تحركات روسيا على حدود أوكرانيا.. ما تظهره صور الأقمار الصناعية
صور للأقمار الصناعية تظهر تحركات عسكرية روسية باتجاه أوكرانيا في مؤشر جديد يفاقم مخاوف الغرب من نية محتملة لموسكو لغزو جارتها.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي على الأقل، أثارت التحركات العسكرية الروسية قرب الحدود الأوكرانية مخاوف المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين بشأن احتمال أن موسكو تستعد لإطلاق هجوم شامل في أوكرانيا في وقت مبكر من العام المقبل.
ويعتقد البيت الأبيض أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يقرر، لكنه يجهز قواته لاحتمال القيام بعملية، وهو ترجيح نفاه الكرملين، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وطبقًا لتحليل استخباراتي أمريكي غير سري حصلت عليه "واشنطن بوست" الأسبوع الماضي، قد يشارك في هجوم واسع النطاق ما يصل إلى 175 ألف جندي روسي، من بينهم جنود احتياط تحشدهم القوات المسلحة الروسية.
وأفاد التحليل بأن حوالي 70 ألف جندي روسي متمركزون بالفعل بجوار الحدود مع أوكرانيا، وبالرغم من أنه لم يتضح كيف توصل التحليل لهذا الرقم، إلا أن جزءا كبيرا من هؤلاء هم على الأرجح قوات متمركزة بصورة دائمة بالمنشآت العسكرية الموجودة قرب الحدود الغربية لروسيا والقرم، وهي شبه جزيرة ضمتها روسيا قسرًا من أوكرانيا عام 2014.
لكن نقلت بعض القوات والعتاد إلى الحدود الأوكرانية من مناطق أخرى في روسيا، بما في ذلك مناطق بعيدة مثل سيبيريا.
وتقدم صور الأقمار الصناعية لقطات جزئية لعتاد مرتبط بتلك القوات الموجودة حاليا قرب أوكرانيا.
بلدة يلنيا
على مدار أسابيع، راقب المحللون العسكريون بلدة يلنيا الروسية الواقعة جنوب شرق منطقة سمولينسك. وتضم البلدة مقر الفرقة 144 بالقوات البرية الروسية، لكن استقبلت الفرقة مؤخرًا بعض الضيوف.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية مستودعات المركبات بثكنة الفرقة التي تم تأسيسها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتتضمن المعدات أكثر من 500 مدرعة، ومنصات إطلاق صواريخ إسكندر المحمولة على الطرق، ومدفعية، ودعما لوجستيا، بحسب شركة التحليل الدفاعي "جينس".
وأشارت "جينس" إلى أن المعدات على الأرجح تخص القوات المشتركة 41 الموجودة في سيبيريا، وفرقة الدبابات 90 المتمركزة قرب جبال الأورال.
وانتقل جزء كبير من القوة ومعداتها لأول مرة إلى الجزء الغربي من روسيا قرب مدينة فورونيغ في مارس/آذار وأبريل/نيسان الماضيين.
وطبقًا لـ"جينيس"، أعلن الجيش الروسي وقتها أنه يبقي عتادًا بالمنطقة من أجل استخدامه في تدريبات عسكرية مقررة بالمنطقة في سبتمبر/أيلول، لكن بعد انتهاء تلك التدريبات، لم تتم إعادتها إلى موقعها وظلت في يلنيا.
بوجونوفو
جذبت منطقة التدريب العسكري الروسي "بوجونوفو" الموجودة جنوب فورونيغ، اهتمام المحللين طوال العام.
ففي مارس/آذار وأبريل/نيسان الماضي، وخلال التعزيزات الروسية الأولى بعام 2021، استضاف الموقع الكثير من المعدات من المنطقة العسكرية المركزية التي نقلت الآن إلى يلنيا، طبقا لـ"جينس"، وبمجرد إفراغ تلك المعدات بدأ الموقع يستقبل معدات جديدة.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية ثكنتين بمواقع التدريب في بورونيغ، يبدو أن كل واحدة منهما تستضيف عنصرا بحجم كتيبة تتكون من حوالي 30 دبابة قتالية.
وبالإضافة إلى الدبابات، نقل عتاد آخر إلى الموقع، بما في ذلك مدافع هاوتزر، وقاذفات صواريخ متعددة حرارية، وقاذفات صواريخ متعددة بعيدة المدى.
القرم
كان المحللون يتابعون تحركات القوات الروسية في شبه جزيرة القرم، وعززت روسيا وجودها العسكري في شبه الجزيرة منذ سيطرتها عليها عام 2014، لتصبح المنطقة بمثابة نقطة انطلاق محتملة لأي عملية جديدة في أوكرانيا.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية ثكنة مركبات بالساحل الجنوبي لشبه الجزيرة، وقالت "جينس" إن الثكنة – التي أنشئت لأول مرة نهاية عام 2020 لكن تم توسيعها هذا العام – تضم عددا كبيرا من الدبابات القتالية ومدافع الهاوتزر التي ربما تخص وحدات من القوات المشتركة 58، وتتمركز بمدينة فلاديكافكاز.
وأشارت "جينس" إلى وجود موقع تخزين كبير فارغ على الجانب الغربي من الثكنة التي على الأرجح ستستخدم في تخزين معدات إضافية أو توفير أماكن إقامة للجنود في حالة شن هجوم.