تحليل إحصائي يكشف ما تخفيه روسيا في أوكرانيا

مع تخطي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا يومها الـ500، باتت الأسئلة تدور حول التكلفة البشرية لـ"الحرب" التي باتت أقرب إلى الانضمام لسلسلة النزاعات الطويلة.

تكلفة تحاول كل من روسيا وأوكرانيا إخفاءها، بتضخيم خسائر الطرف الآخر، وإخفاء ما يفقده من جنود أو عتاد في العملية العسكرية التي بدأت رحاها، في فبراير/شباط من العام الماضي.

إلا أن تحليلا إحصائيا مستقلا لضحايا العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، كشف عن مقتل نحو 50 ألف روسي في الحرب.

أسرار موسكو

واستخدمت وسيلتان إعلاميتان روسيتان مستقلتان، ميدوزا وميديازونا، بالتعاون مع أحد علماء الإحصاء في جامعة توبينغن الألمانية، بيانات الحكومة الروسية لتسليط الضوء على أحد أسرار موسكو - التكلفة البشرية الحقيقية لعمليتها في أوكرانيا، وفقا لوكالة "أسوشتد برس" الأمريكية.

واستخدمت ميديازونا والخدمة الروسية في "بي بي سي"، بالتعاون مع شبكة من المتطوعين، منشورات وسائل التواصل الاجتماعي وصور المقابر في جميع أنحاء روسيا لبناء قاعدة بيانات لقتلى "الحرب". وحتى 7 يوليو/تموز، كانوا قد تعرفوا على 27423 قتيلاً من الجنود الروس، بحسب التحليل.

وقال ديمتري تريشانين، المحرر في ميديزونا الذي ساعد في الإشراف على التحقيق: "هؤلاء ليسوا سوى جنود نعرفهم بالاسم، وقد تم التحقق من وفاة كل حالة من عدة مصادر".

•  500 يوم من حرب طويلة الأمد في أوكرانيا.. خسائر فادحة وامتعاض غربي

وللوصول إلى حصيلة أكثر شمولاً، حصل الصحفيون من ميديزونا وميدوزا على سجلات قضايا الميراث المرفوعة لدى السلطات الروسية. واحتوت بياناتهم المأخوذة من السجل الوطني للوصايا على معلومات حول أكثر من 11 مليون شخص ماتوا بين عامي 2014 ومايو/أيار 2023.

ووفقًا لتحليلهم، فإن حوالي 25000 قضية وراثة إضافية رفعت عام 2022 لذكور تتراوح أعمارهم بين 15 و49 عامًا. وبحلول 27 مايو/أيار 2023، ارتفع عدد القضايا إلى 47 ألفًا.

تأتي هذه الزيادة متسقة مع التقييم الذي أصدره البيت الأبيض في مايو/أيار الماضي، الذي أشار إلى مقتل أكثر من 20 ألف روسي في أوكرانيا منذ ديسمبر/كانون الأول 2022.

و"ميدوزا" هي وسيلة إعلامية روسية مستقلة تعمل في المنفى منذ ثماني سنوات، ومقرها في ريغا، عاصمة لاتفيا. وفي أبريل/نيسان 2021، صنفت السلطات الروسية ميدوزا "وكيلًا أجنبيًا"، وفي يناير/كانون الثاني 2023، حظر الكرملين ميدوزا باعتبارها "منظمة غير مرغوب فيها" وغير قانونية.

كما صنفت موسكو موقع ميديزونا المستقل باعتباره "وكيلا أجنبيا" ومنعت موقعه على الإنترنت بعد العملية العسكرية الروسية الشاملة في أوكرانيا.