محطة زابوريجيا.. قافلة أممية تسير إلى بؤرة التوتر
أضحت محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، بؤرة توتر بين روسيا من جهة، وكييف والغرب، لكن ذلك لم يمنع من فتحها أمام بعثة أممية.
ووصلت بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم الأربعاء إلى مدينة زابوريجيا الخاضعة لسيطرة أوكرانيا، والتي ستتوجه منها إلى محطة زابوريجيا النووية التي تسيطر عليها روسيا في جنوب أوكرانيا.
وتعتزم بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، برئاسة رئيس المنظمة رافائيل جروسي، تفتيش محطة زابوريجيا بعد قصف أراضيها مرارا خلال الشهر الماضي مع إنحاء كل من أوكرانيا وروسيا باللوم على الآخر في شن هذه الهجمات.
وأشار مسؤولون عينتهم روسيا في المنطقة إلى أن الزيارة قد تستغرق يوما واحدا فقط، في حين ذكر مسؤولون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأوكرانيا، أنها ستستمر لفترة أطول.
وقال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي للصحفيين قبل انطلاق القافلة: "نتحرك الآن أخيرا بعد جهود مضنية طيلة ستة أشهر"، مضيفا أن البعثة تعتزم قضاء "بضعة أيام" في الموقع.
وتابع قائلا: "أمامنا عمل مهم جدا هناك، وهو تقييم الوضع الحقيقي للمساعدة على استقرار الوضع بقدر ما نستطيع. ذاهبون إلى منطقة حرب، ذاهبون إلى أراض محتلة وهذا يتطلب ضمانات واضحة، ليس فقط من روسيا الاتحادية لكن أيضا من أوكرانيا. ولقد تمكنا من ذلك".
وسيطرت روسيا على المحطة، وهي الأكبر في أوروبا، في أوائل مارس/ آذار في إطار "العملية العسكرية الخاصة"؛ واستقرت قوة عسكرية روسية هناك، بجانب معظم العاملين الأساسيين، الذين اضطروا إلى البقاء حفاظا على سير العمل في المنشأة التي تزود أوكرانيا في المعتاد بعشرين في المئة من احتياجاتها من الكهرباء.
وتبادلت أوكرانيا وروسيا في الأسابيع الماضية الاتهامات بتعريض سلامة المحطة للخطر من خلال شن ضربات مدفعية أو تنفيذ غارات بطائرات مسيرة.
وتقول كييف إن روسيا تستخدم المنشأة درعا لضرب بلدات ومدن إدراكا منها أنه سيكون من الصعب على أوكرانيا الرد على مصدر النيران؛ واتهمت القوات الروسية كييف بقصف المحطة.
ونفت موسكو تأكيدات أوكرانيا بأن قواتها تتصرف بتهور في المنطقة، وتساءلت لماذا ستقصف منشأة تؤوي قوة روسية أمنية.
وتأمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية بحسب رئيسها جروسي، في إرساء بعثة دائمة في المحطة، إحدى أولوياتها التحدث إلى الفنيين الأوكرانيين الذين يديرونها.
ولم يتضح ما إذا كانت رغبة جروسي في قضاء "بضعة أيام" في المحطة ممكنة بعد أن قال يفجيني باليتسكي، رئيس الإدارة التي عينتها روسيا في المنطقة، لوكالة "إنترفاكس" للأنباء إن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية "يجب أن يطلعوا على عمل المحطة في يوم واحد".
ولم يتضح أيضا ما إذا كانت روسيا ستسمح للوكالة بأن يكون لها وجود دائم في المحطة، وإن كانت قد قالت إنها تدرك أن هذا ما يريده جروسي.
وكانت الولايات المتحدة قد طالبت بإغلاق المحطة بالكامل ودعت إلى نزع السلاح من المنطقة المحيطة بها.
ونقلت وكالة "إنترفاكس" للأنباء عن مسؤول محلي عينته روسيا قوله اليوم الأربعاء إن اثنين من مفاعلات المحطة الستة يعملان.
وتقع المحطة بالقرب من خطوط القتال الأمامية.
واستولت روسيا على مساحات شاسعة من جنوب أوكرانيا بالقرب من ساحل البحر الأسود في الأسابيع الأولى من الحرب المستمرة منذ ستة أشهر، ومن بينها منطقة خيرسون، التي تقع في شمال شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا.
وترى أوكرانيا أن استعادة السيطرة على المنطقة أمر حاسم لمنع روسيا من محاولة الاستيلاء على المزيد من الأراضي في الغرب، والتي قد تؤدي في النهاية إلى فصلها عن البحر الأسود.
aXA6IDMuMTMzLjEwOC4yMjQg جزيرة ام اند امز