تطبيع العلاقات الأمريكية الروسية.. انفراجة لم تكتمل
تصريحات للمتحدث باسم الكرملين حول العلاقات الروسية الأمريكية.
التفاعل والتعاون في بعض المواقف الصعبة بين الولايات المتحدة وروسيا، كما يحصل الآن في أزمة فيروس كورونا، قد يبعث على الأمل والتفاؤل بشأن طبيعة العلاقات المتوترة بين البلدين.
لكن المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين)، دميتري بيسكوف، بدد هذا الأمل في أحدث تصريحاته.
- "أنسنة" كورونا.. روسيا تعرض مساعدتها على الولايات المتحدة
- أمريكا: لا اتفاق للحد من التسلح بدون روسيا والصين
وفي مقابلة له مع صحيفة "أرغومينتي إي فاكتي" الروسية، أوردت "سبوتنيك" مقتطفات منها، قال بيسكوف إنه لا ينبغي للمرء أن ينغمس في التفاؤل المفرط فيما يتعلق بالعلاقات بين موسكو وواشنطن.
وأضاف: "لا أود الإفراط بالتفاؤل هنا. نعم؛ نحن نتفاعل في المواقف الصعبة. ونعمل معا عندما يكون ذلك مفيدا للطرفين. وقبل ذلك، في مثل هذه الحالات، لم يتم قطع الاتصالات".
وأشار المتحدث الرئاسي إلى أنه "لا ينبغي نسيان الموقف المتشدد للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تجاه روسيا".
وعن الجزئية الأخيرة، أوضح: "إلى جانب جميع التقييمات الإيجابية التي عبّر عنها الرئيس الأمريكي، دعونا لا ننسى تصريحاته التي تقول إنه الرئيس الذي يتخذ أشد المواقف ضد روسيا". لذلك، في رأيي، ليست هناك حاجة للحديث عن تطبيع العلاقات الثنائية بعد".
وبيّن بيسكوف أن روسيا والولايات المتحدة تتعاونان في قطاع الفضاء، فضلا عن وجود حوار بين العسكريين لطبيعة عملهم في كثير من الأحيان في مناطق نفسها من العالم.
التصريحات تأتي بعد يومين من إحياء البلدين الذكرى الـ75 للقاء التاريخي بين القوات الأمريكية والسوفيتية خلال الحرب العالمية الثانية الذي شكّل نموذجا لكيفية "بناء الثقة والتعاون" بين البلدين.
وأفاد بيان صادر عن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب، بأن هذا اللقاء يثبت كيف أن البلدين يمكنهما العمل معا.
وجاء في بيان نشره الكرملين والبيت الأبيض أن ذلك "مثال على كيفية تمكن بلدينا من وضع الخلافات جانبا وبناء الثقة والتعاون باسم هدف مشترك".
ومنذ سنوات، تشهد العلاقات الروسية الأمريكية توترا، على خلفية الاتهامات التي وجهتها واشنطن لموسكو، بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وهو ما نفاه الكرملين مرارا.
كما أن الخلافات التي نشبت حول أوكرانيا، إثر عودة شبه جزيرة القرم لروسيا، تشكل جزءا من ذلك التوتر، بالإضافة للأزمة السورية، وانسحاب واشنطن من اتفاقية الحد من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى الموقعة مع موسكو عام 1987.