أزمة أوكرانيا.. تبادل الاتهامات بين موسكو وواشنطن بمجلس الأمن
تبادلت أمريكا وروسيا الاتهامات،أمام جلسة مجلس الأمن بشأن الأزمة بين موسكو و واشنطن والغرب بشأن الوضع في أوكرانيا.
ورفض مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة الاتهامات الموجهة لموسكو بشأن التفكير في غزو أوكرانيا.
وقال المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا ، أمام جلسة مجلس الأمن بشأن الأزمة الأوكرانية اليوم الإثنين، والتي تأتي مع تنامي المخاوف الغربية من غزو روسي محتمل للبلد السوفييتي السابق، إن المسؤولين في أوكرانيا ومنهم وزير الدفاع ورئيس البلاد تحدثوا عن عدم وجود تهديد من روسيا.
ودعا جميع الأعضاء لعدم استخدام مجلس الأمن في نشر الدعاية المبالغ فيها، متهما الولايات المتحدة بنشر الذعر بشأن عزم موسكو غزو أوكرانيا.
ولفت المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة إلى أنه لم يقدم أي من أعضاء مجلس الأمن دليلًا على اعتزام بلادنا شن هجوم على أوكرانيا.
ونوه إلى أن الدول الغربية تهدف إلى منع أي تقارب روسي أوكراني.
وشدد على الولايات المتحدة لديها أكبر عدد من القوات تتواجد خارج حدودها وهي من تستخدم القوة بدون إذن مجلس الأمن.
ووجه اتهاما للولايات المتحدة بأنها هي من تمثل تهديدًا للسلم والأمن الدوليين.
أمريكا والقرم
بدورها، قالت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد في كلمتها أمام جلسة مجلس الأمن بشأن الأزمة الأوكرانية، إن روسيا غزت أجزاء من أوكرانيا في وقت سابق.
وأضافت أن هدف واشنطن حماية الأمن والسلام الدوليين ونقدم دعمًا لأوكرانيا بناء على طلبها.
وأشارت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة إلى أن المخاطر بالنسبة لأوكرانيا هائلة وأفعال روسيا تهدد الأمن والسلم الدوليين.
ونوهت إلى أن التحركات الروسية لا تهدد أمن أوكرانيا فقط بل أمن أوروبا بأكملها.
في السياق ذاته، أكدت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة أنه لا بديل عن السبيل الدبلوماسي والحوار لإنهاء الأزمة بين روسيا وأوكرانيا.
ودعت للتركيز على الجهود المبذولة للتوصل لحل سياسي للأزمة بين روسيا وأوكرانيا، كما دعت كافة الأطراف للابتعاد عن أي تحركات استفزازية.
وأعربت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة عن الاستعداد لدعم أي جهود تصب في خفض التصعيد بين روسيا وأوكرانيا.
بريطانيا والتهديد الروسي
وخلال الجلسة ذاتها، قال المندوب البريطاني لدى الأمم المتحدة إن روسيا لا تزال تنكر أن قواتها تشكل تهديدا لأوكرانيا وهذا أمر غير صحيح.
وأضاف المندوب البريطاني أن بلاده تسعى للحوار مع روسيا ومستعدون لمعالجة شواغلها الأمنية.
قلق فرنسي
بدوره، رأى المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة أن الوضع على الحدود الأوكرانية يدعو للقلق.
ودعا روسيا للانخراط في جهود خفض التصعيد، معربا عن استعداد باريس للرد على أي اعتداء روسي جديد على سيادة أوكرانيا.
الإمارات والسلام
بدورها، أكدت السفيرة لانا نسيبة مندوبة دولة الإمارات لدى مجلس الأمن أهمية التوصل إلى حل تفاوضي للأزمة الأوكرانية.
وأعربت مندوبة دولة الإمارات لدى مجلس الأمن أن بلادها تؤمن بأن الخلاف القائم في أوروبا يتطلب الانخراط في حوار جاد قائم على قيم الاستقرار.
وشددت على ضرورة تجنب أي تصعيد يؤثر على المدنيين ويفاقم الوضع الإنساني شرق أوكرانيا.
ودعت مندوبة دولة الإمارات لدى مجلس الأمن، لمساندة الجهود الدبلوماسية للوصول إلى النتائج المرجوة لإنهاء الأزمة بين روسيا وأوكرانيا.
كما شددت على أهمية مبادئ السيادة والسلام الإقليمي وحسن الجوار التي لا غنى عنها لصون السلم والأمن الدوليين.
وعلى الصعيد ذاته، أعلن المندوب الأوكراني لدى الأمم المتحدة أن ما يقرب من 130 ألف جندي روسي يهددون بلاده.
أوكرانيا وأزمتها
وقال المندوب الأوكراني لدى الأمم المتحدة إنه ليست لدينا أي خطط لشن هجوم ضد روسيا، معربا عن قلق كييف بشأن تعزيز القدرات القتالية للقوات الروسية المتواجدة في إقليم دونباس.
المندوب الأوكراني لدى الأمم المتحدة، أشار في كلمته أمام جلسة مجلس الأمن إلى أن كييف لا ترى بديلًا عن التسوية السلمية للنزاع الدائر حاليًا مع روسيا واستعادة السيادة الأوكرانية.
وأعرب عن تأييد بلاده لقنوات الحوار مع روسيا واستعدادها لاتصالات مباشرة بين البلدين.
مندوب بيلاروسيا لدى الأمم المتحدة كشف أن بلاده ستجري تدريبات عسكرية مشركة مع روسيا في شهر فبراير/شباط المقبل.
وأوضح أن التدريبات المشتركة مع روسيا لا تشكل أي تهديد للدول المجاورة، مؤكدا أن بلاده تسعى لتسوية النزاع الإقليمي بشكل سريع على أساس الاحترام المتبادل والحوار.
ويناقش مجلس الأمن الدولي الفصل الأخير من الصراع الأوكراني لأول مرة، حيث يفاقم حشد القوات الروسية بالقرب من الحدود من التوترات مع الغرب.
وكانت الولايات المتحدة قد أدرجت القضية على جدول الأعمال الأسبوع الماضي بعد مباحثات غير رسمية مع الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن ومع أوكرانيا.
وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد: "هذا ليس توقيت أن ننتظر ونرى. الاهتمام الكامل من المجلس ضروري الآن، نتطلع إلى مناقشة مباشرة وهادفة اليوم الاثنين".
وحذرت الولايات المتحدة وحلفاؤها من دول الغرب بشكل متكرر من غزو وشيك محتمل لأوكرانيا. ويطالبون بسحب نحو 100 ألف جندي روسي من المنطقة الحدودية.
وليس من المتوقع حل المأزق اليوم الاثنين. ومع ذلك فإنه من المتوقع أن تستخدم الولايات المتحدة المنصة الدولية كقوة للضغط على روسيا.
وأمس الأحد دعت كييف الأحد موسكو إلى سحب قوّاتها المحتشدة على طول الحدود بين البلدين ومواصلة الحوار مع الغربيّين إذا كانت ترغب "جدّيًا" بوقف تصعيد التوتّر.
من جهتهما لوّحت الولايات المتحدة وبريطانيا الأحد بفرض عقوبات جديدة على روسيا.
وأعلنت لندن التي كثّفت إصدار مواقفها لمحاولة زيادة الضغط على موسكو، الأحد أنّها تُريد استهداف المصالح الروسيّة "التي تهمّ الكرملين مباشرةً".