روسيا ترد على أوكرانيا و«ألغام أمريكا» بصاروخ «عابر للقارات»
بعد أن كسرت حرب أوكرانيا يومها الألف تتصاعد وتيرتها بسرعة كبيرة، لتصل إلى محطة استخدام الصواريخ الباليستية وبعيدة المدى وألغام الأفراد.
قالت كييف إن موسكو أطلقت، الخميس، صاروخا باليستيا عابرا للقارات على أراضيها للمرة الأولى، في أحدث تصعيد للحرب بعدما أطلقت أوكرانيا صواريخ طويلة المدى زودها الغرب بها على روسيا.
وقال سلاح الجو الأوكراني، في بيان، إن القوات الروسية استخدمت الصاروخ في هجوم بالصباح الباكر على مدينة دنيبرو (وسط) شمل أنواعا عدة من الصواريخ واستهدف منشآت حيوية.
وأوضح "أطلق صاروخ باليستي عابر للقارات من منطقة أستراخان في روسيا الاتحادية".
وأكد مصدر لوكالة "فرانس برس" أن هذه المرة الأولى التي تستخدم فيها موسكو هذا السلاح منذ بداية الحرب عام 2022، مضيفا أنه "من الواضح" أن الصاروخ -المصمم لحمل رؤوس حربية تقليدية ونووية على حد سواء ويمكنه ضرب أهداف تبعد آلاف الكيلومترات- لم يكن يحمل شحنة نووية.
في المقابل، رفض الكرملين الخميس التعليق على اتهام أوكرانيا، وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف خلال إيجاز صحفي، الخميس "ليس لديَّ ما أقوله حول ذلك".
تطورات ميدانية
فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الخميس، إسقاط "صاروخَي كروز من نوع ستورم شادو بريطانيَي الصنع" أطلقتهما أوكرانيا وكانا يستهدفان أراضيها، دون أن تحدد مكان هذا الاعتراض أو وقته.
وكانت وسائل إعلام بريطانية ذكرت، أمس الأربعاء، أن كييف استخدمت صواريخ بعيدة المدى من طراز "ستور شادو" للمرة الأولى بعد حصولها على إذن من لندن.
وفي تطور ميداني، ذكرت وكالة الإعلام الروسية، اليوم الخميس نقلا عن وزارة الدفاع، أن القوات الروسية سيطرت على قرية دالني في شرق أوكرانيا.
ألغام أرضية
وفي ظل التقدم الميداني الروسي أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن اعتزامها تزويد أوكرانيا بألغام مضادة للأفراد لمساعدتها في إبطاء الروس على جبهات القتال.
يعد هذا الإعلان ثاني أكبر تحول في الدعم العسكري الأمريكي لكييف خلال أيام، بعد السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أمريكية بعيدة المدى لضرب أهداف داخل روسيا، وفقا لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.
إلى ذلك، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن التغيير في سياسة واشنطن بشأن الألغام المضادة للأفراد يشكل ضرورة لمواجهة التكتيكات الروسية المتغيرة، وتقدم القوات الروسية في منطقة دونيتسك الشرقية.
وتتركز الاستراتيجية الروسية الحالية في ميدان القتال على جنود المشاة بدلاً من القوات التي تستقل المركبات المدرعة، وهو ما دفع أوكرانيا إلى طلب معدات لوقف تقدم هذه القوات.
ردود فعل متباينة
لقي قرار تقديم الألغام انتقادات واسعة من جماعات حقوقية، حيث وصفته منظمة العفو الدولية بـ"القرار الطائش" و"انتكاسة مخيبة للآمال".
واعتبر وزير خارجية النرويج إسبن بارث إيدي أن الخطوة "إشكالية للغاية"، لأن أوكرانيا من الدول الموقعة على اتفاقية دولية تحظر استخدام الألغام الأرضية.
ردا على ذلك، قال وزير الدفاع الأمريكي إن الألغام الأمريكية المقدمة تختلف عن التقليدية، إذ إنها تعتمد على بطاريات كهربائية، ما يجعلها غير دائمة الخطر، إذ تصبح غير فعالة بعد انقضاء عمر البطاريات، وهي فترة تتراوح بين 4 ساعات وأسبوعين.
وأكد أن القوات الأوكرانية تلقت التزامات باستخدام الألغام بشكل يحد من خطرها على المدنيين.
aXA6IDMuMTQ1LjU5LjI0NCA= جزيرة ام اند امز