صدام مفتوح بأوكرانيا.. هل يحدد "عض الأصابع" مستقبل الحرب؟
في ذكرى مرور عام على الحرب في أوكرانيا، أصر الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي جو بايدن على التزامهما بالقتال.
وجهز الرئيس الروسي البلاد لحرب طويلة تشن "خطوة خطوة"، في حين قال الرئيس الأمريكي إن بلاده "لن تتعب" في السعي لتأمين أوكرانيا ديمقراطية.
وخلال مؤتمر صحفي في كييف، الجمعة، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه "متيقن" من أن بلده سيفوز، واصفا النصر في الحرب بـ"الحتمي".
لكن لم يوضح أي من هؤلاء القادة كيف سيبدو ذاك "النصر الحتمي"، بينما يتحدثون عن حرب لا نهاية لها، بحسب تحليل نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وقال يوجين رومر، ضابط استخبارات أمريكي سابق ومدير برنامج روسيا بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي في واشنطن: "بوتين ملتزم بنصره الكبير أكثر من أي وقت مضى. والأوكرانيون ملتزمون أكثر من أي وقت مضى بهزيمة بوتين، حتى ولو كان ذلك بأبشع ثمن".
لكن إعلان العزيمة على مواصلة القتال أسهل بكثير من حشد الموارد والدعم لفعل ذلك. وتعتمد أوكرانيا، التي يشكل سكانها أقل من ثلث سكان روسيا ودمرت الحرب اقتصادها، على الدعم الغربي على نحو متزايد.
وتعتمد روسيا، التي تواجه عقوبات وخسائر ضخمة بالخطوط الأمامية، على الروابط الوثيقة والتعاون الاقتصادي مع الصين، بالإضافة إلى الجماهير والنخبة الحاكمة التي تظل مستعدة لقبول الألم الناجم عن الحرب.
وفي ساحة المعركة، كان الهجوم الروسي في الشتاء محبطا حتى الآن.
وفي المقابل، من المتوقع أن تشن أوكرانيا هجوما في الربيع، لكن الذخيرة تنفذ لديها، بحسب مسؤولين أوكرانيين، كما أنها في أمس الحاجة لأسلحة أفضل.
ويواجه زيلينسكي مهمة مزدوجة تتمثل في الحفاظ على الروح المعنوية العالية للبلد وعزيمة الحلفاء الغربيين. ومن بين جميع التحديات التي تواجهها أوكرانيا، ربما تكون الأخيرة أكثرها إلحاحا.
وبعد التمسك بالدعم الغربي خلال الشتاء، بعد أن هددت الاضطرابات الاقتصادية بكسر عزيمة الدول الأوروبية التي تقدم تضحيات محلية، يجب أن يعمل القادة في كييف وبايدن على الحفاظ على التضامن، بحسب التحليل.
وخلال مؤتمر ميونخ للأمن نهاية الأسبوع الماضي، نادرا ما تضمنت عبارات الدعم لأوكرانيا عن أشياء محددة.
وفي الأروقة، أعرب المسؤولون الغربيون والمحللون سرا عن وجهات نظر أقل تفاؤلا بشأن قدرة أوكرانيا على تحقق هدفها المعلن بالنصر الكامل. كما تحدثوا عن القلق من إطالة أمد الصراع، واستدامة إمدادات الأسلحة، والتكلفة السياسية لارتفاع التضخم، وزيادة تكلفة الغذاء والطاقة.
وكرر القادة الأوروبيون والأمريكيون علانية أن الأمر متروك لأوكرانيا وحدها لتحديد أهداف الصراع واتخاذ القرار بشأن توقيت استعدادها للتفاوض لإنهائه.
لكن يعتقد بعض المحللين أن خطر التصعيد الروسي والآثار العكسية على الاقتصاد العالمي يعني أنه من مصلحة واشنطن دفع أوكرانيا تجاه أهداف أكثر واقعية للحرب ومفاوضات في النهاية مع موسكو.
وقال تشارلز كوبشان، المسؤول السابق بإدارة الرئيس السابق باراك أوباما: "آن الأوان للولايات المتحدة وحلفائها المشاركة مباشرة في تشكيل الأهداف الاستراتيجية الأوكرانية، وإدارة الصراع، والسعي وراء نهاية دبلوماسية."
وقالت أنجيلا ستينت باحثة الشؤون الروسية بجامعة جورج تاون: "تتمثل المشكلة في أن الولايات المتحدة تعطي أوكرانيا ما يكفي لصد الروس، لكن ليس ما يكفي للفوز".
كما يواجه بوتين فجوته الخاصة بين الكلام والواقع، حيث يصف أوكرانيا الموالية للغرب بالتهديد المميت، لكنه لم يوضح كيف للمكاسب الميدانية الضئيلة يكدح من أجلها القتال أن تعيد باقي أوكرانيا إلى فلك موسكو.
وقالت تاتيانا ستانوفايا المحللة بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، إن بوتين يعتقد أن سيطرته على الأراضي الأوكراني مجرد جزء من صراع أوسع ومتعدد الجوانب، مضيفة: "يريد بنية جديدة للأمن الدولي. يريد ألا يتوسع الناتو. ويريد استسلام كييف. أما الاستيلاء على المناطق الأوكرانية فهي مجرد إضافة".
aXA6IDE4LjIxNy4yMjQuMTY1IA== جزيرة ام اند امز