الجيش الروسي.. هل يحيي "الدب" لهيب الحرب الباردة؟
بين تحذيرات أمريكية من وضع "كارثي" واتهامات من موسكو بـ"تأجيج الهستيريا" ضد أوكرانيا يتصاعد لهيب التوتر في الأجواء.
توتر تبلغ ذروته ويعيد إلى الأذهان شبح الحرب الباردة ويدفع بالأزمة الأوكرانية إلى الواجهة مجددا، وسط مخاوف غربية -أمريكية بالأساس- من اجتياح روسي، مقابل نفي قاطع من قبل موسكو لوجود أية نية للغزو.
غيوم تلبد المشهد الدولي على خلفية ما يعتبره محللون بمثابة الصراع على النفوذ بين الشرق والغرب في القرن الحادي والعشرين، ويعيد إلى الأذهان الحقبة المتوترة ما بين الحرب العالمية الثانية وانهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، حين بدا أن العالم يواجه مصيرا مجهولا.
وفي خضم مشهد متأزم تنذر جميع إحداثياته باحتمال نشوب حرب ساخنة خصوصا في ظل الحشود الروسية غير المسبوقة على حدود أوكرانيا، تتواتر استفهامات حول وضعية مقارنة بين القوتين الأوكرانية والروسية.
ومع أن كثيرين يعتقدون بأنه لا جدوى من المقارنة بين القدرات العسكرية لكل من روسيا وأوكرانيا، معتبرين أن الأخيرة أقل شأنا بكثير من حيث حجم الأولى، إلا أن الأوكرانيين يعولون على ترسانة يقولون إنها تضم أسلحة متطورة، ولكنهم يعتمدون في الجانب الأكبر من المسألة على الدعم الغربي، وهذا في حد ذاته قد يشكل عنصرا هاما في حسم المعارك حال اندلاعها المفترض.
قدرات الجيش الروسي
وفي ما يلي، تستعرض "العين الإخبارية" قدرات الجيش الروسي وإمكانياته وأسلحته وترتيبه العالمي، وذلك وفق موقع "غلوبال فاير باور" المختص برصد القدرات العسكرية للدول، ما يمكن أن يساعد على استشراف موازين القوى حال حدوث غزو لأوكرانيا:
من أبرز نقاط القوة العسكرية الروسية تركيزها على عامل التجديد والتحديث، حيث عملت موسكو على تجديد أسطول البحر الأسود بالفرقاطات والطرادات والغواصات الحديثة، ما يجعل جيشها بالمرتبة الثانية بين أقوى جيوش العالم.
فبعد انهيار الاتحاد السوفيتي، نجحت روسيا في استعادة قدراتها العسكرية التي سجلت تراجعا ملحوظا في ستينيات القرن الماضي، وضخت دماء جديدة بشرايين قواتها الجوية والبحرية والبرية، في مسار مكنها من سد الفجوة مع منافستها الولايات المتحدة.
وعلاوة على عامل التحديث، يعول الجيش الروسي أيضا على تركته من الاتحاد السوفيتي والمتمثلة في مجمع صناعي عسكري ضخم يعزز استثمارات الدولة في التصنيع العسكري والتطوير التقني لمخزونها الضخم من الأسلحة.
الجيش الروسي في أرقام
بحسب موقع "غلوبال فاير باور"، يبلغ عدد سكان روسيا الاتحادية أكثر من 142 مليون نسمة، بينهم أكثر من 69 مليون نسمة قوة بشرية متاحة.
فيما يقدر عدد جنود الجيش الروسي في الخدمة بأكثر من 3 ملايين و569 ألفا، إضافة إلى 2 مليون في قوات الاحتياط.
ويمتلك الجيش الروسي أكثر من 4 آلاف و173 طائرة حربية، بينها 772 مقاتلة، و739 هجومية، علاوة على 1543 مروحية عسكرية، إضافة إلى نحو 12.5 ألف دبابة، وأكثر من 30 ألف مدرعة.
ومن حيث عدد المدافع، يمتلك الجيش الروسي أكثر من 6 آلاف و574 مدفعا ذاتي الحركة، وقرابة 7 آلاف و571 مدفعا ميدانيا، و3 آلاف و391 راجمة صواريخ.
أما على صعيد القوة البحرية، فيتكون الأسطول الروسي من 605 قطع بحرية، منها حاملة طائرات وحيدة، كما تمتلك موسكو 70 غواصة، و15 فرقاطة و49 كاسحة ألغام.
قدرات قتالية إضافية
في معطيات سابقة نشرتها وزارة الخارجية الروسية، تمتلك القوات النووية الاستراتيجية الروسية 517 مركبة إيصال استراتيجي لنشر الأسلحة النووية، وصواريخ باليستية عابرة للقارات وغواصات وقاذفات ثقيلة مزودة بنحو ألف و500 رأس نووي.
من جانبها، أشارت معطيات نشرها المعهد الدولي للأبحاث الاستراتيجية في لندن لعام 2021، إلى أن روسيا تمتلك أكثر من 12 غواصة نووية تحمل صواريخ استراتيجية، و7 غواصات محملة بصواريخ كروز، و10 غواصات ذرية متعددة الاستخدامات.
كما تمتلك موسكو أيضا أكثر من 21 غواصة تعمل على طوربيدات الديزل، وحاملة طائرات، و4 طرادات، و15 فرقاطة، و125 سفينة للدوريات وخفر السواحل، و11 مدمرة، و48 سفينة إنزال.
aXA6IDE4LjExOC4yMjYuMTY3IA== جزيرة ام اند امز