلاؤها برمز "Z"، في مؤشر حمل معه أكثر من تفسير.
أحد التكهنات الذي تحدث عنه مراقبون وناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، قال إن روسيا وضعت هذه العلامة لأدوار محددة وسط تصاعد التوترات بشأن غزو وشيك لأوكرانيا، لطالما نفته موسكو.
فيما رجّح آخرون أن روسيا تستعير "مسرحية" استخدمها الحلفاء في الحرب العالمية الثانية الذين لجأوا للرموز من أجل تجنب حوادث النيران الصديقة بمجرد اندلاع الحرب، لأن معظم الدبابات الأوكرانية تعود إلى الحقبة السوفيتية، ويمكن الخلط بينها بسهولة مع الأسطول الروسي.
وهناك نظرية أخرى مفادها أن جميع القوات التي تم تمييزها بحرف "Z" كانت جزءا من مجموعة محددة ذات هدف غير معروف.
وليس بآخر، هناك من انجرف مع من يقول إن حرف "Z" يمكن أن يرمز للاسم الثاني للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
تكهنات على وقع انفجارات
يأتي ذلك في الوقت الذي هزت فيه انفجارات شرق أوكرانيا في ساعة متأخرة من مساء السبت، بعد أن حذر أمين عام الناتو من الإشارات الواردة من روسيا بأن الأخيرة تستعد لـ"هجوم شامل".
إريك تولر، مراسل موقع "بيلنج كات" المتخصص في الصحافة الاستقصائية، يقول ليس لديه أية فكرة عن طبيعة هذه العلامة التي ظهرت على الآليات الروسية.
لكن تولر الذي يهتم بمتابعة الرموز العسكرية الروسية على مدار السنوات الثماني الماضية، افترض "الأسوأ" من وراء هذا الرمز، وفق ما جاء في تغريدة له على "تويتر".
البعض الآخر مثل خبير السياسة الدفاعية الروسية روب لي يعتقد أن الشعار قد يشير إلى الوحدة المخصصة لمناطق أوكرانيا.
وكانت روسيا حشدت أكثر من مئة ألف جندي على الحدود مع أوكرانيا، الأمر الذي دفع الغرب للاشتباه في أن موسكو تستعد لغزو وشيك لكييف، وهو ما نفاه الكرملين مرارا وتكرارا، مؤكدا أنه لا يستهدف الدولة السوفيتية السابقة، في طمأنة لم تفلح بتهدئة الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة.
في هذه الأثناء، قال مصدر عسكري في العاصمة الأوكرانية كييف لصحيفة صن البريطانية، إن ذلك "سيوحي بأن الاستعدادات النهائية قد اكتملت".
وأضاف "الأوكرانيون لديهم دبابات ومركبات متشابهة جدا".
وسبق أن أثارت المواعيد المتداولة (16, 20 فبراير/شباط) حول "غزو روسي وشيك" السخرية لدى موسكو، حيث طلبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا من "وسائل التضليل الإعلامي الغربية" تحديد موعد للهجوم بالنسبة للعام المقبل.
كما أمهلت زاخاروفا وكالة بلومبيرغ ساعتين "للتوبة" قبل أن تتحول الوكالة الأمريكية إلى "يقطين" التي "يستخدمونها للترويج للحرب إلى جرذان".
وفيما تسري التكهنات حول حقيقة اندلاع حرب من عدمها، تبقى الدعوة لتكثيف الجهود الدبلوماسية قائمة.
فبعد اتصالين منفصلين مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أعلن كل من الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداده لمواصلة المحادثات بشأن تهدئة الوضع الملتهب منذ أسابيع.