أكد السفير الروسي لدى بريطانيا أندريه كيلين أن موسكو لا تملك تقديرا زمنيا واضحا للتوصل إلى اتفاق سلام بشأن الحرب في أوكرانيا، مشيرا إلى أن صياغة «اتفاقية إطار» تُعد المرحلة الأولى قبل الانتقال إلى إعداد معاهدة ملزمة.
وقال في مقابلة مع هادلي غامبل كبير مذيعي IMI الدوليين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو الذي يقود المفاوضات بشكل مباشر، نافيًا وجود أي خلافات داخل القيادة الروسية بشأن هذا الملف.
لا دور للاقتصاد في المفاوضات
السفير الروسي شدّد على أن الدبلوماسية الاقتصادية ليست مطروحة حاليًا، في ظل انعدام العلاقات التجارية مع أوروبا والولايات المتحدة نتيجة العقوبات التي وصفها بأنها بلغت “40 ألف عقوبة”. وأوضح أن روسيا طوّرت نظامًا بديلًا للرسائل المالية يغنيها عن نظام "سويفت"، قائلًا: "لسنا متعطشين للعودة إليه".
وأضاف أن إنهاء الحرب يصبّ في مصلحة روسيا، لكن موسكو ترفض وجود “دولة دمية معادية” على حدودها، على حدّ وصفه، مؤكدًا أن العملية العسكرية جاءت لـ “حماية الناطقين بالروسية والكنيسة الأرثوذكسية”.
تحذير من استخدام الأموال الروسية المجمّدة
واتهم كيلين الحكومات الأوروبية الكبرى – بريطانيا وفرنسا وألمانيا – بـ “التوقف عن العمل من أجل السلام”، معتبرًا أن الدعم العسكري لأوكرانيا يخدم اقتصاداتها الضعيفة. كما هدّد بأن استخدام الأموال الروسية المجمّدة لإعادة إعمار أوكرانيا سيقابل بـ “عقاب شديد”، قائلاً إن الخطوة “ستفقد أوروبا مصداقيتها دوليًا وستفتح الباب لفوضى مالية غير مسبوقة”.
زيلينسكي رئيس «غير شرعي»
السفير الروسي اعتبر أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “غير شرعي”، بسبب عدم إجراء الانتخابات، مؤكداً أن أي معاهدة طويلة الأمد تحتاج إلى توقيع جهة أوكرانية “يمكن الوثوق ببقاء شرعيتها”. وقال إن موسكو قد تفاوض إدارة زيلينسكي على نقاط أولية، لكن توقيع المعاهدة قد ينتظر قيادة جديدة.
الاتفاق المشروط
كيلين كشف أن القوات الروسية حققت “اختراقًا بالغ الأهمية” على الجبهة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، قائلاً إن الجيش الروسي حرّر “86 مستوطنة”، وإن التقدّم يتسارع. وردًا على سؤال حول فرص التوصل إلى اتفاق، قال: “سيحدث في وقت ما… وبشروطنا”.
وفي سياق الحديث عن العلاقات الدولية، أكد السفير قوة الشراكة مع السعودية، وتماسك العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الهند، رغم الضغوط والعقوبات الغربية. وانتقد ما اعتبره "هستيريا التسلّح" في أوروبا وحديث الجنرالات عن حرب محتملة مع روسيا بين 2030 و2035.
كما رأى أن الذكاء الاصطناعي يُمثّل ساحة تنافس دولية، معتبرًا أن الصين “على الأرجح في المركز الأول” عالميًا.
الثقة مع أوروبا ليست أولوية
كيلين قال إن تحويل الاقتصاد العسكري الروسي بعد الحرب “سيكون أسهل مما كان في التسعينيات”، لامتلاك روسيا الخبرة والقدرة على إعادة هيكلة الصناعة الدفاعية. أما بشأن إعادة بناء الثقة مع أوروبا، فأكد أن موسكو “لا تسعى إليها”، مضيفًا: “إذا حدث ذلك فسيكون طبيعيًا، لكننا لا نحتاجه الآن”.
وشدد السفير على أن أي استقرار أمني في أوروبا يجب أن يستند إلى “مبادئ هلسنكي وأمن متساوٍ للجميع”، وليس على حلف الناتو الذي يتجاهل – على حد قوله – مخاوف روسيا الأمنية.