روسيا والغرب.. تهديدات ودعوات للحوار على وقع "أزمة أوكرانيا"

وضعت الأزمة الأوكرانية، العلاقات الروسية الغربية فوق صفيح ساخن، وما بين دعوات للحوار وتهديدات لا تزال الأمور تنذر بمزيد من التعقيد.
وحذرت روسيا، الجمعة، من خطر وقوع مواجهة كبيرة مع الغرب ما لم تفكر الولايات المتحدة وحلفاؤها بجدية في تقديم ضمانات أمنية لموسكو"، وأشارت أيضا إلى "احتمال حدوث أزمة صواريخ أوروبية".
- تركيا تستبعد مواجهة روسيا حال نشوب حرب في أوكرانيا
- تحركات روسيا على حدود أوكرانيا.. ما تظهره صور الأقمار الصناعية
جاء ذلك في تصريحات صحفية، أدلى بها سيرجي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، في موسكو، وسط توترات متصاعدة بين روسيا والغرب، بسبب أوكرانيا وحشد عسكري روسي بالقرب من حدودها.
وقال ريابكوف: "إذا كان خصومنا على الجانب الآخر، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة ومعها أيضا دول أخرى، حلفاؤها، ما يسمى الدول متماثلة التفكير، إذا رفضت وحاولت نسف ذلك، من الحتمي أنها ستجني مزيدا من التردي للوضع الأمني لها".
وأضاف: "عدم الموافقة سيكون معناه الاقتراب من مواجهة كبيرة".
وحث الغرب أيضا على أن "يبحث بجدية اقتراحا مطروحا منذ وقت طويل بفرض حظر على نشر الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى في أوروبا"، والتي كان نشرها محظورا بموجب اتفاق صاروخي انهار في ظل إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وانتقد ريابكوف الولايات المتحدة وشركاءها في حلف شمال الأطلسي بسبب تمدد القدرات العسكرية لتلك الدول إلى شرق أوروبا.
وأضاف: "نريد قبل فوات الأوان تجنب أزمة صواريخ جديدة في أوروبا. ظهور الأسلحة القصيرة والمتوسطة المدى في هذه الأراضي طريق مباشر لمواجهة متصاعدة".
وطالبت روسيا حلف شمال الأطلسي، بإلغاء التزام صدر في عام 2008 بمنح أوكرانيا وجورجيا عضوية الحلف في يوم من الأيام، وبأن يقدم الحلف وعدا بعدم نشر أسلحة في البلدان المتاخمة لروسيا بما قد يهدد أمنها.
وقدمت الخارجية الروسية هذه المطالب في أشمل بيان لها حتى الآن حول الضمانات الأمنية التي يقول الرئيس فلاديمير بوتين إنه يريد الحصول عليها من الولايات المتحدة وحلفائها.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طلب من نظيره الأمريكي جو بايدن تقديم ضمانات أمنية لروسيا بوقف تمدد حلف الناتو شرقا، خلال اتصال عبر الفيديو لنزع فتيل التوتر.
وقالت روسيا إنها تنتظر لترى ما سيؤول إليه طلبها رغم أن ريابكوف قال إن من "السذاجة" توقع الحصول على الضمانات.
في المقابل، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: "نتوقع من روسيا خفض التصعيد في الأزمة مع أوكرانيا".
وأضافت "فون دير لاين"، أن "الاتحاد الأوروبي مستعد لفرض المزيد من العقوبات المالية والاقتصادية على روسيا، على خلفية اتهام الغرب لها بالتحضير لغزو أوكرانيا."
وفي ذات السياق، جدد حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الجمعة، موقفه الداعم لأوكرانيا.
وقال الأمين العام ينس ستولتنبرج بعد اجتماعه مع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، ووزير الدفاع فلورنس بارلي في باريس، إن "الحلف يدعم بقوة عضوية كييف".
كما حذر روسيا من غزو أوكرانيا، مطالبا إياها بوقف التصعيد وانتهاج الحل الدبلوماسي.
وجدد الجيش الروسي، الجمعة، انتقاده للتعزيزات العسكرية التي يدفع بها حلف شمال الأطلسي (الناتو) على حدود روسيا.
وقالت قيادة المنطقة العسكرية الروسية الجنوبية، إن تعزيز الناتو لإمكاناته العسكرية بالقرب من حدود روسيا واحتمال تفاقم الصراع شرق أوكرانيا، تشكل تهديدات رئيسية للأمن في جنوب البلاد، وفقا لوكالة "نوفوستي" الروسية.
والعلاقات بين موسكو والغرب عند أدنى مستوياتها منذ تفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTg5IA==
جزيرة ام اند امز