حرب روسية روسية في سماء أوكرانيا
ألقى رفض رئيس الوزراء البولندي منح أوكرانيا طائرات ميج-29 روسية الصنع مقابل طائرات إف-16 الأمريكية، الضوء على معاناة سلاح الجو الأوكراني.
ووفقا لتقرير موقع فلايت للقوات الجوية لعام 2022 تمتلك القوات الجوية الأوكرانية 69 مقاتلة فقط في الخدمة، معظمها إن لم تكن جميعها من الصناعة الروسية.
وتشمل هذه الطائرات 43 قاذفة متعددة الأغراض من طراز "ميج-29" (فولكروم)، و26 مقاتلة من طراز "سو-27" للتفوق الجوي (فلانكر).
ويعود تاريخ بناء كل منها إلى الحرب الباردة، حيث ورثت أوكرانيا هذه المقاتلات عقب انهيار الاتحاد السوفيتي.
وبعبارة أخرى فأعمار كل المقاتلات الأوكرانية يتجاوز 30 عاما، ومنذ ذلك الحين لم تقم الدولة بشراء طائرات جديدة.
ويشير التقرير إلى أن مشكلة عمر المقاتلات تتفاقم نظرا لعدم قدرة أوكرانيا على تحديث طائراتها أو الحصول على أسلحة وقطع غيار جديدة، لأنها من إنتاج روسيا.
ولا يبدو واضحا عدد الطائرات المقاتلة الأوكرانية الصالحة في الواقع للطيران.
وأوضح التقرير أن كييف قامت بتحديث بعض طائرات ميج وسو (تحديث التقنيات داخل الطائرة) بما في ذلك إضافة نظام رادار وملاحة جديد وأنظمة الاستهداف وجهاز كمبيوتر جديد على متن الطائرة سو-27.
لكن عدد الطائرات التي جرى تحديثها ضئيل على ما يبدو.
وفي عام 2020، دشنت أوكرانيا خطة إنفاق جديدة للقوات الجوية والتي تنص على شراء طائرات جديدة بقيمة 12 مليار دولار، بما في ذلك طائرات مقاتلة من المحتمل شراؤها من دول "الناتو".
كما تمتلك أوكرانيا أيضا أسطولا صغيرا من الطائرات الضاربة.
تشمل 12 قاذفة قنابل من طراز "سو-24" و17 طائرة هجومية من طراز "سو-25"، ويمتلك الجيش 34 مروحية هجومية من طراز "مي-24".
بيد أن كل هذه الطائرات والمروحيات يعود تاريخ إنتاجها إلى حقبة الحرب الباردة، وهو ما يجعلها عتيقة للغاية.
وهذا لا يجعلها أكثر صعوبة في التشغيل وأكثر عرضة للاستهداف من الطائرات الحديثة فحسب، بل يجعلها أيضًا أهدافًا سهلة لأنظمة الدفاع الجوي الروسي، بما في ذلك بما في ذلك أنظمة "تور" للدفاع الجوي المنخفض وأنظمة "بوك" متوسطة المدى وأنظمة "إس-400" بعيدة المدى.
في المقابل، تمتلك روسيا أكثر من 1000 طائرة مقاتلة، وعلى الرغم من مرور أكثر من 30 عاما على إنتاجها إلا أن موسكو قامت بتحديث عدد كبير منها بتكنولوجيا وأسلحة أكثر تطورا.
فعلى سبيل المثال، تمتلك روسيا 350 طائرة من طراز "سو-27"، بينها أحدث طرازاتها "سو-27 إس إم" وأحدث نسخة من "سو-35".
وتم تزويد "سو-27" الروسية، على عكس الأوكرانية برادارات أكثر قوة، وأحدث تقنيات الطيران وأسلحة جو-جو وجو-أرض حديثة بالكامل.
ورغم انتشار الأسطول الجوي الروسي في جميع أنحاء البلاد، ولكن يمكن تركيزه بسرعة على أي مسرح عمليات معين.
ومع ذلك، لا تقتصر القوة الجوية لروسيا على المقاتلات، بل تستخدم أيضا أنظمة دفاع جوي قوية مثل إس-400، المكافئ لصواريخ باتريوت الأمريكية.
وطائرات ميج-29 هي من مقاتلات الجيل الرابع صممت للسيطرة الجوية في الاتحاد السوفيتي، حيث قامت بأول طيران تجريبي لها في 1976 ودخلت الخدمة في سلاح الجو السوفيتي في منتصف الثمانينيات وصُدرت إلى العديد من الدول النامية، إضافة إلى دول حلف وارسو وما زالت بالخدمة في القوات الجوية الروسية والعديد من الدول الأخرى.
تستطيع ميج-29 حمل ستة صواريخ جو-جو "أر-73" إضافة إلى صواريخ "أر-60" ومدفعا 30 مم وقد صممت للقيام بمهمات التفوق الجوي والدفاع الجوي وحتى الهجوم الأرضي، ورغم أن العديد من الخبراء يقارن إمكانياتها بالطائرة إف-16 الأمريكية نظرا لتشابههم في الحجم إلا أنها في الواقع تشبه إلى حد ما المقاتلة إف-15 من حيث نوعية المهام التي تقوم بها.