5 أسباب تمنع بوتين من شن حرب على أوكرانيا
منذ أسابيع والعالم يقف على قدميه بانتظار ساعة الصفر لحرب روسية أوكرانية أو لتهدئة تُسكت طبول الهيجاء على الحدود.
وما بين النقيضين أشعلت تقديرات ومعطيات الغرب بشأن "هجوم روسي وشيك" فضول العالم وأبقته يترقب اللحظة الحاسمة، رغم نفي موسكو مرارا وتكرارا لهذه المعلومات.
تقديرات غربية غذّتها حشود عسكرية روسية تجاوزت الـ100 ألف جندي قرب الحدود مع أوكرانيا، وسط فشل الجهود الدبلوماسية في نزع أية تنازلات كبيرة.
بيْد أن النفي الروسي أثار شهية الكثير من المراقبين والمتابعين للأزمة العابرة للحدود، ممن رأوا أن هناك عدة أسباب تمنع الرئيس فلاديمير بوتين من شن حرب ضد أوكرانيا.
خمسة أسباب عدّها فرانك جاردنر، مراسل "بي بي سي" الأمني، في تقرير له طالعته "العين الإخبارية"، أولها دموية الحرب، وثانيها الكلفة السياسة الباهظة، وثالثها العقوبات الغربية، ورابعها وجود رفض شعبي، وخامسها أن بوتين أظهر للغرب ما يريده.
دموية الحرب
تفوق روسيا عدديا على أوكرانيا لا يعني أنه لن تكون هناك خسائر فادحة لدى الجانبين، فأوكرانيا سوف تقاوم، على الأقل في البداية، بحسب التقرير.
وإذا شنت روسيا هجوما واسع النطاق، واستولت على المدن الرئيسية في كييف وخاركيف وأوديسا بالقوة ، فقد ينطوي ذلك على قتال طويل ومكلف في الشوارع حيث سيكون الأوكرانيون على أرضهم يدافعون عنها.
الرفض الشعبي
أظهر استطلاع حديث لشباب روس أن الأغلبية كانت تعارض شن حرب ضد جارهم السوفيتي، وسط احتمال موت أعداد كبيرة من الروس والأوكرانيين في حرب اختارها بوتين.
كما أن عودة الروس إلى ديارهم في توابيت لن يكون في صالح بوتين وربما ينعكس عليه سلبا داخل البلاد.
العقوبات الغربية
سيعتمد مدى تأثير التهديد بالعقوبات الغربية، في جميع الاحتمالات، على مدى عمق دخول روسيا إلى أوكرانيا.
وبقدر ما يتحدث القادة الغربيون عن إجماع حلف شمال الأطلسي (الناتو) ، فإن الحقيقة هي أن ألمانيا والمجر ، على سبيل المثال، اللتين تعتمدان إلى حد كبير على الغاز الروسي ، ليستا متشددتين مثل بريطانيا، وهي ليست كذلك.
لكن العقوبات ستظل تضر بالاقتصاد الروسي، خاصة إذا تم تجميده خارج النظام المصرفي السريع كما يدعو البعض.
كلفة سياسية باهظة
عندما غزت روسيا شبه جزيرة القرم وضمتها في عام 2014 ، أصبحت من المغضوب عليهم دوليا لسنوات، وهو الأمر نفسه الذي يرجح التقرير حدوثه هذه المرة، ولكن أسوأ من ذلك.
وجهة نظر بوتين
حظيت موسكو الآن باهتمام الغرب عندما يتعلق الأمر بالمطالب المتعلقة بالنظام الأمني بعد الحرب الباردة في أوروبا، وضمان عدم توسع الناتو شرقا باتجاه حدود روسيا.
لم يقتصر الأمر على انضمام جمهوريات البلطيق الثلاث (جميع الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية السابقة) بولندا ودول أخرى من حلف وارسو سابقا إلى الناتو ، لكن احتمال قيام أوكرانيا المجاورة بفعل الشيء نفسه أصبح أكثر من أن تتحمله موسكو.
يقول غانم نسيبك ، الزميل الزائر الأول في جامعة هارفارد، إن بوتين "يريد التفاوض على صفقة أمنية جديدة ولكن من موقع قوة"، مضيفا "بطريقة ما نجح بالفعل جزئيا في حديث ماكرون عن نظام أمني جديد".
لكن وحتى يومنا هذا، لم يتم تلبية المطلبين الأساسيين لموسكو من الغرب، وهما الوعد بعدم السماح لأوكرانيا أبدا بالانضمام إلى الناتو، وأن التحالف الغربي يسحب جميع قواته من الدول التي انضمت إليه بعد عام 1997، فهل يبقى سيف الحرب مسلطا على رقبة كييف؟