الدراجات النارية بدلا من الدبابات.. تكتيك جديد لجنود روسيا بأوكرانيا

حتى قبل ظهور الدبابات في ساحات المعارك، كانت الجيوش تعتمد على الدراجات النارية كوسيلة سريعة وفعالة للتنقل.
وفي عام 1916، استخدمت القوات الأمريكية الدراجات النارية لمطاردة زعيم العصابات المكسيكي بانشو فيا، الذي كان بدوره يعتمد على الدراجات الآلية في غاراته، بحسب موقع بيزنس إنسايدر.
وخلال الحرب العالمية الثانية، لعبت الدراجات النارية دورًا مهمًا في نقل الرسائل العسكرية، كما استخدمتها وحدات الاستطلاع الألمانية بعد تزويدها بجوانب جانبية ومدافع رشاشة. ولا تزال بعض القوات الخاصة الأمريكية تعتمد على الدراجات النارية حتى اليوم، بما في ذلك بعض الطرازات التجارية.
تتميز الدراجات النارية بسرعة الحركة وخفة الوزن، وقد أصبحت رمزًا للجرأة والمرونة، كما جسدها الممثل ستيف ماكوين في فيلم "الهروب الكبير" عن الحرب العالمية الثانية.
لكن فكرة استبدال الدبابات بالدراجات النارية تثير الشكوك، إذ يفضل كثيرون الحماية التي توفرها دروع الدبابات السميكة والمدافع الثقيلة على الدراجات النارية، خاصة في مواجهة خطوط الدفاع الشرسة.
رغم ذلك، لجأ الجنود الروس في أوكرانيا مؤخرًا إلى استخدام الدراجات النارية بدلًا من العربات المدرعة، مع تراجع الدبابات إلى الخلف لتقديم الدعم الناري بدلاً من قيادة الهجوم.
وبحسب التقرير، أبدى الجيش الأوكراني دهشة واضحة من هذا الأسلوب، ويرى المتحدث باسمه أن الفكرة "تبدو مضحكة". لكن الجنود الروس يرون في الدراجات النارية وسيلة سريعة لاقتحام المواقع الأوكرانية، وخفيفة بما يسمح لها بالتسلل عبر تضاريس يصعب على الدبابات اجتيازها، ومرنة بما يكفي لتفادي الطائرات المسيّرة.
وأوضح المتحدث أن الهجمات الروسية بالدراجات النارية تتم أحيانًا بأعداد كبيرة، من اثنتي عشرة إلى مئة دراجة في الهجوم الواحد، بهدف اجتياز الأرض والوصول إلى المواقع الأوكرانية بسرعة، قبل أن تتمكن الطائرات المسيّرة من استهدافهم. وإذا فشل الهجوم، فإن خسارة كل دراجة تُعتبر مقبولة مقابل إسقاط طائرة مسيّرة واحدة.
ويشير محللو معهد ISW إلى تقارير متعددة حول استخدام روسيا المبتكر للدراجات النارية. ونقلوا عن جندي أوكراني يقاتل قرب بوكروفسك أن الروس يهاجمون حاليًا في مجموعات من ثماني دراجات نارية، مدعومة بأنظمة حرب إلكترونية يحملها الجنود في مقدمة ووسط ونهاية الصف، بهدف حماية الدراجات من ضربات الطائرات المسيّرة الأوكرانية عبر التشويش على إشارات التحكم.
وأضاف جندي آخر أن كل دراجة نارية روسية تحمل راكبين: سائق ومسلح، وحتى إذا قتلت الطائرة المسيّرة أحدهما، تواصل الدراجة الهجوم.
وتستخدم هذه القوات الراكبة للدراجات في هجمات الكرّ والفرّ، أو كوسيلة سريعة للسيطرة على أراضٍ أوكرانية خلال الهجمات الأمامية تحت نيران المدافع والطائرات المسيّرة.
وتسعى وزارة الدفاع الروسية في الوقت الحالي لتنظيم استخدام الدراجات النارية بشكل رسمي، عبر إنشاء مراكز تدريب خاصة ودمج وحدات الدراجات النارية ضمن التشكيلات القتالية النظامية.
ويهدف هذا التنظيم إلى نشر الفكرة بشكل أكثر كفاءة في جميع الوحدات الروسية في أوكرانيا وربما في الحروب المستقبلية.
لكن هذه المركزية قد تعيق الابتكار، إذ أشار المعهد إلى أن النظام المركزي قد يوفر الدراجات بشكل أفضل، لكنه قد يحد من قدرة الجنود على التكيف مع متغيرات الجبهة.
aXA6IDE4LjIyMy4xMjUuMTExIA==
جزيرة ام اند امز