روسيا وأوكرانيا تستعدان لـ"شتاء قاس".. هل يغير مجرى الحرب؟
لعب الشتاء دورًا رئيسيًا في التاريخ العسكري الروسي والأوكراني، فقد كان عامل حسم في انتصارهم على نابليون وألمانيا النازية.
ويرى مسؤولون أمنيون وخبراء عسكريون أن الطقس سيكون عاملا حاسما مجددا مع دخول القتال بين القوات الأوكرانية والروسية شهره التاسع، وفقا لصحيفة "فاينانشيال تايمز".
وأشارت الصحيفة، وفقا لخبراء، إلى أن انخفاض درجات الحرارة إلى 30 درجة تحت الصفر يزيد من صعوبة تشغيل المعدات، وإخفاء الألغام تحت الثلوج، كما يزيد الطلب على الوقود للمولدات، ناهيك عن ضرورة نقل الإمدادات خلال الليل حيث ينخفض الغطاء الميداني، وتتوقف أنظمة الملاحة لبعض الطائرات المسيرة، حتى سرعة الرصاص تصبح أكبر بطء بسبب كثافة الهواء.
ويوضح أليكسي ملينيك، المقدم السابق في سلاح الجو الأوكراني والمدير المشارك لمؤسسة رازومكوف البحثية في كييف، أن "الطقس له تأثير على كافة أنوع الأنشطة، بما في ذلك النشاط العسكري. وسيشمل تأثيره كلا الجانبين". لكن مدى تأثر كلا الجانبين سيكون مختلفا، وفقا لخبراء عسكريين.
ويراهن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ضعف معنويات المدنيين الأوكرانيين وقدرة كييف على دعم قواتها أمام الهجمات الصاروخية وغارات الطائرات المسيرة التي شنتها موسكو هذا الشهر، والتي دمرت 40 بالمائة من البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا.
وتشير الصحيفة إلى أن استراتيجية الرئيس الروسي تعتمد على الطقس البارد في بطء وتيرة العمليات العسكرية، مؤكدين أن ذلك "سيساعد روسيا في الحفاظ على خطوط دفاعها والاحتفاظ بالأراضي التي تمكنت من السيطرة عليها"، وهو ما يتفق واستراتيجية الجنرال سيرغي سروفيكن، قائد القوات الروسية في أوكرانيا.
ويفسر أستاذ دراسات الحرب في جامعة وارويك، أنتوني كينج، ذلك بالقول "خلال الشتاء سيكونون بحاجة إلى مزيد من الخدمات اللوجستية لدعم الأفراد بسبب برودة الطقس. وكذلك الحاجة إلى المزيد من الوقود. وهو ما سيضطرهم إلى الدفاع بدلا من الهجوم خلال الشتاء."
بيد أن أوكرانيا تمتلك مزايا أخرى قد تكون أكثر حسما، خاصة فيما يتعلق الأمر بالحفاظ على إمدادات القوات ودفئها، حيث زودت كندا أوكرانيا بنصف مليون زي عسكري شتوي. في الوقت الذي ركزت فيه قمة الناتو هذا الشهر على كيفية دعم أوكرانيا خلال الشتاء.
وتوقع خبراء أن يكثف السكان المحليون دعمهم للقوات الأوكرانية، فذكر ضابط بالقوات الخاصة الأوكرانية المتمركزة في مدينة باخموت الواقعة على خط المواجهة في شرق أوكرانيا تاراس بيريزوفيتس، أن المتطوعين زودهم بالكثير من الإمدادات، بالإضافة إلى الغاز المخزّن."
وقال مسؤولون أمنيون وخبراء عسكريون إن المجهول الأكبر هو شدة الشتاء المقبل، وما إذا كانت درجة الحرارة ستنخفض إلى الصفر مع هطول الأمطار والوحل، أو إلى 10 درجات تحت الصفر حيث سيتجمد كل شيء.
ووفق الصحيفة، فإن "الشتاء الدافئ سيخفف من حدة حرب الطاقة التي يشنها بوتين"، لكن الحقول الموحلة ستلزم شاحنات الإمداد الثقيلة على الالتزام بالطرق المعبدة لتجنب الوقوع في المستنقع. وهو ما من سيعزز من قدرة الأوكرانيين على استهداف خطوط الإمداد واللوجستيات الروسية.
لكن الوحل سيحد أيضًا من قدرة أوكرانيا على شن هجمات مضادة.
وقال وزير الدفاع الأوكرانية أوليكسي ريزنيكوف الأسبوع الماضي إن الأمطار الغزيرة والأراضي الوعرة جعلت محاولة كييف لاستعادة مدينة خيرسون الجنوبية أصعب من هجومها المضاد في الشمال.